Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الجانب الإنساني في الهندسة الزراعية


المهندس الزراعي في منظمة الأغذية والزراعة، جهاد المقداد، في وطنه الأم سوريا لدعم المزارعين

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

أراد جهاد المقداد أن يصبح مهندسًا زراعيًا منذ نعومة أظافره وأن يساعد المزارعين على إنتاج الأغذية. واكتسى هذا الحلم أهمية أكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الأزمة في سوريا. ©FAO/Hasan Bilal

19/08/2022

هرب ملايين السوريين من البلاد بعد بداية الأزمة في عام 2011. وكان جهاد المقداد تواقًا للانضمام إليهم.

قال جهاد، البالغ من العمر 52 عامًا والذي يعمل حاليًا كمهندس زراعي في منظمة الأغذية والزراعة:" فكّرت للحظة أن أغادر سوريا بسبب التحديات التي واجهناها خلال الأزمة، لكن تعذر علي القيام بذلك. فقرّرت أن أبقى في سوريا وأن أعمل جاهدًا لبناء قدرة المزارعين على الصمود، حتى يبقوا في أرضهم وينتجوا الأغذية. هذا مهم جدًا في حياتي".

وجهاد، الذي هو أصلًا من محافظة درعا الجنوبية، مهندس زراعي منذ ثلاثة عقود تقريبًا، عمل أولًا في وزارة الزراعة، ثم في منظمة الأغذية والزراعة في السنوات الخمس الأخيرة. وهو متخصص في تدريب المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والأسر التي تعيلها نساء على استخدام تقنيات زراعية أفضل، حيث يعلّمهم كل شيء بدءًا من كيفية اختيار البذور وصولًا إلى الوقت الملائم لحصاد المحاصيل.

ويقول جهاد:" إن ردود فعل المزارعين تؤثر فيّ. وفيا هي من بين المزارعين الذين التقيناهم في محافظة درعا. شعرتُ بامتنانها للدعم الذي قدّمناه لها. وتغمرني السعادة وأشعر بالتشجيع على الاستمرار في مساعدة المزيد من الأشخاص على الحصول على الأغذية.

رسالة حياة

يروي جهاد الذي تملك أسرته مزرعة في بلدته الأم قائلًا: "حين كنت طفلًا، حلمتُ بأن أصبح مهندسًا زراعيًا." فلطالما سحرته المناظر الطبيعية التي تتحوّل إلى اللون الأخضر مع نمو النباتات.

"كنتُ سعيدًا جدًا حين ارتدتُ كلية الزراعة. اجتهدتُ في دراستي وكنتُ مهتمًا جدًا بهذا المجال. ثمّ تخرجّتُ وحققت حلمي".

في ظلّ النزوح الكثيف للسكان الريفيين، يتسم دور جهاد في تدريب المزارعين الجدد بأهمية حاسمة بالنسبة إلى القطاع وإلى الأمن الغذائي في البلاد. الصورة أعلى اليسار: ©FAO/Jaafar Merie. الصورة أعلى اليمين: ©FAO/Jaafar Merie

سوريا مختلفة

بعد مرور أحد عشر عامًا، أحدثت الأزمة المستمرة اختلالاتٍ في كل جانب تقريبًا من جوانب الحياة، بما في ذلك الزراعة، خاصة وأنها تشكل مصدرًا أساسيًا للأغذية وسبل العيش. ويواجه 12 مليون شخص من بين سكان البلاد مستوياتٍ عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتشكل معالجة عواقب الأزمة جزءًا كبيرًا من العمل الذي يقوم به جهاد وزملاؤه في المنظمة في سوريا.

ويقول "كانت هناك حاجة كبيرة لمساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة ممّن فقدوا أصولهم وخسروا مصدر دخلهم. كانوا يعملون في الزراعة ولكن لم يعد لديهم الآن مياه لريّ محاصيلهم، ولم تعد تتوفّر لديهم المدخلات لزراعة محاصيلهم، وبالتالي فهم بحاجة إلى الكثير من الدعم".

وهذا هو نوع الدعم الذي يقدّمه بصفته مهندسًا زراعيًا.

ويشمل عمله اليومي تقديم المشورة للمزارعين بشأن زراعة المحاصيل، وتدريبهم على تقنيات الزراعة، ونشر أفضل الممارسات في إدارة التربة وإقامة وحدات لتجهيز الأغذية.

كما أن دعم أصحاب الحيازات الصغيرة المحليين عبر تزويدهم بأنواع مختلفة من الحزم لإنتاج المحاصيل وتربية الماشية يشكل أحد الأهداف المحورية للمنظمة في البلاد. ويتمثل هدفٌ آخر في مساعدة المجتمعات المحلية على استخدام الموارد الطبيعية بشكل أفضل وأكثر استدامة.

ويتسم التدريب بأهمية حاسمة في مجمل هذا العمل، كما يحرص جهاد والخبراء الآخرون في المنظمة على أن يتمكن السكان الريفيون العائدون من مواصلة زراعة المنتجات الغذائية وإعالة أنفسهم وأسرهم.

ويقول "خلال سنوات الأزمة، انخفض عدد الفنيين المتمرّسين وعدد المزارعين أيضًا. فقد هاجر العديد منهم إلى خارج سوريا. لذا، نحن بحاجة ماسة إلى التدريب والدعم الفني للجيل الجديد من المزارعين في سوريا".

جهاد يساعد الطلاب على اكتساب المعرفة بشأن البذور والاعتناء بالنباتات كجزءٍ من مبادرات الحدائق المدرسية لمنظمة الأغذية والزراعة في أنحاء البلاد كافة. ©FAO/Hasan Bilal

العمل المجدي

يعتبر جهاد أن المهنة التي اختارها مجدية بالنسبة إليه لأنه يرى أن عمله يغيّر حياة الناس.

وتمثل أحد المشاريع الذي شكّل مصدر رضا خاص لجهاد بمبادرة التعليم للجميع التي أطلقتها المنظمة والتي تقيم الحدائق بحيث يتعلّم التلامذة في المدرسة الابتدائية كيفية الاعتناء بالنباتات. فالتلامذة يتناولون ما ينتجونه، مع أن الهدف الرئيسي من المشروع هو هدف تثقيفي. وأُعجب جهاد بصورة خاصة بالتلامذة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين شاركوا، وعمل معهم بشكل وثيق لضمان أن يستفيدوا من النشاط قدر الإمكان.

وتمثل مشروع آخر بالعمل مع الأرامل لرفع دخلهن الأسري. وقد شمل إقامة وحدات لتجهيز ما ينتجنه من فاكهة وخضروات وحليب. ووفّرت المنظمة المعدات، مثل الطبّاخات، والبرّادات وآلات التعبئة، وساعدت في إقامة المتاجر التي يمكن أن تبيع فيها النساء مصنوعاتهن، بما في ذلك دبس الرمان ومربّى التين والمشمش، وعصائر الفاكهة ومنتجات الألبان. وقد كانت حماسة النساء الدائمة مصدر إلهام.

القيام بالمزيد إنما بشكل أفضل

هذا العمل ليس مهمًا لغير المزارعين أنفسهم فقط، ذلك أنّ القطاع الزراعي الذي يعمل بشكل جيد يتسم، كما يشير إليه جهاد، بأهمية حاسمة لتحقيق الأمن الغذائي لجميع السكان.

ويقول "نحن نضطلع بدور كبير في مساعدتهم على مواصلة إنتاج الأغذية لأنفسهم ولأولادهم ولأحياء ومجتمعات محلية أخرى. وهذا جزء هام جدًا من عمل المنظمة".

ولدى التحدث عن المستقبل، تبدو خططه بسيطة: القيام بالمزيد من العمل ذاته إنما بشكل أفضل.

ويقول جهاد "سوف أواصل البحث عن الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لمساعدة المزارعين الريفيين على استعادة قدرتهم على إنتاج الأغذية لأنفسهم ولجيرانهم".

وجهاد يؤمن ببلاده وبقدرتها على إعادة الأمور إلى نصابها. ويشرح قائلًا "أراد أولادي مغادرة البلاد. أقول لهم إنه يمكننا أن نكون أكثر قدرة على الصمود إن بقينا لإعادة بنائها. وأعتقد أن أولادي يمكنهم النجاح أيضًا في هذه البلاد. وأنا أدعمهم دائمًا للسير قدمًا. فالأمل موجود دومًا".

وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، ندعم السكان المتضرّرين، الذين هم دائمًا أول المستجيبين للكوارث، وكذلك الأسرة العالمية التي تساندهم فيما يتعافون. وهؤلاء هم المتطوعون والمهنيون والسكان المتأثرون بالأزمات الذين يوفّرون المساعدات الطارئة من أغذية، ومياه، ورعاية صحية ومأوى وحماية وغير ذلك بكثير. #يلزم_قرية (#ItTakesAVillage) لدعم السكان الذين يواجهون أزمة.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطلاع على المزيد

الموقع الإلكتروني: اليوم العالمي للعمل الإنساني

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: الجمهورية العربية السورية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في سوريا

الموقع الإلكتروني: حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة