Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

امرأة رائدة صاحبة مشروع تجاري تقود نموّ سوق الزعفران في أفغانستان


تفتح كريمة المجال أمام سائر النساء في أفغانستان للدخول إلى قطاع إنتاج الزعفران

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

مشروع كريمة التجاري الخاص بالزعفران آخذ في الازدهار بمساعدة صغيرة من مشروع منظمة الأغذية والزراعة. ©الفاو/ح.عزيزي

07/10/2020

إنّ الزعفران هو من أغلى التوابل في العالم، ويُعرف بلونه الزاهي ونكهته المرهفة. وهو ليس فقط مكوِّنًا أساسيًا في الكثير من الأطباق في العالم مثل طبق الباييلا في إسبانيا وطبق الخورش في إيران، بل يُستعمل أيضًا في مجالي الطبّ والعطور. والطلب العالمي على الزعفران عالٍ نظرًا إلى تعدد أوجه استخدامه. ولكن، وبما أنه يُنتج يدويًا، يتطلّب إنتاجه قدرًا كبيرًا من العمل وبالتالي فإنّ وصول هذا النوع من التوابل المرغوب فيها للغاية إلى السوق ليس بالمهمة السهلة. ولكنّه نشاط مربح للذين يديرون هذا العمل.

ورغم التحديات التي واجهها المزارعون الأفغان في العقود الأخيرة، من النزاعات إلى الكوارث الطبيعية، فإن قطاع إنتاج الزعفران في البلاد هو قطاع واعد. فالمناخ في أفغانستان مثالي لزراعة هذا النوع من التوابل الذي أصبح أحد أهم مصادر دخل المزارعين والتجار الأفغان العاملين في منشآت صغيرة أو متوسطة الحجم. وفي عام 2019، بلغت عائدات إنتاج الزعفران وتصديره 27 مليون دولار أمريكي، وهو ليس بالأمر المفاجئ علمًا وأن الزعفران الأفغاني قد احتل مؤخرًا المرتبة الأولى في العالم من حيث نوعيّته.

وتعدّ مقاطعة هيرات من بين المناطق الرئيسية لإنتاج الزعفران في أفغانستان، وتدير منظمة الأغذية والزراعة في هذه المنطقة خاصة "مشروع تعزيز سلسلة القيمة - الغرب" الذي تموّله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ويعمل المشروع مع التجّار المحليين من أجل بناء قدرتهم على إنتاج الزعفران وتجهيزه وتعبئته وفقًا للمعايير العالمية للجودة والنظافة، ومن خلال تزويد المنتجين بالآلات اللازمة ومساعدتهم في الحصول على شهادات المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس للتصدير إلى الخارج. ويتمثّل أحد الأهداف الرئيسية للمشروع في توفير الدعم للنساء ليتمكّن من الشروع في أعمالهن التجارية والاستفادة من الفرص الاقتصادية التي تتيحها تجارة الزعفران.

تملك كريمة صادق مُنشأة لإنتاج الزعفران في مقاطعة هيرات. ولم يكن من السهل لكريمة بصفتها امرأة في المجتمع المحافظ في أفغانستان، الحصول على إذن من أسرتها للشروع في أعمالها التجارية وجني المال. وفي البداية، كانت تعمل كمنتجة صغيرة للزعفران بالتعاون مع وسطاء لبيع منتجاتها على الصعيدين الوطني والدولي. ولكن، بعد ثلاث سنوات من العمل الشاق، حصلت على دعم أسرتها وقررت الارتقاء بعملها إلى مستوى أعلى. فسجّلت مُنشأتها التجارية "Karwan Saffron" وبات بإمكانها التنافس مع سائر شركات إنتاج الزعفران في السوق.

تُعنى مُنشأة كريمة بجوانب إنتاج الزعفران كافة، من الحصاد إلى التصدير إلى الخارج. إلى اليمين: ©الفاو/أ.صديقي إلى اليسار: ©الفاو/ح.عزيزي

تجارة الزعفران المزدهرة

في البداية، كان من الصعب على كريمة وضع بصمتها في سوق يهيمن فيها الرجال، ولكنّ الأمور بدأت تتغير بعد أن حضرت الدورة التدريبية التي عقدتها المنظمة لمدة 14 يومًا في هيرات. فبفضل هذا التدريب الذي يديره برنامج "مشروع تعزيز سلسلة القيمة - الغرب"، تعلّمت كريمة كيفية إعداد خطة عمل جيدة وكيفية ربط منتجاتها بالأسواق الجديدة من خلال العلامات التجارية والتسويق. وتعلّمت الأساليب الأكثر تقدمًا لزراعة الزعفران، بما في ذلك إدارة المياه وتحديد المسافات بين نباتات الزعفران على النحو الأمثل. وبفضل هذه المعارف الجديدة، حسّنت أساليب تسويق منتجاتها وتجهيزها وإنتاجها.

وسرعان ما بدأ نشاطها بالازدهار بعد أن طبّقت عمليًا الدروس التي تعلّمتها. ففي عام 2018، أنتجت 28 كيلوغرامًا من الزعفران في الأرض التي تملكها أسرتها؛ ولكن في عام 2019، تمكّنت من إنتاج 50 كيلوغرامًا من الزعفران في الأرض نفسها. وتمكّنت أيضًا من تحسين نوعية الزعفران الذي تبيعه اليوم بسعر أعلى من ذي قبل. ومن خلال التيسير الذي وفّرته المنظمة، استطاعت أيضًا حضور معارض وطنية ودولية مختلفة مكّنتها من إقامة علاقات مع زبائن على المستوى العالمي.

وتقول كريمة مبتسمةً: "يزداد اهتمامي أكثر فأكثر بهذا المجال لأنني أعتقد أن الزعفران محصول مهم ويتّسم بقيمة عالية لا في أفغانستان فحسب، بل أيضًا في جميع أنحاء العالم. ومن خلال بيع هذا المنتج، لا أجني المال فحسب بل أُظهر للعالم وجهًا إيجابيًا لأفغانستان".

إنّ عمل كريمة ناجح للغاية حتى أنها باتت تصدّر الآن الزعفران إلى طاجيكستان وأوزبكستان وأوكرانيا والهند وأستراليا، ولكنّها تخطط للحصول على مزيد من الأراضي لاستهداف المزيد من العملاء على الصعيدين الوطني والعالمي. 

وتوضح كريمة قائلة: "بالمقارنة مع الطلب الحالي، لا يزال مستوى الإنتاج منخفضًا جدًا، وأسعى إلى استغلال جميع الفرص الممكنة من أجل توسيع نطاق إنتاجي".

حقل من الزعفران جاهز للحصاد © فريسنيل/ شاترستوك

دعم النساء لتحسين سبل معيشتهنّ وتعزيز مكانتهنّ الاجتماعية

تتاح للنساء فرص أقل بكثير من الرجال للعمل في أفغانستان، ويرجع ذلك أساسًا إلى القيود الثقافية التي تحدّ من عمل المرأة خارج المنزل. وتحارب كريمة هذا التحيّز وهي توظّف اليوم 28 امرأة في منشأتها. ورغم التحديات التي تواجهها في المجتمع المحلي بصفتها امرأة صاحبة مشروع تجاري، فهي على أتمّ الثقة بأن التغلّب على هذه التحديات سيؤدي إلى مزيد من الفرص للنساء في أفغانستان.

فتقول: "أعتقد أنه ليس هناك أي أمر مستحيل في هذا العالم. كل الأمور تكون صعبة قبل أن تصبح سهلة. ولكن، بمجرّد الشروع في العمل يمكننا أن نتقدّم بسرعة كبيرة ".

أريد أن أوفّر المزيد من فرص العمل للنساء، ولا سيما للنساء اللواتي يمثلن المعيل الوحيد لأسرهنّ. فمن ناحية، تساعدهنّ هذه الوظيفة على كسب الدخل وتعزيز سبل معيشتهن، وتحسّن من ناحية أخرى مكانتهنّ الاجتماعية".

وإنّ مساعدة النساء مثل كريمة للاستفادة على نحو تام من الفرص في قطاع الأغذية والزراعة هي بالتحديد السبب وراء إدارة منظمة الأغذية والزراعة لبرامج مثل هذا البرنامج في مقاطعة هيرات. ويمثّل تمكين النساء لتحقيق إمكاناتهنّ عاملاً حاسم الأهمية إذا ما أردنا تعزيز الأمن الغذائي وتحسين المساواة بين الجنسين وتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: أفغانستان

الموقع الإلكتروني: منظةمة الأغذية والزراعة في أفغانستان

المقالات الإخبارية: إنتاج الزعفران يتحوّل إلى مشروع مربح في غربي أفغانستان