Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

إطلاق إمكانات تربية الأحياء المائية في الكاميرون


مهارات جديدة تتيح للأشخاص النازحين جراء النزاع الذي تدور رحاه وتغير المناخ سبيلًا لاستئناف حياتهم

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

في مواجهة التمرد العنيف أو آثار تغير المناخ التي تحدث اختلالات في حياة الناس، شارك السكان المحليون وكذلك اللاجئون والنازحون في مشاريع تنفذها منظمة الأغذية والزراعة في مجالي الأمن الغذائي وتربية الأحياء المائية من أجل استعادة سبل عيشهم. © منظمة الأغذية والزراعة

08/07/2021

لا يزال اليوم الذي اقتحم فيه متمردون من جماعة "بوكو حرام" قرية السيد Ganava، وهو مزارع من جمهورية الكاميرون، واستولوا على أرضه وهددوه بقتله هو وأفراد أسرته، محفورًا في ذاكرته.

ويستذكر قائلًا "لقد اضطررنا إلى الفرار والاختباء في الجبال خشية أن نلقى حتفنا".

وينحدر Ganava من منطقة "Koza" الواقعة بالقرب من الحدود النيجيرية في منطقة أقصى شمال البلاد التي تعصف بها اضطرابات. والتمس هو وزوجته وأطفالهما البالغ عددهم 11 طفلًا اللجوء على بعد 100 كيلومتر في بلدة "Maroua" التي تعلّم فيها مهارات جديدة في مجال لم يكن ليخطر بباله قطّ، وهو تربية الأحياء المائية.

ولم يكن الوحيد، إذ تعلّم ما يزيد عن 400 شخص من بلدة "Zileng"، عانوا الأمرّين جراء التمرد العنيف، تربية الأحياء المائية كوسيلة لإعادة بناء سبل عيشهم وحياتهم.

وواقع الأمر أن أكثر من 000 3 شخص في مختلف أنحاء البلاد، بمن فيهم اللاجئون والنازحون في منطقة أقصى الشمال، شاركوا، منذ مارس/آذار 2019، في شتّى المشاريع التي تنفذها المنظمة، بدعم مالي من الجهات المانحة من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة وبرنامج المعونة الآيرلندي.

وفي الوقت الذي يوجد فيه قطاع لصيد الأسماك في الكاميرون على طول ساحل الجنوب الغربي، فإن تربية الأحياء المائية اكتست أهمية أقل في المناطق الداخلية التي كانت المحاصيل وتربية الحيوانات تشكّل فيها المصدر الأكثر شيوعًا لدعم سبل كسب العيش.

وما فتئت المنظمة تعمل مع وزارة الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك والصناعات الحيوانية في البلاد من أجل تزويد المزارعين والرعاة بالتدريب اللازم في هذا القطاع الذي يبشر بالكثير من الخير. وتم بفضل هذه المشاريع، توفير معدات الصيد وغير ذلك من أشكال المساعدة الفنية.

وتعاني جمهورية الكاميرون، إضافة إلى أعمال العنف التي تدور رحاها في أقصى الشمال، من ارتفاع معدل الفقر. وقد أدى هذا المزيج من النزاع العنيف والجوع الناتج عن الفقر والصدمات المناخية، إلى إرغام ملايين الأشخاص على ترك ديارهم وإلى تدمير سبل كسب عيش ملايين آخرين.

وأشارت التقديرات، في مطلع عام 2021، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في الكاميرون بلغ قرابة 2.7 ملايين شخص، وثمة ما يزيد عن 000 300 نازح داخليًا في منطقة أقصى الشمال. وما أدى إلى تفاقم التحديات اليومية التي يتخبّط فيها أشخاص عديدون جائحة كوفيد-19 التي زادت الطين بلّة.

أتاحت المنظمة للرجال والنساء دورات تدريبية على تربية الأحياء المائية لزيادة قدراتهم الفنية، وقدمت في الوقت ذاته المعدات والأعلاف السمكية لدعم أنشطتهم. © منظمة الأغذية والزراعة

تربية الأسماك وإقامة مشروع

كان بعض النازحين، مثل السيدة Florence Gasida، يعتمدون في ما مضى على صيد الأسماك.

فالسيدة Florence، وهي أم عزباء لخمسة أطفال، تنحدر من قرية "Zebe" الواقعة أيضًا في منطقة أقصى الشمال من البلاد، حيث درجت العادة على أن يشكّل صيد الأسماك النشاط الاقتصادي الرئيسي. وما أرغمها على ترك قريتها ليست أعمال العنف وإنما تغير المناخ، بسبب آثاره على الأرصدة السمكية المحلية حول قريتها. وباتت تحصل اليوم، بفضل مشروع تفذه المنظمة، على دخل من خلال تربية الأحياء المائية.

وتعبِّر بالقول "أضحى بمقدروي اليوم، بفضل ما أتاحته المنظمة من تدريب ودعم، تربية الأسماك بنفسي وبيع منتجاتي للعيش حياة أفضل. وأصبحت أدرك الآن كيفية إدارة مزرعة أسماك، مع ضمان صحة أسماكي في الوقت ذاته".

فقد أتاحت المنظمة للرجال والنساء دورات تدريبية، كما زوّدت المشاركين بالمعدات والأعلاف السمكية.

ويوضّح السيد Fulbert Haiba-Daliwa، خبير تربية الأحياء المائية في المنظمة الذي يتولى قيادة المشروع، قائلًا "لقد تسنّى لسكان هذه المنطقة التعرّف الآن، بفضل هذه المبادرات، على محاسن تربية الأسماك وكيفية تربية أسماكهم، ومن ثم المساهمة في الحد من انعدام الأمن الغذائي".

"وتدعم المنظمة أيضًا الحكومة عن طريق تبادل شتّى تقنيات إنتاج الأسماك من خلال عقد حلقات دراسية تدريبية وتوفير الإشراف للمنتجين".

وانصب تركيز المنظمة، بفضل الدعم المقدم من الجهات المانحة، على ضرورة تحسين الأمن الغذائي على المدى القصير وبناء القدرات والقدرة على الصمود على المدى الطويل.

وقد أنتج مربو الأسماك، منذ انطلاق المشروع، حوالي 700 1 كيلوغرام من الأسماك الطازجة. وأتاحت المنظمة أيضًا التدريب للنساء على تقنيات التجهيز، مثل تقنيات تجفيف الأسماك، بهدف التقليل إلى أدنى حد ممكن من الفاقد من الأغذية.

ويعرب السيد Haiba-Daliwa قائلًا "إنّ الهدف من وراء ذلك هو تزويد السكان بالمهارات والمعارف التي تمكّنهم من الصمود في وجه الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يمكن أن تعترض سبيلهم في المستقبل".

أتاحت المنظمة التدريب للنساء على تقنيات التجهيز، مثل تقنيات تجفيف الأسماك. ويأتي مشترو الجملة من مدن أخرى لشراء هذه المنتجات. © منظمة الأغذية والزراعة

تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة

لم يؤد هذا المشروع إلى النهوض بتربية الأحياء المائية فحسب. فقد تمكّن المزارعون، بفضل الجمع بين تربية الأسماك والبستنة، من تطبيق تقنيات مبتكرة لاستخدام المياه من خزانات الأسماك الخاصة بهم لري محاصيلهم والتقليل من استخدام الأسمدة الكيماوية.

كما استفادت المجتمعات المحلية من البذور الزراعية ذات النوعية الجيدة والمضخات الآلية لتصريف المياه. وتسنّى أيضًا، بمساعدة منظمة الأغذية والزراعة، إنشاء أكثر من 500 حديقة خضار و20 مزرعة أسماك في المنطقة.

ويعرب السيد Siddi Yankabe، رئيس جماعة "Zileng" المحلية قائلًا "نرى بأم أعيننا منافع المهارات المكتسبة والموارد المتاحة لنا؛ وإنّ منظمة الأغذية والزراعة والحكومة لم تبخلا قط في تزويدنا بالدعم اللازم، ونحن نشعر بالامتنان لذلك".

"وفي المستقبل، نود الاستثمار في تنويع إنتاجنا السمكي. ونود أن تصبح منطقة "Zileng" مثالًا فعليًا للتنمية بفضل الأمن الغذائي، تحتذي به المجتمعات المجاورة".

ويقول الدكتور Audun Lem، نائب مدير إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في المنظمة، إن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تزخر بإمكانات كبيرة لتربية الأحياء المائية. وأوضح بالقول "لا تؤدي تربية الأحياء المائية إلى توفير فرص للعمل وتأمين سبل كسب عيش آمنة فحسب، وإنما أيضًا إلى توفير أغذية حيوية ومغذيات دقيقة في منطقة يسجِّل فيها استهلاك الأسماك  مستوى أدنى بكثير من المتوسط العالمي: أقل من نصف المتوسط العالمي في الواقع".

وتسعى المنظمة، بدعم من شركائها الماليين والفنيين، إلى وضع حد لانعدام الأمن الغذائي والتغذوي في الكاميرون مع تعزيز قدرة صمود الذين لا حول ولا قوة لهم في البلاد أيضًا. ومشروع تربية الأحياء المائية خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيدمنالمعلومات

الموقعالإلكتروني: الملامحالقطريةلمنظمةالأغذيةوالزراعة: الكاميرون

الموقعالإلكتروني: منظمةالأغذيةوالزراعةفيالكاميرون

الموقعالإلكتروني: منظمةالأغذيةوالزراعةفيحالاتالطوارئ