Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

النساء اللواتي يُلقّنّ اللقاحات يَتحَدَّين التصورات ويُغيّرن الحياة في بنغلاديش


قصة مزارعة دواجن، وملقّحة ومدرّبة تلهم حركة متنامية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تقوم منيرة بتطعيم الدجاج في قريتها لحماية سبل العيش وتوفير شريان الحياة للنساء والأسر الضعيفة. ©الفاو/جيلاني

03/05/2019

اعتادت منيرة بارفين مالا على رؤية والدتها تبكي وهي تخلد إلى النوم بعد أن فقدت إحدى بطّها أو دجاجاتها المحبوبة. كما أن العديد من الأُسَر الأخرى في مجتمعها كانت تفقد دواجنها، لكن لم يكن أحد يعرف سبب نفوق دجاجاتها أو كيفية الوقاية منها.

بالنسبة للكثير من النساء البنغلاديشيات في القرى الريفية، تمثل دجاجاتهن الفرصة الوحيدة لكسب المال بشكل مستقلّ، وهو المال الذي يستخدمنه عادة لتعليم أطفالهنّ. لكن حتى وقت قريب، كان ما يصل إلى 80 في المائة من الكتاكيت التي تملكها النساء مثل والدة منيرة تموت في غضون 15 يومًا من الفقس - وهي خسارة فادحة بالنظر إلى أن قيمة الدجاج البالغ تبلغ ستة أضعاف قيمة الكتكوت.

لكن في يوم من الأيام في قريتها، تُولُوت الجنوبية، تعلمت منيرة أخيرًا أسماء الأمراض التي كانت تقتل دجاج والدتها: داء نيوكاسل وجذري الدجاج، وتعلمت أيضاً كيف يمكنها المساعدة في منع حدوث ذلك.

بدأ الطبيب البيطري المسؤول عن الثروة الحيوانية، الدكتور هارون رشيد، في الآونة الأخيرة الخروج إلى المجتمع المحلّي لإجراء مراقبة الدّاء التشاركية بعد تلقي تدريب الفاو من أوبازيلا إلى المجتمع المحلّي. وتشجع هذه المبادرة موظفي الثروة الحيوانية الحكوميين على زيارة المزارعين بشكل منتظم في المقاطعة الفرعية، أو "الأوبازيلا"، الذين يشرفون عليها.

"لقد جاء الدكتور هارون إلى قريتنا وشرح كيف يمكننا الحفاظ على صحة الدجاج بتطعيمها"، تقول منيرة. "لقد تعلّمت كيف يجب أن نفصل الدجاج السليم عن المريض وندفن الدجاج الميت لمنع انتشار المرض. ثمّ تقول: "لم نكن نعرف أي شيء من هذا من قبل".

بعد أن استكملت طالباته تدريبهن بشأن التطعيم، زود الدكتور هارون تلكنّ النساء بعدد صغير من اللقاحات المجانية. كما شجعهنّ على زيارة المجتمعات المحلّية المحيطة لتبادل معارفهن حول صحة الدواجن وتوفير خدمات التطعيم. وتستفيد منيرة ونساء أخريات الآن من خبرتهن الجديدة لخدمة مجتمعاتهن المحلية، مقابل رسوم متواضعة تتيح لهن تغطية نفقاتهن بل وحتى كسب ربح بسيط. ويسمح لهم هذا بشراء اللقاحات بعد نفاد الإمداد الذي قدمه الدكتور هارون وتوفير بعض المال كذلك.

وتضيف منيرة قائلة: "لقد تمكنت من توفير ألفين أو ثلاثة آلاف تاكا [24 دولارًا أمريكياً] من التطعيم حتى الآن، وتمكنت من توفير هذا الدخل لنفسي ولأطفالي".

إلى ليسار: منيرة تعرض حسابات أعمالها. إلى اليمين: زميلة التطعيم ريتا بارفين تطعم دجاجاتها الثمينة. ©الفاو/جيلاني

قبل أن تصبح منيرة من ملقّنات التطعيم، قضت أشهر تعيش في منزل والديها في محاولة للعثور على عمل. وهي تبلغ من العمر 36 عامًا وتربي ثلاث بنات بمفردها بعد أن تركت زوجًا مسيئًا.

لسوء الحظ، لم تكن عملية التطعيم دوماً سلسَة. فعندما بدأت منيرة الذهاب إلى المزارع لتلقيح الدجاج، كان الناس يتذمّرون منها لوالدها وإخوتها، قائلين إنها يجب ألا تخرج بمفردها وتتحدث مع الغرباء، وأنه عليها أن تتزوج من جديد. لكن منيرة استمرت في أداء عملها ولم تأبه لكلام القرويين.

"الآن لا يقولون أي شيء. فهم يرون النتائج والاحترام الذي يكنّه لي أفراد المجتمع المحلّي."

"لقد وجدت ليس فقط طريقة لخدمة مجتمعي بمساعدة كل هؤلاء المزارعين، ولكن أيضًا وسيلة لكي أصبح مكتفية ذاتيًا وإعالة بناتي. وبسعر ضئيل للقاح واحد، يمكنني المساعدة في إنقاذ العديد من الدجاج الغالي جدًا لهؤلاء المزارعين. وفي المقابل، يسعدون أن يدفعوا لي بعض المال. وقد بدأ الناس في المجتمع ينظرون إليّ باحترام ويسألوني عن النصائح بعد الاطلاع على نتائج التطعيم بأنفسهم." تقول منيرة: "نرى عددًا أقل من الوفيات ضمن الدجاج الآن، وتزدهر الشركات الزراعية، ويتناول أطفالنا أغذية صحية."

بالنسبة للعديد من النساء الريفيات في بنغلادش، تعد تربية الدجاج الفرصة الوحيدة لكسب المال بشكل مستقل. وتريد منيرة تدريب المزيد من النساء حتى يصبحن أيضًا مكتفات ذاتيًا. ©الفاو/جيلاني

اليوم، درّبت منيرة 30 امرأة أخرى في مجال اللقاح. وهنّ يساهمن الآن بنشاط في الوقاية من داء نيوكاسل والجذري، وهما من أكثر الأمراض تدميراً التي تصيب دواجن الفناء الخلفي في بنغلاديش. وسيظل التدريب مجدياً بالنسبة للأمراض الأخرى التي تتوافر فيها اللقاحات.

بدأ الناس بالإشارة إلى منيرة وفريقها كأطباء دواجن المجتمع المحلّي. وتقوم هي وغيرها من العاملات في مجال التلقيح بتوفير المال من عملهن في حساب مشترك، يعتزمن استخدامه لإنشاء مزرعتهن التجارية الخاصة قريبًا.

"هناك الكثير من النساء اللائي يكافحن في قريتي. وما كنّ ليعانين لو كانت لديهن مزرعتهن الخاصة. أريد أن أستمر في تدريب المزيد من النساء مثلي والاستمرار في خدمة المجتمع حتى تصبح المزيد من النساء مكتفية ذاتياً ".

بعد الاطلاع على النتائج، تهدف الفاو إلى تطبيق نهج من أوبازيلا إلى المجتمع المحلّيعلى جميع الأوبازيلات البالغ عددها 492 في بنغلاديش. وحتى الآن، تم تطبيقه في 350 أوبازيلا. وبدعم مالي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرنامج التصدّي لتهديدات الأوبئة الناشئة، قامت مبادرة من أوبازيلا إلى المجتمع المحلّيبتدريب 035 1 من الأطباء البيطريين على مستوى المناطق والمقاطعات الفرعية، مثل الدكتور هارون على المسائل التقنية كي يمكنهم نقل هذه المعرفة للمزارعين والمجتمعات التي يخدمونها. إن الحفاظ على صحة الحيوانات يضمن لسكان الأرياف المحافظة على سبل كسب عيشهم والاعتماد على أنفسهم، وهما شرطان أساسيان لمستقبل خالٍ من الجوع.

روابط تتعلق بالموضوع

للاطّلاع على المزيد من المعلومات:

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وصحة الحيوان

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: بنغلاديش

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في بنغلاديش

القصة: وقف أنفلونزا الطيور في توغو