Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

إنعاش البيئة وفن الطهي في جمهورية إيران الإسلامية


تنشيط صناعة الخبز التقليدي يمكّن النساء الإيرانيات ويكافح التصحر

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

مشروع إعادة تأهيل المناظر الطبيعية الحرجية والأراضي المتدهورة الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة في ولاية ريكان الواقعة في جمهورية إيران الإسلامية يثبت أنّ صون البيئة يترافق جنبًا إلى جنب مع التمكين الاقتصادي. ©FAO/Mehdi Ansari Jovini

22/07/2024

وسط المناظر الطبيعية الصحراوية البديعة التي تتسم بها ولاية ريكان التابعة لمحافظة كرمان الواقعة في جنوب شرق جمهورية إيران الإسلامية، هناك مجتمع محلي يشهد إنعاشًا استثنائيًا لأحد فنون الطهي التقليدية بموازاة الحفاظ على الاستدامة البيئية.

وهذا التحول هو ثمرة مشروع إعادة تأهيل المناظر الطبيعية الحرجية والأراضي المتدهورة (المشروع)، وهو مبادرة تقودها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) ويمولها مرفق البيئة العالمية. وقد بات هذا المشروع عاملًا حافزًا على التمكين البيئي وصون البيئة في ريكان، واضعًا المجتمعات المحلية والنساء الريفيات في صميمه.

بيد أنّ ولاية ريكان، المشهورة بزراعة التمور والحمضيات والسمسم والحنة، تواجه تهديدًا كبيرًا سببه التصحر. فسهولها المترامية الأطراف وجبالها الشاهقة تشهد درجات حرارة مرتفعة قد تتجاوز 50 درجة مئوية في ذروة الصيف. وتتراصف في هذه المنطقة أشجار نخيل التمور وبساتين الحمضيات المزدهرة في ظلّ مناخها الاستوائي.

غير أنها تعاني من شدة تدهور الأراضي وفقدان التنوع البيولوجي، وهما يعزيان بالدرجة الأولى إلى الممارسات الزراعية غير المستدامة وإلى إزالة الغابات. ومما زاد الطين بلة، الرعي الجائر والحصاد المفرط للمنتجات الحرجية وزحف الرمال المتواصل، وكل ذلك يفاقم تآكل التربة بفعل الرياح ويخفض كفاءة النظم الإيكولوجية في مستجمعات المياه.

بالإضافة إلى ذلك، اعتادت المجتمعات المحلية على الاعتماد على الأخشاب والشجيرات كمصدر للوقود لأفرانها الطينية، وهي ممارسة أدت أيضًا إلى مزيد من إزالة الغابات وتدهور البيئة.

وكان من استجابات مشروع المنظمة أن قام بتوزيع 750 فرن يعمل على الغاز و500 موقد فعال من حيث استخدام الأخشاب، لا سيما إذا ما قورنت مع المواقد الطينية، ما أفضى إلى الحد من إزالة الغابات وساعد على إنعاش صناعة خبز كوماج التقليدي.  

وخبز كوماج هو خبز شهي ممزوج مع حلاوة التمور ونكهة الهال، تكملها النكهة الترابية للكمون - وهو من التوابل الأساسية في المنطقة.

وقد مكّن الانتقال إلى استخدام أفران الغاز النساء في ولاية ريكان من زيادة إنتاج خبز كوماج، فتحوّل من غذاء أساسي للأسر المعيشية إلى مصدر للدخل. وهذا التحول لا يحافظ فقط على تقليد يعتز به في فنّ الطهي، بل يوفر أيضًا آفاقًا اقتصادية جديدة لنساء المجتمع المحلي، اللاتي يمكنهنّ بيع منتجاتهن في الأسواق المحلية، والمساهمة أيضًا في زيادة قدرتهن الاقتصادية على الصمود.

قامت المنظمة بتوزيع 750 فرنًا يعمل على الغاز ما أدى إلى خفض إزالة الغابات بدرجة كبيرة وساعد على زيادة إنتاج خبز كوماج التقليدي، فتحوّل من غذاء أساسي للأسر المعيشية إلى مصدر للدخل. ©FAO/Mehdi Ansari Jovini

وقد أفضى تنفيذ أنشطة مثل زراعة مصدّات الرياح العضوية، وبناء هياكل لإدارة مستجمعات المياه وإقامة مصايد للرواسب، إلى جانب انخفاض الحاجة إلى إزالة الأشجار والشجيرات للحصول على الوقود، إلى تحسين حالة غابات الأراضي الجافة والمراعي وخفض حدة تآكل التربة بفعل الرياح على مساحة 000 75 هكتار تقريبًا من الأراضي في كل من ريكان وجنوب خراسان.

وفي ريكان على وجه الخصوص، دعم المشروع القرى في استعادة 250 2 هكتارًا من المزارع والمراعي من خلال زراعة النباتات المقاومة للجفاف والملوحة. وجرت زراعة 650 1 هكتارًا منها بأنواع يمكن ريّها بأمان بمياه الصرف الصحي.

وقام المشروع بإشراك السكان المحليين على نحو فاعل في إعادة تأهيل نظامهم الإيكولوجي وتطبيق ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي. وجرى تدريب المجتمعات المحلية على أهمية الصون وتزويدها بالأدوات اللازمة لتطبيق تلك الممارسات.

علاوة على ذلك، أنشأ المشروع صناديق ائتمان بالغة الصغر على المستوى المحلي، ما أدى إلى تخفيف الضغط على الغابات والموارد الطبيعية. وسعيًا من المشروع إلى تنويع مصادر الدخل بالابتعاد عن المنتجات الحرجية وحدها، قام بتشجيع زراعة البرسيم ونخيل التمور والنباتات الطبية، إلى جانب تربية الديك الرومي. كما دعم المشروع مجموعة من المهن اليدوية والمهارات الحرفية مثل التطريز والحياكة والمصنوعات اليدوية وغزل ألياف النخيل.

ومن خلال التدريب الفني ونشر المعارف، كفل المشروع وصول نصائحه وأفضل الممارسات إلى عدد كبير من المتلقين، ما عزز ثقافة التعلم والتكيف. وهذا المكوّن التثقيفي ضروري لاستدامة نتائج المشروع، حيث إنه يزود أفراد المجتمع المحلي بالمهارات اللازمة لمواصلة جهودهم المبذولة لصون الموارد.

سلّط المشروع الضوء على الدور الحاسم الذي تضطلع به المرأة في حفز التنمية المستدامة وجهود الصون. في حين أنّ إنعاش خبز كوماج بيّن كيف يمكن تطويع الممارسات التقليدية لدعم سبل عيش أفراد المجتمع المحلي والكوكب على حد سواء. ©FAO/Mehdi Ansari Jovini

وأوضح المشروع أنّ صون البيئة والتنمية الاقتصادية لا يستبعد أحدهما الآخر. ويعدّ إنعاش صناعة خبز كوماج في ولاية ريكان مثالًا على هذا المزيج المتناغم، مبيّنًا كيف يمكن تطويع الممارسات التقليدية لدعم سبل العيش وكوكب الأرض على حد سواء.

وإنّ الدور الحاسم الذي تضطلع به المرأة في تعزيز التنمية المستدامة والمساهمة فيها وفي أهمية دمج الإرث الثقافي في جهود الصون هو دليل آخر على نجاح المشروع. فحين تقوم نساء ريكان بإعداد خبز كوماج في أفران الغاز، فإنهن لا يحافظن على أحد تقاليد الطهي فحسب، بل يعطين مثالًا يحتذى به في التنمية الريفية، ويثبتن أنه حتى أبسط التغييرات يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات كبيرة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: جمهورية إيران الإسلامية

الموقع الإلكتروني: عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية