Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الثقافة وفنّ الطبخ والريف


تسخير إمكانات السياحة الزراعية لتحسين سبل العيش في المناطق الريفية وتشجيع النظم الزراعية والغذائية المستدامة في ألبانيا

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

من خلال مساعدة ألبانيا على بناء قدراتها في مجال السياحة الزراعية، تدعم منظمة الأغذية والزراعة رؤية البلاد بشأن تعزيز نظمها الزراعية والغذائية وزيادة الرخاء في مناطقها الريفية. ©FAO

02/07/2024

يستقطب متنزه فيوزا (Vjosa) التراثي الوطني كلّ عام، بوِديانه النهرية الطبيعية وأجوائه الرائعة، عشّاق البرية والباحثين عن المغامرة، إلى ألبانيا.

وفي هذا المتنزه الوطني القريب من ينابيع المياه الساخنة في بيينا (Bënja) تقع مزرعة عائلة السيدة Lile ومطعمها أيضًا. وبالإضافة إلى خدمات الإقامة والمأكولات الألبانية واليونانية، يقدّم مشروع عائلة Lile أيضًا النبيذ والجليكو (gliko) (مربى الفاكهة التقليدي)، والراكي (raki)، وهو مشروب كحولي مقطّر رائج في بلدان البلقان وجنوب البحر الأبيض المتوسط.

وفي السنوات الأخيرة، ارتفع عدد السيّاح الوافدين إلى ألبانيا إلى أكثر من الضعف، من 4 ملايين سائح في عام 2016 إلى 8.4 ملايين سائح في الفترة بين يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأدّى هذا الازدهار الكبير للسياحة إلى ارتفاع الطلب على الأغذية المحلية العالية الجودة وما يتصل بها من خدمات.

وتُتيح هذه التطوّرات فرصة عظيمة لمشاريع السياحة الزراعية الأسرية لكي توسّع قدرتها على تلبية الطلبات المتزايدة. وتُدرك ألبانيا أن تعزيز قطاع السياحة الزراعية من شأنه أن يُتيح فرصًا جديدة في السوق وأن يُحفّز التنمية الريفية.

وتُعدّ السياحة الزراعية مثالًا واضحًا على النهج القائم على النُظم الذي يجمع بين مختلف القطاعات المترابطة، وهي الزراعة والسياحة والبنية التحتية والتسويق والأغذية والثقافة والاقتصادات المحلية. ومن شأن معالجة هذه القطاعات بصفتها وحدة واحدة أن يُتيح للبلدان تحديد العقبات الرئيسية التي تُعيق التغيير ورؤية الفرص الناشئة لتحقيق النمو.

ودعمًا للحكومة الألبانية في هذا المسعى، قدّمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بتمويل من الحكومة الإيطالية في عام 2022، عن طريق مشروع النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، دورات تدريبية ويسّرت الحوار بين الممثلين المحليين والوطنيين، وشاركت خبراتها مع أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات بهدف تعزيز السياحة الزراعية وتحسين سبل العيش في المناطق الريفية.

وتقول السيدة Fabja Lile: "لغاية هذا العام، كان والداي يديران هذا المشروع لوحدهما. ولم نكن نعلم أن هذا النوع من المساعدة كان مُتاحًا. أمّا الآن، فنشعر بتفاؤل أكبر وانفتاح أكبر على تعلُّم المزيد من المنظمات الأخرى".

وكانت هذه الأسرة قد تلقّت في وقت سابق، تدريبًا قدّمه برنامج دعم الجمعيات الريفية (RASP) وهو منظمة غير حكومية محلية تشارك في مشروع "النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط" (SFS-MED) التابع لمنظمة الأغذية والزراعة.

وتضيف السيدة Fabja: "لقد ساعدونا ليس فقط بالأشياء المادية، مثل بناء البيوت البلاستيكية لكي نتمكن من زراعة الخضار على مدار السنة، بل أيضًا على توسيع طريقة تفكيرنا".

مشروع "النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط" التابع لمنظمة الأغذية والزراعة يقدم الدعم والتدريب للمشاريع الأسرية الريفية بغية تلبية الطلبات المتزايدة في قطاع السياحة الزراعية في ألبانيا. ©FAO

معالجة الفجوة القائمة بين المناطق الريفية والحضرية

تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن إنتاج المناطق الحضرية في ألبانيا يبلغ نحو 11 ضعف الإنتاج في المناطق الريفية، في حين أن عدد سكان المناطق الحضرية هو فقط 1.3 أضعاف عدد سكان المناطق الريفية. ويعزى ذلك إلى المعوقات مثل عدم كفاية البنية التحتية. ومن بين التحديات الأخرى التي تواجه المناطق الريفية - حيث تتشكّل غالبية الأراضي المزروعة من مزارع أسرية صغيرة - هو عدم كفاية القوى العاملة، إذ يهاجر الكثير من الشباب إلى المدن أو إلى بلدان أخرى بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل.

وعلاوة على ذلك، تُكابد الفئة المسنّة من سكان الريف لمواكبة الابتكارات التكنولوجية وتغيّر رغبات المستهلكين. ورغم مبادرة أصحاب المشاريع الزراعية إلى تحديث الممارسات الزراعية، لا تزال المنتجات المزروعة محليًّا في أغلب الأحيان عاجزة عن تلبية معايير السلامة والجودة ولا تفي بطلبات السوق.

وبعد تحديد هذه المجالات الرئيسية للفجوة القائمة بين المناطق الريفية والحضرية، وضعت ألبانيا رؤية لتعزيز الازدهار من خلال الجهود الجماعية بين جميع القطاعات المترابطة المحيطة بقطاع السياحة الزراعية.

تبادل المعارف

للمساعدة على تحقيق هذه الرؤية، جمع مشروع "النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط" التابع للمنظمة بين المزارعين وأصحاب مشاريع السياحة الزراعية ومؤسسات التمويل البالغ الصغر ومدارس الطهي وغيرهم من الأفراد العاملين في قطاع السياحة الزراعية للالتقاء معًا في مساحة شاملة تعزز التعاون. وكان أهمّ ما تمّ إدراكه حينها، الحاجة إلى صقل مهارات الشباب المحليين لكي يصبحوا في المستقبل مبتكِرين في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي.

ويعلّق السيد Eldi Ceco، وهو أحد المشاركين في الحوار ورئيس مركز مساعدة الأعمال الزراعية (ABA) الذي يقدم الاستشارات والنصح للمزارعين، فيقول: "يتحلى جيل الشباب بالسلوكيات الصحيحة لتنفيذ نماذج أعمال مختلفة، ولكنه يفتقر إلى الخبرة وفرص التمويل التي تمكّنه من بدء المشاريع".

ومن شأن مساعدة الشباب على صقل مهاراتهم وإيجاد فرص في قطاع السياحة الزراعية أن يجلب أفكارًا وابتكارات جديدة إلى ألبانيا، ولكنه سيتيح أيضًا للشباب بديلًا عن الهجرة بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل. 

بدعم من مشروع "النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط" التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، تمكّنت عائلة Lile من إبراز مشروعها الأسري بقدر أكبر من خلال توسيم منتجاتها وعرضها في المعارض. ©FAO

وفي مرحلة لاحقة، جمع مشروع "النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط" بين أصحاب مشاريع السياحة الزراعية وخبراء زراعيين والمنظمات غير الحكومية المحلية وبرنامج دعم المؤسسات الريفية وبنك للبذور من أجل تعزيز الشراكات وشبكات الأعمال الزراعية. ومن خلال هذه الروابط المتنوعة، تلقّت مشاريع الأعمال تدريبات على الممارسات الزراعية المستدامة، بما في ذلك التقليل من استهلاك المياه واستخدام مبيدات الآفات، والتسميد العضوي والريّ بالتنقيط.

وتمكّنت عائلة Lile من الترويج لمشروعها الأسري بقدر أكبر من خلال توسيم منتجاتها وعرضها في المعارض. وتعلّمت أيضًا أفضل الممارسات في مجال السياحة الزراعية من خلال جولة دراسية في منطقة بوليا الواقعة في جنوب إيطاليا نظمها مشروع النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأبرزت هذه الجولة الدراسية كيفية جمع النظراء في إيطاليا بين الزراعة العضوية والسياحة وتقديمهم أطباقًا تعتمد على مكونات محلية المصدر. وأتاحت الجولة لأصحاب مشاريع السياحة الزراعية من ألبانيا فرصة لمراقبة أصحاب مشاريع السياحة الزراعية في إيطاليا والتعلم منهم والعمل معهم.

وفي العموم، أفضت أنشطة مشروع "النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط" إلى تعزيز قدرة صغار المزارعين وأصحاب المشاريع الزراعية على الاستفادة من الطلبات المتزايدة في قطاع السياحة في ألبانيا بطريقة ساعدتهم على تطبيق أساليب زراعية مستدامة وممارسات أعمال مستدامة وتوظيف المعارف المتبادلة من أجل إنتاج منتجات أكثر أمانًا وأعلى جودة. 

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: ألبانيا

الموقع الإلكتروني: منصة النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط

المطبوع: النظم الغذائية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط

خبر:إلهام التغيير عبر تبادل المعارف