Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

أتعتقد أن المزارعين لا يستطيعون زراعة الأغذية في حالات الأزمات أو الكوارث؟ فكّر في الأمر مرّة ثانيةً.


كيف تساعد المنظمة المزارعين وسكّان الأرياف في بعض حالات الأزمات الإنسانية الأكثر إلحاحًا في الكوكب؟

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

©FAO/Soliman Ahmed

23/05/2019

يعتبر العديد من الناس بمنظمة الأغذية والزراعة مركزاً للمعرفة أو وكالة فنية، ومزود الإحصاءات والتقارير العالمية عن القضايا المهمة مثل انعدام الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي وإزالة الغابات. لذلك يتفاجأون عندما يعلمون أنه عندما يتسبب النزاع أو الأحداث المناخية القاسية أو الكوارث الطبيعية، أو آفات النباتات أو الأمراض الحيوانية أو غيرها من التهديدات في تدمير سبل العيش وتدفع بالناس إلى هاوية الجوع، فإن المنظمة تقدّم المساعدة في الميدان- من أولى أيام الاستجابة. وبتوفير البذور وأدوات الصيد واللّقاحات الحيوانية أو غيرها من الأصول، تعمل المنظمة على إعادة بناء سُبُل العيش وأنظمة الغذاء المحلية لدعم اعتماد المتضررين على الذّات وتعزيز قدرتهم على مواجهة التهديدات المستقبلية. وإجمالا، في عام 2018، ساعدت المنظمة حوالي 25 مليون شخص في 70 دولة.

بطبيعة الحال، تركز المنظمة بشدة على الإنذار المبكر والحدّ من المخاطر، والعمل مع الأسر والمجتمعات والحكومات المحلية والوطنية قبل وقوع المشاكل، حتى يتمكّن الأشخاص المستضعفون بشكل أفضل من تجنب الصدمات أو تحملها في المقام الأول. لكن إذا ومتى وقعت التهديدات، فالمنظمة تكون حاضرة.

فيما يلي ثلاث طرق تعمل بها المنظمة على أرض الواقع لمساعدة الأشخاص المستضعفين الذين يعتمدون على الزراعة وصيد الأسماك والغابات في الاستعداد للأسوأ والانتعاش بعد وقوع الصدمات.

1- التوقع والاستعداد للأزمات

تعمل منظمة الأغذية والزراعة مع الحكومات والشركاء الآخرين على تجميع المعلومات الموجودة في تقرير عن الإنذار المبكر والعمل المبكر، التي تطلق صفارات الإنذار عندما تظهر إشارات بحدوث اضطرابات، مثل الجفاف الوشيك، ثم تعزز الإجراءات الوقائية.

في الفترة 2017-2018، عندما أشارت التوقعات إلى حدوث موجة جفاف أخرى في جنوب مدغشقر - وهي منطقة أصابتها بالفعل نوبات جفاف تراكمية أسفرت عن فَشَل ثلاثة مواسم زراعية - سمحت هذه النظم للمنظمة بالعمل مبكراً، قبل أن يدمّر الجفاف مزيداً من المحاصيل.

وقد دعمت المنظمة الناس، ومنهم المزارعة زرافونومي، البالغة من العمر 23 عامًا، فقدّمت لهم بذوراً ذات دورات قصيرة - بما في ذلك الفول السوداني والخضروات - حتى يتمكنوا من مواجهة الجفاف الوشيك.

وفي العام نفسه، في السهوب المنغولية، أشارت التنبؤات إلى حدوث نمط طقس محلي يسمى ”دزود“. وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون درجات الحرارة جدّ مرتفعة في فصل الصيف ويندر فيه هطول الأمطار ويتبعه أقسى فصول الشتاء.

ويؤدي ”الدزود“إلى موت أعداد كبيرة من الماشية إما من الجوع أو من البرد؛ فيُفسد هذا الخراب سبل عيش الرعاة الضعفاء الذين قد يضطررون إلى اللجوء إلى قروض بفائدة عالية للبقاء على قيد الحياة. ومن ضمن الأشخاص الذين دعمتهم المنظمة، غانباتار سودنوم-إيش. وفي نهاية المطاف، فإن الأغذية والمغذيات المقدمة تعني أن سودنوم لم يضطرّ إلى اقتراض المزيد من المال للحفاظ على حياة قطعانه. فتمكّن من البقاء مع أسرته والازدهار على السهوب.

اليسار: نظرًا لأن ماشيته قد نجت، فقد استطاع سودنوم-إيش استخدامها كضمان للحصول على قرض، وشراء دراجة نارية يستخدمها في رعاية قطيعه وإجراء المهامّ المنزلية الأساسية. © الفاو/ب. خانايخو؛ اليمين: زودت منظمة الأغذية والزراعة 3,1 مليون شخص في جنوب السودان بـ 800

2- الاستجابة بسرعة وعلى نطاق واسع

في عام 2018، تلقت المنظمة أكثر من 600 مليون دولار من مجتمع المانحين الدولي لدعم برنامجها الاستراتيجي المتعلق بالقدرة على التكيّف، بما في ذلك أنشطة الإنذار المبكر والحد من مخاطر الكوارث والوقاية منها والاستجابة لحالات الطوارئ وإعادة التأهيل. وقدسمح ذلك للمنظمة بتنفيذ تدخلات واسعة النطاق في بعض أزمات الجوع الحادّة في العالم في عام 2018 – وأصعب البيئات التشغيلية صعوبة.

على سبيل المثال، في اليمن، أوصلت منظمة الأغذية والزراعة إلى أكثر من 3 ملايين شخص من الفئات الضعيفة  مزيجاً من بذور المحاصيل والخضروات، وأدوات الصيد، ومجموعات إنتاج الدواجن، والدعم النقدي، وحملات الصحة الحيوانية، وإعادة تخزين الحيوانات والأعلاف، فضلاً عن تطوير سلسلة القيمة. وعلى الرغم من القيود الكبيرة التي تواجه المنظمة في الوصول إلى تلك الفئات، فإن حملات التلقيح والعلاج التي تقوم بها منظمة الأغذية والزراعة في اليمن بلغت أكثر من 2و4 مليون رأس من الماشية، توفر للأسر اليمنية مصدرًا حيوياًّ للغذاء اليومي.

فعلاً، تعد حماية الأصول الحيوانية عنصرا رئيسيا آخر في استجابة المنظمة للطوارئ.

في العديد من البلدان الفقيرة، تعد الثروة الحيوانية من أهم ممتلكات الناس. ولا يقتصر الأمر على توفير الحليب للعيش اليومي، بل هي أصول ذات قيمة عالية يمكن استخدامها كضمان أو مقايضة للأغذية أو غيرها من الضروريات.

لكن الحيوانات التي تعاني من سوء التغذية والتي تأثرت بالجفاف أو الفيضانات أو الأمراض لا تنتج نفس القدر من الحليب، مما يقلّل من قيمتها التجارية. وحتى الأمراض البسيطة يمكن أن تقتل الماشية الضعيفة أصلاً. في عام 2018، عالجت حملات منظمة الصحة العالمية في مجال الصحة الحيوانية في حالات الأزمات 60 مليون حيوان. يمكن للحيوان الواحد أن يوفر دخلاً أو طعامًا لثلاثة إلى ستة أشخاص وأن يقوم بدور مهمٍّ في الحدّ من سوء تغذية الأطفال؛ لذلك، فإن نطاق التأثيرات المتتالية للتدخلات في مجال صحة الحيوان واسع للغاية

في الصومال، يناقش طبيب بيطري في منظمة الأغذية والزراعة وأحد الرعاة كيف تساعد اللقاحات الماعز الضعيفة على البقاء على قيد الحياة. © الفاو/كاريل برينسلو

3- الحد من المخاطر ومعالجة مكامن الضعف

ليس للكوارث والأزمات آثار مباشرة على حياة الناس فحسب، وإنما يمكن أن تدمر سبل كسب العيش التي استلزم إنشاؤها أجيالاً.

تعمل المنظمة على تشجيع الإدارة الاستباقية للمخاطر وتدابير الحدّ من مخاطر الكوارث لمساعدة البلدان والمجتمعات على معالجة عوامل الهشاشة الكامنة التي تنشأ عندما حدوث الصدمات وتقلل من آثارها وتخفف من حدّتها.

ومن الأمثلة على تدابير الحد من مخاطر الكوارث، الحفاظ على الزراعات أو استخدام البذور المقاومة للجفاف. فعندما يطبق المزارعون أفضل ممارسات الحد من مخاطر الكوارث، فإنهم لا يتمكّنون من الصمود أمام الصدمات فحسب، بل غالبًا ما يرون عوائد محسّنة حتى أثناء الظروف العادية.

وتعدّ زيادة مشاركة المرأة في الزراعة وإنتاج الأغذية طريقة أخرى لتقليل تعرض الأسرة للهشاشة وزيادة قدرتها على الصمود، لأن المرأة عادة ما تكون مسؤولة عن الأمن الغذائي للأسرة والتغذية في معظم البلدان النامية. ويمكن أن توفر هذه المشاركة أيضًا دخلًا إضافيًا أو تكون المصدر الوحيد للدخل.

مُنَى ياسر، أم لطفلين تبلغ من العمر 30 عامًا من محافظة حِمص في سوريا، كانت تعتمد على الدعم المالي للعائلة الممتدة والجيران عندما فقدت عائلتها مصدر دخلهم الوحيد. في عام 2018، وفي مواجهة هذا الوضع الشائع للغاية، قامت المنظمة بتدريب 210 1 امرأة لإنتاج الأغذية ومعالجة ما بعد الحصاد، ومنحتهنّ مدخلات زراعية مثل بذور الخضروات الموسمية، ومعدات الريّ الحديثة ومدخلات إنتاج الدواجن. وتلقت منى 45 دجاجة، وخمسة ديَكَة، بالإضافة إلى التدريب.

"أنا الآن أعتني بأطفالي وأطعمهم بالبيض الطازج يوميًا ... تقول مُنَى، ثمّ تضيف قائلةً: "وسأتمكن من بيع البيض في السوق لدعم أسرتي بدخل جيد".

تعكس مبادرة إنقاذ سبل العيش يُنقذ الأرواح، 2018 جهود منظمة الأغذية والزراعة الرامية إلى تمكين سكان الأرياف في جميع أنحاء العالم، ومساعدتهم - حتى في أحلك الظروف - على الاعتماد على أنفسهم والحفاظ على تغذية أنفسهم ومجتمعاتهم بشكل أفضل، وبناء مستقبل #خالٍ_من_الجوع.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على المزيد من المعلومات:

الموقع على الإنترنت: المنظمة في حالات الطوارئ

الموقع على الإنترنت: عمل المنظمة في مجال القدرة على الصمود

القصة: على الأرض قبل وأثناء وبعد الأزمات: إنقاذ الأرواح من خلال سبل عيش أقوى وأكثر مرونة

الأخبار: الفاو تحقق انجازاً كبيراً في حملتها الضخمة لمنع حدوث مجاعة في الصومال: معالجة 12 مليون حيوان حتى الآن من الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية