Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تساعد التكنولوجيا صيادي الأسماك على استغلال موارد جديدة في جنوب المحيط الهادئ


يزوّد مشروع FishFAD الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة صيادي الأسماك في فيجي بالمهارات والمعدات

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يتعلم صيادو الأسماك من خلال مشروع FishFAD الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة في فيجي كيفية الوصول إلى أنواع مائية في مياه أكثر عمقًا باستخدام أداة تجميع الأسماك. ©David Itano

14/06/2022

يُعدّ صيد الأسماك أحد وسائل البقاء في فيجي، كما هو الحال في العديد من الدول الجزرية الواقعة في جنوب المحيط الهادئ؛ وهو جزء لا يتجزأ من الطقوس اليومية التي يمارسها سكان جزر الأرخبيل.

ويقول السيد Aviuta Ramoli: "عكفتُ على ممارسة صيد الأسماك طيلة حياتي. وإنّ غالبية مواردنا مصدرها البحر".

وعمل السيد Aviuta في صيد الأسماك في المياه الفيروزية الباهرة المحيطة بمنزله لما يقارب سبعة عقود. ولديه الآن ستة أولاد و24 حفيدًا وحفيدة و13 من أولاد الأحفاد.

إلّا أنّ السيد Aviuta والصيادين الآخرين يواجهون صعوبة متزايدة في العثور على أرصدة سمكية كافية على مقربة من الشاطئ، ويضطر الكثيرون منهم إلى عبور مسافات بعيدة للعثور على الأسماك من أجل إطعام أسرهم وتوليد الدخل. ويقول السيد Aviuta إنّ الزيادة في الصيد غير المستدام للأسماك تفضي إلى بقاء عدد أقل من الأسماك التي يكتمل نموها، وانخفاض عدد الأرصدة السمكية المتوفرة.

ويضيف: "عندما بدأت صيد الأسماك كان الصيد التجاري محدودًا جدًا، وكنا نصطاد أسماكًا بأحجام أكبر بكثير. وما زالت شبكانا تلتقط الأسماك، إلا أنّ حجمها بات أصغر بكثير، ويبلغ نصف حجم الأسماك التي كنا نصطادها في البداية".

وتُعدّ فيجي واحدة من الدول الجزرية الصغيرة النامية الواقعة في منطقة المحيط الهادئ. وتضم تلك الدول بعضًا من بلدان العالم النائية للغاية التي تعاني نظمها الإيكولوجية الساحلية من وطأة التلوث والصيد الجائر وتدهور حالة البحار وتغير المناخ. وتسلّط منظمة الأغذية والزراعة في هذه السنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية لعام 2022 الضوء على بعض تلك التحديات وتحتفل بمساهمة صغار صيادي الأسماك ومستزرعي الأسماك والعاملين في مجال صيد الأسماك.

ومن خلال واحد من مشاريع منظمة الأغذية والزراعة في فيجي، يتعلم الصيادون كيفية الوصول إلى أنواع مائية في مياه أكثر عمقًا ويجري تزويدهم بالمهارات والمعدات اللازمة للقيام ذلك. ويحمل المشروع اسم FishFAD تيمنًا باسم التكنولوجيا الهامة بالنسبة إلى هذا العمل، ألا وهي أداة تجميع الأسماك (FAD). ويجري تثبيت تلك الأداة في قاع البحر وربطها بطوافات على سطح المياه من أجل جذب الأسماك الصغيرة الموجودة في الأعماق مثل الماكريل وأسماك أكبر حجمًا وقيمة مثل التونة التي لا يمكن العثور عليها على مقربة من الشاطئ. وتساعد المنظمة الصيادين على تركيب هذه الأداة على الشاطئ قبل نقلها على متن القوارب وتثبيتها في مكان مستقر بعيدًا على مسافة قد تصل إلى 10 كيلومترات عن الشاطئ.

ويقول السيد Mike Savins، رئيس المستشارين الفنيين للمشروع في منظمة الأغذية والزراعة: "يتعلم الصيادون أنواعًا جديدة من صيد الأسماك تمكّنهم من الصيد في المياه العميقة". ويؤكد أنّ الأمر لا يتعلق فقط بزيادة تنوع ما يصطادونه وعدده: "فهم يتعلمون أيضًا كيف يستخدمون المعدات ويكتسبون معرفة أكبر بالإدارة، فضلًا عن كيفية إضافة القيمة على تقنياتهم في تجهيز الأسماك".

بل إنّ الأمر يتعلق ببناء القدرات والقدرة على الصمود بالإضافة إلى الأمن الغذائي والتغذية الحاسمَي الأهمية، إذ تمثل الأسماك نسبة تتراوح بين 50 و90 في المائة من البروتينات الحيوانية وتوفر مغذيات أساسية في النمط الغذائي المحلي.

يتعلق مشروع المنظمة هذا ببناء قدرات المجتمعات المحلية لصيادي الأسماك وقدرتها على الصمود فضلًا عن دعم الأمن الغذائي والتغذية، إذ تمثل الأسماك نسبة تتراوح بين 50 و90 في المائة من البروتينات الحيوانية في النمط الغذائي المحلي. ©FAO/Neelam Bhan

ويقول السيد Savins: "يتعلم الصيادون كيفية الصيد في المياه العميقة باستخدام المعدات المناسبة بغية تحقيق إنتاجية أعلى من الجهود التي يبذلونها في الصيد، وعندما يكتسبون المهارات، يمكنهم الاستمرار في فعل ذلك".

ويعدّ توفير التدريب على شروط الأمان ومعداته عنصرًا في غاية الأهمية من عناصر مشروع FishFAD، لا سيما عندما يبحر الصيادون في مياه أعمق وأكثر خطورة وأبعد عن الشاطئ بحثًا عن مصيدهم.

ويركز مشروع FishFAD الذي تموله حكومة اليابان على سبعة بلدن هي: بالاو وتوفالو وجمهورية جزر مارشال وساموا وفانواتو وفيجي وكيريباس.

ويقول السيد Aviuta: "إنّ أداة تجميع الأسماك مفيدة لنا جميعًا لأننا نعلم عندها أنّ الأسماك موجودة على الدوام، نهارًا أو ليلًا، في أي وقت أردت فيه الذهاب للصيد. وبذلك لا نبدد الوقود بالذهاب إلى الجانب الآخر من الجزيرة".

وتقول السيدة Nicole Franz، وهي من المسؤولين عن مصايد الأسماك في منظمة الأغذية والزراعة: "تُنسب إلى المحيط الهادئ أعلى معدلات استهلاك للأسماك الطازجة في العالم، لذلك فإنّ الأسماك تتسم بأهمية لا توصف في هذه المنطقة باعتبارها مصدرًا للبروتينات والمغذيات الدقيقة".

"ومن الضروري للغاية أن تركز منظمة الأغذية والزراعة، لا سيما أثناء السنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية، على مساعدة البلدان على تحسين الظروف الراهنة من أجل استمرارية مصايد الأسماك الساحلية تلك وتوفير البروتينات الصحية والتغذية لمجتمعات الدول الجزرية الصغيرة النامية".

توفر مبادرة FishFAD التدريب أيضًا للنساء العاملات في تجهيز الأسماك من أجل إضافة القيمة على مصيدهن وزيادة دخلهن عن طريق استخدام أجزاء الأسماك التي كانت ترمى في السابق من أجل صنع برغر الأسماك وسمبوسك الأسماك ومنتجات أخرى. ©FAO/Neelam Bhan

عندما يعود الصيادون بمصيدهم، يعمل مجهزو الأسماك المحليون، وهم عادة من النساء، على تنظيف الأسماك وتجهيزها وتدخينها وتمليحها وتجفيفها. وتعمل مبادرة FishFAD أيضًا على تدريب هؤلاء النساء، فضلًا عن صيادي الأسماك والعاملين في مجال صيد الأسماك، على اكتساب مهارات ما بعد الصيد بغية المساعدة على إضافة قيمة على مصيدهن وزيادة دخلهن. وعلى سبيل المثال، يتعلم العاملون في مجال صيد الأسماك كيف يستخدمون أجزاء الأسماك التي كانت ترمى في السابق من أجل صنع برغر الأسماك وسمبوسك الأسماك ومنتجات أخرى.

وتقول السيدة Ilisebeta Bau التي تبلغ السادسة والستين من العمر: "لقد تعلمنا أشياء كثيرة: مثل طريقة تقطيع الأسماك وجعلها شرائح. وتعلمنا كيف نستخدم رأس السمكة وبقاياها من أجل صنع السمبوسك وكريات السمك، ويمكننا كسب المال من ذلك".

ويُعدّ توقيت مشروع FishFAD حرجًا للغاية، إذ تواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية مستقبلًا ضبابيًا. وقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى اضطرابات في السياحة وقطاعات اقتصادية أخرى في السنتين الماضيتين، فيما الصدمات المناخية آخذة في الازدياد، مما أفضى إلى خسائر فادحة تكبدتها تلك الدول الجزرية الضعيفة. وتأخذ مستويات البحار والحرارة في الارتفاع ويتزايد كذلك عدد الأعاصير في منطقة المحيط الهادئ. فقد تعرضت فيجي إلى ثلاثة أعاصير استوائية شديدة خلال السنتين الماضيتين فحسب.

ويقول السيد Savins: "في البلدان الميلانيزية والبولينيزية، مثل فانواتو وفيجي، دمرت الأعاصير المحاصيل الجذرية والمحاصيل الورقية دمارًا تامًا. لكن يمكن للأشخاص الخروج في اليوم التالي للإعصار وصيد الأسماك، لذلك فإنّ أدوات تجميع الأسماك هي أدوات مهمة من أجل بناء القدرة على الصمود في حالات الطوارئ".

وبدأ مشروع FishFAD بالفعل بإحداث الفرق بالنسبة إلى صغار صيادي الأسماك الحرفيين ومتسزرعي الأسماك والعاملين في مجال صيد الأسماك. وفي السنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية لعام 2022، تلتزم منظمة الأغذية والزراعة بدعم صيادي الأسماك في مساهمتهم في رفاه الإنسان والنظم الغذائية الصحية والقضاء على الفقر عن طريق الاستخدام المستدام والمسؤول للموارد البحرية والطبيعية.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات