Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الشباب في موريتانيا يكشفون عن الإمكانات التي تتيحها أراضيهم


مشروع لمنظمة الأغذية والزراعة يطوِّر مهارات الشباب ويوجِّه اهتمامهم نحو الزراعة

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

مشروع لمنظمة الأغذية والزراعة في موريتانيا يطوِّر مهارات الشباب ويعالج مشكلة نقص فرص العمل، ومشكلة ظروف العمل السيئة، التي دفعت بالكثيرين إلى حلقة الفقر المفرغة. ©FAO

13/07/2023

كان السيد Aly Oumar Mohamed Sy يمتعض لمجرد التفكير في اتخاذ الزراعة مهنة لكسب العيش. ولكنه اليوم، وهو شاب يبلغ من العمر 24 سنة من منطقة ترارزة الموريتانية، يقول "بعد أن تعلَّمت كيفية العناية بالتربة وزراعتها، بتُّ أرى الزراعة مجالًا عمليًا طوال حياتي". وسبب هذا التحوُّل هو مبادرة تنفذها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، تمنح الشباب فرصة لتعلم المهارات الزراعية العملية لتحسين آفاقهم في سوق العمل.

ويُقدَّر أنَّ نحو 40 في المائة من سكَّان موريتانيا تتراوح أعمارهم بين 15 و35 سنة ومن بينهم نسبة تكاد تكون مماثلة ممن لم يلتحقوا بالعمل أو الدراسة أو التدريب. ويعمل مشروع المنظمة بعنوان "بناء القدرة على الصمود في منطقة الساحل من خلال تهيئة فرص العمل للشباب"، على تطوير مهارات الشباب ومعالجة مشكلة نقص فرص العمل وظروف العمل السيئة، ممّا دفع بالكثيرين إلى حلقة فقر مفرغة.

وتمثَّل أحد الأهداف الرئيسية للمشروع، الذي تموُّله وزارة الزراعة والأغذية الألمانية، في توفير التعلم العملي والنظري في مجال إنتاج محاصيل الأرزّ والخضروات. ولكنّ الشباب تلقُّوا أيضًا تدريبًا على إنشاء مجموعات المصالح والتعاونيات لكي يتمكنوا من التقدُّم بطلبات للالتحاق ببرامج الحصول على الأراضي وإنشاء مشاريعهم الخاصة في مجال الأعمال الزراعية.

ويقول السيد Sy: "نتعلَّم من مدربينا وموجهينا التقنيات الجديدة وكذلك التقليدية، التي نقلها لنا أسلافنا". ومما لا شكَّ فيه أن الشباب مثل السيد Sy هم أقدر من غيرهم على إنعاش قطاع الزراعة وبناء هياكل أكثر استدامة لإنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها.

وذلك لأنَّ الشباب يكتسبون المعارف والمهارات اللازمة للابتكار بسهولة أكبر. وهم أيضًا أكثر براعة في الاستفادة من التكنولوجيات الجديدة وتصدّر التحول الرقمي.

مشروع منظمة الأغذية والزراعة يدعم توظيف الشباب في قطاع الزراعة. ويؤدّي العمل إلى تقليل احتمال لجوء الشباب إلى آليات سلبية للتأقلم مع الأوضاع أو الهجرة إلى الخارج بحكم الضرورة. ©FAO

بالإضافة إلى المبادرة الطويلة الأجل التي تدعم مشاريع الشباب في الأعمال الزراعية وتعزز قدرة البلاد على توفير فرص العمل الخضراء، يقدِّم البرنامج أيضًا فرصًا للتوظيف في الأجل القصير. ويساعد هذا في تلبية الاحتياجات الملِّحة؛ ودعم توظيف الشباب في قطاع الزراعة ومساعدتهم على تفادي اللجوء إلى آليات سلبية للتأقلم مع الأوضاع أو الهجرة إلى الخارج بحكم الضرورة. 

ويقول السيد Mapate Ousmane Ndiouck البالغ من العمر 27 عامًا "إنَّ هذا النشاط مهم جدًا بالنسبة إلينا. فمن خلاله، تبيَّن لنا أنّنا إذا اعتنينا بهذه الأراضي سنتمكّن من البقاء هنا ومن زراعتها بالقرب من أسرنا وبيئتنا بدلاً من السفر إلى الخارج".

ونُفِّذت بعض مبادرات التوظيف القصير الأجل هذه في منطقة ترارزة، في جنوب البلاد. وتحتضن هذه المنطقة سكَّانًا غالبيتهم من الشباب، وتؤدي الزراعة والثروة الحيوانية دورًا اقتصاديًا مهمًا فيها، وتكمن فيها إمكانات كبيرة لتوفير فرص العمل.

وبحكم موقعها على تقاطع بين موريتانيا والسنغال، تُعدُّ ترارزة منطقة تجارية مهمة. ومع ذلك، يواجه الشباب القاطنون فيها صعوبات عديدة من حيث الحصول على فرص عمل لائق في الريف أو "وظائف خضراء" لها تأثيرات إيجابية على البيئة.

وبالتعاون مع وزارة الزراعة الموريتانية، استفاد 200 شاب من النساء والرجال من فرص التوظيف القصير الأجل من خلال اتفاق مع مركز تدريب المنتجين في الريف (Centre de Formation des Producteurs Ruraux).

ويعزز هذا الجانب من المشروع مهارات الشباب في الأرياف من خلال فترة للتدريب النظري والعملي على مدى شهرين. وخلال هذه الفترة، يؤدي الشباب أيضًا عملًا مأجورًا، مما يدعم المجتمعات المحلية من خلال أعمال البستنة لأغراض التسويق أو زراعة الأرزّ.

تعزيز فرص عمل الشباب يكافح الفقر المتوارث بين الأجيال ويحسِّن الإدماج الاجتماعي ويساعد الشباب على اكتشاف الإمكانات التي تتيحها أراضيهم. ©FAO

أفضت هذه المبادرات بالفعل إلى نتائج إيجابية عديدة من قبيل تحسين معارف الشباب حول الزراعة والممارسات الخضراء، وإحراز نجاحات أكبر في استقطاب الشباب للعمل في هذا القطاع، وتحسين فرص التوظيف وزيادة تشارك المعارف بين الأجيال، بالإضافة إلى إعطاء عدد أكبر من الشباب فرصة للعمل في مناطق إقامتهم.

وتقول السيدة Asta Mamadou Anne، البالغة من العمر 25 سنة من روسو، "كان معظمنا يعرف الزراعة من منظور "المستهلك" فقط، ولكن في المعرفة قوة! فبعد التسجيل في هذا النشاط والمشاركة فيه، صرنا نرى فيه فرصة اقتصادية كبيرة، وزاد شعورنا بالثقة في مستقبلنا بدرجة كبيرة".

وبدعم من المنظمة، تتزايد أعداد الموريتانيين الشباب الذين بات بإمكانهم الآن توظيف مهاراتهم لتحقيق استقلالهم الاقتصادي.

ويضطلع تعزيز فرص توظيف الشباب بدور محوري في مكافحة الفقر المتوارث بين الأجيال وتحسين الإدماج الاجتماعي للشباب في موريتانيا. وله أيضًا دور حاسم في مساعدة الشباب على اكتشاف الإمكانات التي تتيحها أراضيهم.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات:

الموقع الإلكتروني: بناء القدرة على الصمود في منطقة الساحل من خلال تهيئة فرص العمل للشباب [باللغة الإنكليزية]

خبر: مسار التعلّم في إقليم المجموعة الخماسية لبلدان منطقة الساحل - تعزيز قدرة الإقليم على الصمود عن طريق خلق فرص عمل لائق للشباب في الريف [باللغة الإنكليزية]

خبر: موريتانيا: مشاورات وطنية مع الشباب حول التحديات والفرص أمام عمالة الشباب في الريف والقدرة على الصمود [باللغة الإنكليزية]

شريط فيديو: تشجيع العمل اللائق للشباب في الريف من خلال مسار التعلم في منطقة الساحل. (فقط باللغة الفرنسية)