Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

عندما تلتقي رؤى المساواة بين الجنسين برؤى الأعمال التجارية


مدارس الأعمال التجارية للمزارعين تساعد النساء والرجال على زيادة ربحية مزارعهم بموازاة مجابهة الأدوار الجنسانية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

بعد أن التحقت السيدة Agnes Rehema Chisiwa بمدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، أصبحت رائدة أعمال ناجحة، تقوم بتحليل الأسواق لمعرفة أنواع المحاصيل التي عليها زرعها وتشارك بنشاط المعارف التي اكتسبتها. ©FAO/Patrick Meinhardt

24/05/2022

عند رؤية السيدة Agnes Rehema Chisiwa في حديقتها حيث اختارت واهتمت بعناية بشتلات الطماطم، لا شك في أنها فخورة بما أنجزته. وترتسم ابتسامة عريضة على وجهها الذي يشعّ بالفخر.

والسيدة Agnes هي اليوم رئيسة مدرسة Juhudi الحقلية للمزاعين في كيليفي الجنوبية، في كينيا. وقد أصبحت رائدة مشروع تتمتع برؤية مستقبلية ومدرّبة متفانية تحب تشارك معارفها مع سائر المزارعين المحليين.

وتركز من خلال التدريب الذي تقوم به على تطوير الأعمال الزراعية، وتعدّ كلًا من النساء والرجال لتحدي التقاليد والعادات المحلية التي تعيق تمتّع المرأة برأي متساو.

وتقول Agnes: "إننا نواجه، كنساء مزارعات، الكثير من التحديات بسبب الأدوار العديدة التي نؤدّيها. إذ تتحمل المرأة كامل عبء المسؤوليات العائلية، منذ أن تصحو إلى حين خلودها إلى النوم. ويُنتظر من المرأة أن تقوم بغسل الصحون وتنظيف المنزل وجلب المياه من الآبار وحمل البنين وحضور الاجتماعات المدرسية والطبخ لزوجها وأطفالها. وعليها في الوقت نفسه حضور لقاءات المجتمع المحلي والعمل في المزرعة."

وحتى السنوات القليلة الماضية، كانت Agnes تواجه صعوبة في مناقشة المسائل المالية بصراحة مع زوجها، إذ لم يعتادا على التشاور عند اتخاذ القرارات، وينطبق الأمر نفسه على الكثير من الأسر في المناطق الريفية في كينيا.

وتقول Agnes متحسّرة: "كلّما كان زوجي يحصل على بعض المال، لم نكن نتكلم أبدًا عن الموضوع. فهو كان يحصل على ماله وأنا على مالي. وكنت أشتري كيسًا من الطحين في طريق عودتي إلى المنزل بعد العمل، وكان هو أيضًا يشتري كيسًا من الطحين. فنجد أنفسنا أمام كيسين من الطحين من دون أي مواد غذائية أخرى كالخضروات مثلًا لتحضير الوجبات".

وبدأت الأمور تتغير في عام 2020 عندما شاركت Agnes في دورة تدريبية عقدتها منظمة الأغذية والزراعة عن طريق مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء، وهي مبادرة مبتكرة تشجّع المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية في مجالي الزراعة والإنتاج الغذائي. وتعزز قدرات المزارعات والمزارعين على إنشاء مشاريع زراعية مربحة، وتُحدِث في الوقت نفسه، تحوّلًا في العلاقات بين الجنسين في الأسر المعيشية والمجتمعات المحلية والأسواق من خلال تشجيع المشاركين على التفكير النقدي في التحديات الجنسانية ومناقشتها، والبحث في أسبابها، والتوصل إلى حلول ممكنة لها. فيقوم الأزواج والزوجات والأطفال البالغون بوضع خطة خمسيّة لرؤية مشتركة بشأن أسرتهم وأعمالهم التجارية.

وكانت Agnes من بين مائة ميسّر من مقاطعة كيليفي شاركوا في تدريب مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء الذي تقدّمه منظمة الأغذية والزراعة بالاشتراك مع حكومة كينيا من خلال مبادرة تحمل عنوان "تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والتغذية"، وهي مبادرة تموّلها الآلية المرنة المتعددة الشركاء التابعة للمنظمة.

وتقول Agnes فرحة: "بعد التدريب الذي تابعته مع مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء، يمكنني اليوم أن أجلس مع زوجي وأن نخطط معًا. فقد اتفقنا على أن يشتري أحدنا الطحين بينما يشتري الآخر الخضروات. والأمر سيّان بالنسبة إلى الزي المدرسي لأطفالنا؛ فأشتري أنا القمصان، فيما يشتري هو السراويل القصيرة. لقد تحسّنت اليوم الأمور بيننا بفضل التدريب".

كانت النساء والرجال متشوّقين للمشاركة في تدريب مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء في كينيا، حيث تعلّموا المزيد عن كيفية تحدّي الأعراف الجنسانية وتعزيز مهاراتهم في مجال الأعمال الزراعية. ©FAO/Patrick Meinhardt

التعلّم عن الأسواق

إنّ التدريب الذي تقدّمه منظمة الأغذية والزراعة بموازاة تشجيع الحوار الأسري، ساعد أيضًا Agnes وأعضاء آخرين في المجموعة على تطوير مهاراتهم الزراعية وتحسين فهم كيفية الاستفادة من الأسواق. وأجرت Agnes، باستخدام المعارف المستمدة من التدريب، مسحًا للسوق بيّن وجود طلب كبير على الطماطم وأنواع أخرى من الخضروات في السوق المحلية بسبب الجفاف السائد في مقاطعتها. ونتيجة لذلك، بدأت بزراعة هذه الأنواع وهي تتوقع اليوم كسب المزيد من الدخل من بيع هذه المحاصيل في السوق.

وتقول Agnes موضحة: "قبل أن ننتج المحاصيل علينا أن نجري مسحًا للسوق. وينبغي ألا نزرع المحاصيل التي لا تتوافر لها سوق. لقد كان التدريب نقطة تحوّل لنا".

وتستطرد قائلة: "علينا أن نأخذ في الاعتبار المنتجات المتاحة في السوق من منظور المشترين. وعلينا أن نسألهم عمّا يرغبون في شرائه وبأية أسعار".

وبالاشتراك مع منظمة World Vision الدولية، قامت مبادرة مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء بإعداد 15 مدرّبًا رئيسيًا، وبتنمية قدرات 257 ميسّرًا من المزارعين الذين نقلوا بدورهم المهارات التي اكتسبوها من المدرسة إلى 678 2 مزارعًا. ومن المتوقع الوصول إلى 200 5 من المزارعات النساء و300 1 من المزارعين الرجال بحلول نهاية المرحلة التجريبية في عام 2022.

وتشدّد السيدة Carla Mucavi، ممثلة المنظمة في كينيا قائلة: "من خلال إشراك الرجال والنساء على حد سواء، يتيح النهج الذي تتبعه مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء المجال لتفسير معايير المساواة بين الجنسين بموازاة تعزيز المهارات في مجال ريادة المشاريع والقدرات على تحسين الأنشطة التجارية الزراعية، والمشاركة في سلاسل القيمة المربحة، والسعي إلى الاستفادة من فرص الأسواق، ويشمل هذا النهج أيضًا أدوات مختلفة لمعالجة المعايير السلبية التي تعيق تحسين المرأة والرجل لرفاههما وتحقيق كامل إمكاناتهما".

نجحت مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء في نقل المهارات إلى حوالي 000 3 مزارع. ويجري أيضًا تنفيذ هذا البرنامج في كمبوديا والسنغال وأوغندا. ©FAO/Patrick Meinhardt

وتقول السيدة Queen Katembu، منسّقة مبادرة مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء التابعة للمنظمة، ومدرّبة Agnes وقد رأتها تعبّر عن رأيها أكثر فأكثر في كنف منزلها وفي المجتمع المحلي: "Agnes ليست فقط مزارعة طماطم وخضروات. هي امرأة قوية تغلّبت على الأعراف الاجتماعية والثقافية المتجذرة"." وبفضل التدريب، أصبحت أكثر مهارة في تخطيط النفقات، وانضمت إلى رابطة قروية للادخار والقروض، وفتحت حسابًا مصرفيًا وأرست أساسًا جيدًا للحصول على قروض ائتمانية".

تعرف Agnes بالضبط ما تريده في حين أنّ أعمالها في طور النموّ، وتقول: "لديّ هدف ورؤية لمدة خمس سنوات لما أودّ تحقيقه. على سبيل المثال، أنا اليوم بحاجة إلى مضخة [مياه] وبدأتُ في الادخار لشراء واحدة. فأنا أدخر اليوم لهدف محدد. وأنا أعلم أنني سوف أتمكن من شراء تلك المضخة بفضل مدخراتي".

ويعمل المزارعون الذين التحقوا بالتدريب الذي قدمته مدرسة الأعمال التجارية للمزارعين لتمكين النساء من تطبيق ما تعلّمنه في مبادرات زراعية أخرى في البلاد. ويجري أيضًا تنفيذ هذه الدورات التدريبية في أوغندا والسنغال وكمبوديا، بهدف تعزيز مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل في الزراعة وسد الفجوة بين الجنسين في مجال الزراعة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والمساواة بين الجنسين

الموقع الإلكتروني: منصة مدارس المزارعين الحقلية العالمية

قصة: حظائر الخنازير بدلًا من تألق المدن؟