Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تحويل النظم الغذائية والزراعية: تحدّ يجب أن نواجهه معًا


تعمل المنظمة على مواجهة التحديات المترابطة التي تواجه الأغذية والزراعة وكوكبنا

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

إن تحويل نظمنا الغذائية والزراعية هو مفتاح التغلب على تغير المناخ وضمان الأمن الغذائي للجميع. © الفاو/اليساندرا بنديتي

11/12/2019

لم يبقَ أمامنا سوى 10 سنوات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبما أن الأغذية والزراعة تمثلان عاملين رئيسيين في هذه الأهداف السبعة عشر، أدركت المنظمة أن النهج الشمولي هو الحلّ. فكل تحديات العالم مترابطة - وكذلك حلولها. إذا قُمنا بتعزيز النظم الغذائية والزراعية المستدامة في جميع أنحاء العالم، سنخفض عدد الفقراء والجياع، وسنساعد في مكافحة تغير المناخ والحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة. من خلال تحويل النظم الغذائية والزراعية، فإننا نغير مستقبلنا.

إلا أن هذا ليس بالأمر السهل. فقد ساهمت الممارسات الزراعية غير المستدامة في التحديات البيئية مثل تدهور الأراضي وإزالة الغابات وانبعاثات غازات الدفيئة. لكن قطاع الزراعة يمكن أن يكون أيضًا جزءًا من الحل. ففي حالة الطوارئ المناخية الحالية هذه، يعدّ تحويل النظم الغذائية والزراعية لتكون أكثر مراعاة للمناخ، واستدامة وابتكارا، وتغذية، ومرونة، هو في صلب التغيير المطلوب.

ولأجل تحقيق ذلك، يجب أن نتبنى الابتكار مع الاعتماد على الممارسات التقليدية والأساليب الزراعية التي خضعت لاختبار الزمن لدى الشعوب الأصلية. ويجب أن نعزز سبل العيش ونكفل أن تكون المجتمعات الريفية - التي غالبا ما تمثل أضعف الفئات في المناطق الأكثر ضعفا - قادرة على مواجهة تغير المناخ وآثاره.

رغم إحراز بعض التقدم في تحقيق هذه الأهداف، يظلّ العالم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والقيام بذلك بشكل أسرع. وبمراعاة مهلة 10 سنوات، تعمل المنظمة على تسريع وتيرة التقدم من خلال إيجاد وتنفيذ حلول مبتكرة، وتشجيع أفضل الممارسات العالمية والعمل مع الشركاء لتحقيق أنظمة غذائية مستدامة للجميع.

وترد أدناه أربع طرق تقوم بها المنظمة وشركاؤها بتعجيل العمل وتقديم الحلول:

1- زيادة الاستثمارات لمكافحة تغير المناخ وتعزيز النظم الغذائية

يمكن للاستثمار في الزراعة معالجة عدد من المشاكل بصورة فعالة وشاملة. إذ يمكن أن تقلل الاستثمارات الصحيحة من حدة الجوع والفقر، وحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ. وتعمل المنظمة مع شركاء مثل مرفق البيئة العالمية، والصندوق الأخضر للمناخ لأجل الاستثمار في الإجراءات الاستراتيجية التي يمكن توسيع نطاقها وتكرارها لتحقيق أقصى تأثير.

وإذ تؤدّي المنظمة دوراً توفيقيا، فهي تساعد البلدان على الوصول إلى أموال مرفق البيئة العالمية وتعبئتها وتساعدها في تنفيذ المشاريع. خلال الـ 12 سنة الماضية، أنجزت شراكة منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية أكثر من 180 مشروعًا في أكثر من 120 دولة، استفاد منها حوالي 5 ملايين شخص. ومنذ عام 2006، بلغت قيمة حافظة منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية أكثر من 900 مليون دولار أمريكي.

سيساعد أحد المشاريع المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية، الذي يتضمن هذا النهج الشمولي، في تحويل قطاع الثروة الحيوانية في الإكوادور. وسينشر المشروع تكنولوجيات إدارة الثروة الحيوانية الذكية مناخيا وتقديم المساعدة التقنية للمزارعين بشأن المشاكل البيئية والمناخية، مثل تدهور الأراضي وانبعاثات غازات الدفيئة.

وكذلك بفضل تبرع، قيمته 161 مليون دولار أمريكي، قدمه شريك رئيسي آخر، وهو الصندوق الأخضر للمناخ، تقوم المنظمة بتنفيذ مشاريع جديدة في جميع أنحاء العالم لزيادة قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة آثار تغير المناخ والحد من الفقر، مع الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي. تعطي هذه المشاريع أولوية للمجتمعات الريفية - الحماة الحقيقيين للمشهد المحلي، من أجل الاستعادة المستدامة للأراضي والتربة والغابات على المدى الطويل.

تهدف إحدى مبادرات المنظمة المحددة التي تستفيد من تمويل الصندوق الأخضر للمناخ إلى استعادة وحفظ حوالي 25 ألف هكتار من الغابات الأصلية في خمس مناطق في شيلي. وعند اكتمالها، سيتم تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار 1.1 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وستتم زراعة حوالي 7000 هكتار من الغابات وحفظ حوالي 17000 هكتار من الغابات وإدارتها بشكل مستدام. وسيمثل أكثر من 57000 شخص، بما في ذلك أفراد المجتمعات الأصلية، جزءًا من المشروع، مما يساعد على إعادة تأهيل المنطقة. وتهدف مشاريع المنظمة مثل هذه إلى العمل مع الشعوب الأصلية، وتسخير معارفهم وممارساتهم التقليدية، مع توفير حلول مبتكرة لمكافحة تغير المناخ وبناء نظم غذائية مستدامة.

تهدف مشاريع المنظمة الجديدة إلى جعل النظم الغذائية وسبل العيش في جميع أنحاء العالم أكثر أكثر قدرة على مواجهة تغير المناخ. © اليسار: ©الفاو/جي إم بي/عكاش؛ اليمين: ©الفاو/مصطفى سعيد/أريتي

2-الحدّ من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي والتغذوي لمجتمعات وبيئات أوفر صحة

منذ تأسيس المنظمة منذ 75 عامًا تقريبًا، استخدمت خبراتها وتجربتها وحيادها لتيسير ومساعدة البلدان وإقامة شراكات معها لتحقيق الأمن الغذائي العالمي والقضاء على الفقر وتعزيز النظم الغذائية والزراعية المستدامة.

إحدى الشراكات الحديثة التي تجسد جوهر هذا البرنامج هي برنامج FISH4ACP(مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي)، بقيمة 40 مليون يوروومدته خمس سنوات مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ. وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز تنمية مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة في 10 بلدان في جميع مجالات الصناعة.

تحقيق التوازن بين الإنتاج والحماية، يركز البرنامج على جميع جوانب الاستدامة: الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وسوف يسهم في توزيع الدخل بصورة عادلة، وتعزيز ظروف العمل اللائقة، وتشجيع الإدارة السليمة لمصايد الأسماك والدفاع عن ممارسات الاستزراع المائي المستدامة.

3- معالجة جذور الأزمات الغذائية وبناء ناء القدرة على التحمل<في المجتمعات المحلية

غالباً ما يتحمل فقراء الريف وطأة الأزمات ومصادر الغذاء وسبل عيشهم الأكثر تضرراً. من خلال مساعدة المجتمعات المحلية على التخفيف من المخاطر، وإدارة مواردها الطبيعية بشكل أفضل، وإنشاء سبل معيشية أكثر مرونة وزيادة الإنتاج الزراعي المحلي، لا تعمل المنظمة على تحسين الأمن الغذائي والتغذوي فحسب، وإنما تساهم أيضًا في الحدّ من النزاعات والحفاظ على السلام.

في كثير من الأحيان، عندما تحدث الأزمات في البلدان أو الأقاليم، يُعتبر أن الوضع لا يحتمل دعم المبادرات الزراعية أو الريفية الواسعة النطاق التي يمكن أن تساعد السكان. غالبًا ما يُنظر إلى المساعدات الإنسانية باعتبارها الخيار الوحيد.

يقول المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو: "يبين عملنا أن هذا غير صحيح. ونحن نعلم أن التدخلات الإنمائية التي تركز على تعزيز سبل المعيشة على المدى الطويل يمكن أن تتم على نطاق واسع - حتى في المواقع التشغيلية غير المستقرة."

وبالفعل، فإن الشراكة الأخيرة مع مملكة هولندا تضع هذه الرؤية موضع التنفيذ. ولمعالجة الأزمات الغذائية من جذورها، ساهمت هولندا بمبلغ 28 مليون دولار أمريكي لبناء نظم غذائية قوية في الصومال والسودان وجنوب السودان، وكل ذلك جزء من مبادرة أوسع نطاق لبناء القدرة على التكيف لدى البلدان المتأثرة بالأزمات الطويلة الأجل.

تعمل منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي ومجموعة دول إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ على تعزيز الاستدامة في قطاع مصايد الأسماك في هذه المناطق. ©الفاو/إيناس غونسالفيس

4- تشجيع الممارسات الزراعية المستدامة التي تحمي التنوع البيولوجي وتزيد الحلول القائمة على الطبيعة

لا تعدّ حماية التنوع البيولوجي حيوية لبيئتنا فحسب، بل هي أيضًا شرط مسبق ضروري لنظم الغذاء المغذية والمستدامة. نحن بحاجة إلى الاعتماد على مجموعة واسعة من المحاصيل وضمان بقائها الجيني لنظم غذائية أكثر تنوعًا وصحية ومتوازنة وأنظمة زراعية أكثر مرونة. كما تولي المنظمة الأولوية للرجوع إلى الطبيعة لأجل إيجاد الحلول.

بفضل الشراكة الأخيرة بين منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي، سيعزز برنامج جديد بقيمة 9 ملايين يورو الممارسات الزراعية المستمدة من الطبيعة والمراعية للبيئة في البلدان في جميع أرجاء إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. ومن خلال التركيز على مكافحة فقدان التنوع البيولوجي، ومعالجة تدهور الأراضي، وتعزيز الأمن الغذائي وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، سيعزز الزراعة المستدامة بالاعتماد على الحلول المستمدّة من الطبيعة والممارسات الزراعية التقليدية.

ويهدف إلى الحدّ من الاستخدامات غير المستدامة للمبيدات الحشرية والأسمدة الخطرة، وبدلاً من ذلك تعزيز أساليب مكافحة الآفات الطبيعية. وحتى الآن، دَعَم البرنامج التخلص من أطنان من المبيدات المتقادمة وتعزيز إجراءات تقييم مخاطر مبيدات الآفات في العديد من بلدان أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي. وعلاوة على ذلك، يدعم البرنامج النُّهُج القائمة على النظام الإيكولوجي، بما في ذلك حماية الملقحات، وتشجيع الحراجة الزراعية والحفاظ على تنوع المحاصيل المحلية.

سيساعد هذا البرنامج الجديد في تخطي الحواجز الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمنع البلدان والمزارعين من تبني الممارسات والنُهج الزراعية القائمة على النظام الإيكولوجي في مجال التنوع البيولوجي والإدارة الكيميائية" - المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو

إن التحديات التي تواجه أنظمة الأغذية والزراعة العالمية اليوم أكثر تعقيدًا وترابطًا. وغالباً ما تكون الحلول التي تخفف من تأثير تغير المناخ هي تلك التي تجعل الزراعة أكثر فاعلية، بتحسين سبل العيش وتعزيز الأمن الغذائي. ومن شأن نظرة شمولية لجعل نظم الأغذية والزراعة أكثر استدامة أن تحمي البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

تزداد مثل هذه الشراكات أهمية لعالمنا المترابط. تعمل منظمة الأغذية والزراعة، إلى جانب القطاع الخاص والحكومات والشركاء الحيويين الآخرين، على نشر نهج كلي تجاه الزراعة وإنتاج الأغذية وضمان الاستدامة في جميع القطاعات. من خلال تحويل نظمنا الغذائية والزراعية في السياق الأوسع لتحديات العالم، يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

 في المؤتمر الخامس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 25، تجدد المنظمة التزامها بإقامة عالم خالٍ من الجوع والفقر وتدعو الشركاء على اختلاف أنواعهم، في جميع أنحاء العالم، إلى الانضمام إلينا.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على مزيد من المعلومات:

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وأهداف التنمية المستدامة

الموقع الإلكتروني: الفاو في والمؤتمر الخامس والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وتغير المناخ

المنشور: شراكة الالتزام بالعمل - عمل المنظمة مع بلدان أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي