Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

ثلاث طرق ذكية لخفض الفاقد والمهدر من الأغذية بواسطة الابتكار


اليوم الدولي الأول للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية يساعدنا على التركيز على حلّ هذه المشكلة.

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin
28/09/2020

تتعفن الطماطم على شتولها لعدم وجود أشخاص يقطفونها ويتخثّر الحليب في أوعيته إذ لا تتوفّر أسواق يباع فيها. وتتآكل الفاكهة على رفوف المتاجر لأن الزبائن لم يعودوا قادرين على شراء النتاج الزراعي كما في السابق. إذًا الموارد مفقودة والأغذية مهدورة. وقد أدت القيود المفروضة على حركة التنقل وإجراءات الحجر الصحي الناجمة عن جائحة كوفيد-19 إلى زيادة مستويات الفاقد والمهدر من الأغذية في العالم أجمع.

ومع استمرار الجائحة في تعريض الأمن الغذائي والتغذية للمخاطر في العديد من البلدان وإلحاق الضرر بسبل عيش صغار المنتجين، نحن مدعوون إلى إعادة تقييم نظمنا الغذائية.

والأمر الوحيد الأكيد في زمن الأزمات هذا أن لا مجال مطلقًا لفقد الأغذية وهدرها! 

ولحسن الحظ أنه يجري كل يوم تطوير التكنولوجيا الجديدة والمبتكرة لتحسين أساليبنا في إنتاج غذائنا وتوزيعه واستهلاكه، فنحوّل نظمنا الغذائية إلى الأفضل. وإليكم بعض الأمثلة: 

(1)     التطبيقات الرامية إلى زيادة معدلات بيع الأغذية أو التبرع بها

يتسع أكثر فأكثر انتشار الهواتف الذكية وقد أصبحت التطبيقات وسيلةً بسيطة وسهلة لبلوغ شرائح كبيرة
من السكان حول العالم. وفي أثناء تفشي الجائحة، ازدادت شعبية التطبيقات الرامية إلى معالجة الفاقد والمهدر
من الأغذية. وبدأت عدة بلدان بتطوير تطبيقات لتيسير العمليات اللوجستية والنقل والتجارة الإلكترونية بالأغذية
القابلة للتلف. 

فمثلاً يتيح تطبيق Too Good to Go للمتاجر والمطاعم في العديد من المدن منصةً لبيع فائض الغذاء لديها بأسعار مخفّضة في نهاية كل اليوم. وعلى سبيل المثال، في روما، يستطيع مستخدمو هذا التطبيق العثور على أغذية معروضة بأسعار مخفضة في أسواق الأحياء وسلاسل السوبرماركت الكبيرة والمطاعم ذات الشعبية الواسعة. 

أما تطبيق Feeding India بالمقابل فيركز على التبرع بالأغذية لصالح من هم في حاجة إليها. وبوسع المطاعم والأفراد تسجيل حساب في هذا التطبيق للتبرع بالغذاء الذي يتم جمعه وتوزيعه من ثم من قِبَل شبكة غير متوخية للربح تتألف
من أكثر من 500 4 متطوع. وتنفذ هذه البرامج المنتظمة لتوفير الأغذية في أكثر من 45 مدينة هندية، وقد قدمت أكثر من 4.8 ملايين وجبة حتى الآن. 

وفي كينيا، تربط منصة Twiga Foods بين 000 3 منفذ لبيع الأغذية في اليوم تقدم نتاجًا زراعيًا طازجًا من خلال شبكة مكونة من 000 17 مزارع و000 8 بائع ما يتيح للمطاعم شراء حاجتها وحسب وللمزارعين تسليم نتاجهم بشكل أكثر كفاءة. وقد خفضت الشركة المعدّل المعتاد للفاقد لمرحلة ما بعد الحصاد في كينيا من 30 في المائة
إلى 4 في المائة، بالنسبة إلى النتاج الذي يبلغ الأسواق عبر منصة Twiga Foods.

(2)     تكنولوجيا جديدة تتمثل في التصميم الثلاثي الأبعاد للمنتجات 

عملت منظمة الأغذية والزراعة على عدد من التكنولوجيات المبتكرة بهدف زيادة كفاءة مناولة الأغذية ما بعد الحصاد وتجهيزها. ويستفيد أحد تلك الحلول الجديدة من تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد. وتقدم منظمة الأغذية والزراعة تصاميم ثلاثية الأبعاد لمعدات مبتكرة مفتوحة المصدر على الإنترنت (وهي معدات تستخدمها المنظمة نفسها في مشاريع قطرية) يمكن تنزيلها واستخدامها.

ومن بين التنزيلات الأكثر شعبيّة لمنظمة الأغذية والزراعة هناك قفص الشحن الخشبي المتعدد الأغراض لنقل المنتجات الزراعية ومناولتها وتخزينها وعرضها للبيع بالتجزئة، ما يخفف من ضرورة نقل المنتجات من صندوق إلى آخر. ومع أن هذا التصميم المبتكر يستخدم مواد خشبية بسيطة، ينخفض بفضله التلف الذي يصيب الغذاء على امتداد سلسلة القيمة انخفاضًا كبيرًا. وقد جرى تنزيل هذا التصميم 000 13 مرة في أقل من سنتين وهو مستخدم على نطاق واسع في السودان وتايلند.

(3)     معدات بسيطة بطريقة مبتكرة 

لا يعتمد الابتكار بشكل كامل على التكنولوجيا الجديدة - بل قد يتمثل أيضًا في استخدام تقنيات بسيطة ولكن بطريقة جديدة. ويتمكّن العديد من مشاريع منظمة الأغذية والزراعة من خفض الفاقد من الأغذية خلال مرحلة الحصاد بمجرد تحدي التقنيات التقليدية وتبني أساليب جديدة.

فعلى سبيل المثال، في العديد من البلدان الآسيوية، تُفقَد نسبة كبيرة من النتاج الزراعي أثناء النقل. وقد وجد أحد مشاريع المنظمة في ثلاثة من بلدان جنوب آسيا أن الفواقد في مرحلة ما بعد الحصاد تراوحت بين 20 و50 في المائة للفاكهة والخضار. ويعزى ذلك بدرجة عالية إلى التغليف الذي لا يحمي الناتج.

وفي بنغلاديش، تنقل الطماطم عادة من المزرعة إلى السوق داخل أكياس شبكية كبيرة، ولدى وصولها يكون قد أُصيب عدد كبير منها بكدمات أو بأضرار. فاقترح مشروع للمنظمة في الإقليم استخدام أقفاص شحن كبيرة بدلاً من الأكياس، ما أدّى إلى خفض الفاقد منها بشكل كبير والسماح للمزارعين ببيع نسبة أكبر من نتاجهم. وقد زوّدت منظمة الأغذية والزراعة مجموعات من المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة بأقفاص شحن لتعريفهم على أفضل الممارسات في مناولة الأغذية وتدريبهم عليها، بما في ذلك في مجال النقل. فكان الفارق على مستوى جودة النتاج وعمره التخزيني ملحوظًا جدًا لدرجة أن أحد متاجر السوبرماركت في سري لانكا يقوم حاليًا بتقديم أقفاص شحن إلى المزارعين لضمان جودة نتاجهم. 

والواقع أن مثل هذه التغيرات البسيطة والفعالة في آن معًا كفيلة بتحسين المناولة في سلسلة الإمداد تحسينًا جذريًا، وبممارسة تأثير ضخم في مدخول المزارعين المحليين وأمنهم الغذائي، كما أنها تساهم في تحسين جودة الأغذية وعمرها التخزيني بالنسبة إلى المستهلكين.

يوم 29 سبتمبر/أيلول 2020 كان اليوم الدولي الأول للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، ودعت المنظمة الأفراد والشركات والحكومات إلى اتخاذ إجراءات في هذا الصدد. وأتى اليوم الدولي وسط جائحة عالمية كشفتعن هشاشة نظمنا الغذائية الحالية وأبرزت أهمية الحصول على الغذاء وإتاحته.

ويعتبر الغذاء بالنسبة إلى الكثيرين حول العالم تحصيلاً حاصلاً، ولكن بالنسبة إلى الملايين من الذين يعانون الجوع المزمن، فإن الغذاء ليس مضمونًا. ولذا فإن خفض الفاقد والمهدر من الأغذية يعني احترام الغذاء والموارد الطبيعية، والجهود والاستثمارات التي بذلت من أجله. وعندما نفكر في قصّة الغذاء عامة، ندرك بوضوح ما يمثّله الغذاء ومدى قيمته بالنسبة إلينا.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات 

الموقع الإلكتروني: اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية

الموقع الإلكتروني: توفير الأغذية

الموقع الإلكتروني: المنصة التقنية لقياس وللحد من فقد الأغذية وهدرها