Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تعقّب المياه للاستفادة منها إلى أقصى حدّ


البيانات تساعدنا في مراعاة استخدام المياه في الزراعة، وهو جزء رئيسي من توفير أغذية مستدامة لأعداد متنامية من السكان

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

فيما يزداد عدد السكان في العالم، يجب أن نضمن توفّر كمية كافية من المياه. ويمكن أن تساعدنا البيانات في استخدام هذا المورد الطبيعي على أعلى مستوى من الكفاءة. ©FAO/Sumy Sadurni

19/03/2021

في عام 2005، سوف يتعين على كوكبنا أن يوفّر الأغذية لما يقدّر بين 9 و10 مليارات شخص. وبهدف الوصول إلى مثل هذه الأرقام، سوف نحتاج إلى كمية كبيرة من المياه.

وبالتالي، فإن تحقيق الأمن الغذائي في المستقبل مع استخدام الموارد المائية بطريقة مستدامة في الوقت ذاته يمثل تحديًا كبيرًا لجيل الحاضر وللأجيال القادمة أيضًا. أمّا السؤال الهام فهو التالي: كيف يمكننا زيادة إنتاجية المياه بحيث نتمكن من زراعة مزيد من المحاصيل لكل قطرة مياه؟

قد تكون التكنولوجيا هي الجواب الصحيح: فالبوابة الإلكترونية الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة لرصد إنتاجية المياه عبر الانتفاع الحر ببيانات الاستشعار عن بُعد والمعلومات المستمدّة منها  (WaPOR)تستخدم بيانات الأقمار الاصطناعية لمساعدة البلدان في رصد إنتاجية المياه الزراعية، وتحديد الثغرات في إنتاجية المياه وإيجاد الحلول لها. ومن خلال زيادة كفاءة استخدام المياه، نزيد كمية المحاصيل المزروعة باستخدام كمية المياه ذاتها ونوفّر الأغذية لعدد أكبر من السكان.

ما هي المحاسبة المائية؟

الجميع بحاجة إلى الحصول على المياه لأغراض الزراعة، لكنه مورد محدود وفيما يزداد عدد السكان، لا تتوفّر دائمًا كمية كافية منها. على سبيل المثال، يشكل نهر النيل أحد أكبر الأحواض، إذ يمتد بين وعبر حدود 11 بلدًا. وبالنسبة إلى هذه البلدان التي تشمل جمهورية مصر العربية وصولاً إلى بوروندي وتنزانيا، يمثل نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه. كما أن الاقتصاديات في جميع هذه البلدان تتمحور حول الزراعة، مما يعني أن هناك تنافس في الحصول على المياه.

وبهدف التصدّي للضغوط على الموارد المائية، من المهم أن نفهم المياه المتوفرة وأن نراعيها. وتبيّن المحاسبة المائية موضع وجود المياه، والكمية المتوفرة منها ومن يمكنه الحصول عليها.

فيما يزداد عدد السكان، تتّسم المحاسبة المائية بأهمية حاسمة لزيادة استخدام المياه بكفاءة، من خلال زراعة مزيد من الأغذية لكلّ قطرة من المياه. ©FAO/Manan Vatsyayana

كيف تعمل المحاسبة المائية؟

بفضل التطوّرات الجديدة في تكنولوجيا رصد الأرض، يمكننا رصد البيانات عن إدارة المياه باستخدام الاستشعار عن بُعد بواسطة الأقمار الاصطناعية.

فالأقمار الاصطناعية قادرة بالفعل على قياس النتح التبخّري وتحديد كميته، وهي عملية تشمل تبخّر المياه من التربة والمسطّحات المائية، ومن النتح الناجم من النباتات. ومن خلال قياس النتح التبخّري في أرض زراعية، يمكننا أن نفهم كمية المياه التي استخدمتها المحاصيل في تحوّلها من بذور إلى حصاد. فأقمار اصطناعية عديدة، من وكالة الفضاء الأمريكية وبرنامج كوبرنيكوس للاتحاد الأوروبي لمراقبة الأرض على السواء، توفّر بيانات عالمية مجانية عن النتح التبخّري. وتستخدم منظمة الأغذية والزراعة هذه المعلومات لتطوير قاعدة بيانات متاحة للعموم، وبشكل شبه آني لرصد إنتاجية المياه المستخدمة في الزراعة.

من يستفيد من هذه المعلومات؟

أي شخص يحتاج إلى معلومات عن كيفية زيادة كفاءة استخدام المياه!

من خلال قياس النتح التبخّري، يمكن تحسين إنتاجية المياه باستخدام الممارسات الزراعية الملائمة. وهذه البيانات المتاحة على البوابة الإلكترونية الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة لرصد إنتاجية المياه عبر الانتفاع الحر ببيانات الاستشعار عن بُعد والمعلومات المستمدّة منها  (WaPOR)تساعد البلدان في رصد إنتاجية المياه، وتحديد الثغرات فيها، واقتراح الحلول لتقليص هذه الثغرات والمساهمة في زيادة مستدامة للإنتاج الزراعي. ويمكن أن تستخدمها الوكالات الحكومية لرصد حالة مواردها الطبيعية وتعزيز استخدامها على نحو كفؤ. كذلك، بإمكان الشركاء المحليين ترجمة هذه البيانات عن إنتاجية المياه المتأتية عن الأقمار الاصطناعية إلى حلول عملية لتحسين إنتاجية المياه. على سبيل المثال، أجرت منظمة الأغذية والزراعة بالشراكة مع المعهد الدولي لإدارة المياه عمليات تقييم عام 2018 لبرنامج الري في خزّان مياه كوغا في إثيوبيا. وبالاستناد إلى هذه البيانات، قام الفريق بتصميم وتنفيذ الأنشطة الرامية إلى تحسين إنتاجية المياه في الريّ، ممّا شمل خفض المياه المستخدمة لريّ المحاصيل خلال الموسم الزراعي حين أظهرت البيانات وجود مياه وفيرة في الأرض.

وبإمكان المزارعين استخدام البوابة الإلكترونية الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة لرصد إنتاجية المياه عبر الانتفاع الحر ببيانات الاستشعار عن بُعد والمعلومات المستمدّة منها  (WaPOR)لتقييم كيفية استخدامهم المياه بشكل منتج في مزارعهم، ورصد آثار إدارة المياه المحسّنة مع مرور الوقت. ويمكن حتى استخدامها لتطوير تطبيقات يمكن تشغيلها على الهواتف الذكية وتوفير معلومات ذات الصلة على الصعيد المحلي. على سبيل المثال، في جمهورية مصر العربية، قام المعهد الدولي لإدارة المياه بالشراكة مع معهد التربة، والمياه والبيئة ومنظمة الأغذية والزراعة بتطوير تطبيق جوّال للمزارعين، يوفّر لهم المعلومات عن الظروف المحلية للمياه والغطاء النباتي ويساعد المزارعين ضمان أن يزرعوا المحاصيل الصحيحة في الظروف المناخية الملائمة.

بيانات النتح التبخّري وبيانات الاعتراض من إثيوبيا متاحة على البوابة الإلكترونية الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة لرصد إنتاجية المياه عبر الانتفاع الحر ببيانات الاستشعار عن بُعد والمعلومات المستمدّة منها (WaPOR). ويمكن استخدام هذه البيانات لرصد إنتاجية المياه، وتحديد الثغرات في إنتاجية المياه وإيجاد الحلول لها. ©FAO

دعونا نحدّد السياق...

تعاني رواندا من ندرة في المياه في مواقع محددة ومن فائض في الطلب على الإمداد المتاح. بالفعل، غالبًا ما تشهد العاصمة كيغالي نقصًا في المياه. ولتغيير هذا الواقع، من المهم أن نفهم وندير كمية المياه المستخدمة من الأنهار التي تعتمد عليها كيغالي لإمدادات المياه. ويمكن أن تساعد البيانات المتاحة على البوابة الإلكترونية في توفير الإجابة.

ويشرح المدير العام لمجلس الموارد المائية في رواندا، السيد Ngabonziza، قائلاً: "في رواندا، من المتوقع أن تتفاقم ندرة المياه في المستقبل فيما تواصل البلاد تطورها الاقتصادي ويزداد عدد سكانها. بالتالي، من المهم الحفاظ على معلومات وبيانات دقيقة عن كمية المياه المستخدمة، وأغراض استخدامها لضمان إدارة فعالة للموارد المائية". 

ويرمي مشروع منظمة الأغذية والزراعة بعنوان "التعرف إلى المياه بشكل أفضل" (KnoWat) إلى بناء القدرات المحلية في مجال المحاسبة المائية، وتدريب الموظفين الفنيين على جمع البيانات واستخدامها. وفي رواندا، يقوم المشروع باستعراض إدارة المياه وتخصيصها في نهر يانزي، وهو أحد مصادر المياه الرئيسية لكيغالي ومصدر حيوي للمياه بالنسبة إلى المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة والرعويين وصيادي الأسماك. وسوف تُستخدم البيانات المتاحة على البوّابة الإلكترونية لتحديث الدراسات بشأن أرصدة المياه من خلال تقييم مفصّل للنتح التبخّري، وهطول الأمطار، وإنتاج الكتلة الأحيائية وإنتاجية المياه. وبعدها، تسترشد بها القرارات بشأن الحوكمة والإدارة المستدامة للمياه على نحوٍ مستدام، بحيث يتمكن المستخدمون من الحصول على المياه التي يحتاجون إليها، حين يحتاجون إليها.

إنَّ عالمنا يتغيّر. وعدد السكان يتزايد وطريقة استخدامنا للمياه تصبح أكثر أهمية. كما أن عددًا أكبر من الناس مقارنةً بأي وقت مضى يعتمدون على الإمدادات عينها. وتشكل التكنولوجيا والبيانات عوامل رئيسية لحلّ هذه المشكلة، بما يولّد قطاعًا زراعيًا مستدامًا وحديثًا للمستقبل.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: اليوم العالمي للمياه

الموقع الإلكتروني: التعرّف إلى المياه بشكل أفضل (KnoWat)

الموقع الإلكتروني: WaPOR: الاستشعار عن بُعد لإنتاجية المياه

الموقع الإلكتروني: البوابة الإلكترونية الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة لرصد إنتاجية المياه عبر الانتفاع الحر ببيانات الاستشعار عن بُعد والمعلومات المستمدّة منها