إنتاج الباذنجان يزدهر في سري لانكا بفضل التكنولوجيا والممارسات الزراعية الجيدة
اعتماد المزارعين على الأساليب الزراعية الحديثة يؤدي إلى زيادة المحاصيل وارتفاع المداخيل
لم تشهد السيدة Nirosha Dilmini خلال مسيرتها المهنية عامًا مربحًا مثل عام 2023. وتعزو ذلك إلى الممارسات الزراعية الحديثة التي تعلّمتها من برنامج الممارسات الزراعية الجيدة الذي نفّذته منظمة الأغذية والزراعة بفضل تمويل من صندوق الأمم المتحدة المعني بأهداف التنمية المستدامة في سري لانكا. ©FAO
21/08/2024
تبدأ السيدة Nirosha Dilmini حصاد الباذنجان منذ بزوغ الفجر في قطعة الأرض الصغيرة التي تملكها في قرية Tanamalvila الواقعة في منطقة Monaragala، جنوب شرق سري لانكا. وهي منذ ست سنوات تكرّس جلّ جهودها للزراعة، لكنها لم تشهد أبدًا عامًا مربحًا، من حيث الإنتاج والأرباح، مثل عام 2023.
وتقول، مُتفاخرةً بإنتاجها بينما تستريح قليلًا تحت ظلّ إحدى الشجرات وتستعدّ لحصاد ما تبقى من المحصول، "لقد أَنتج ربع فدان تقريبًا من الأرض الزراعية التي نملكها ما يوازي إنتاج مساحة فدان كامل".
وهي تعزو هذه الزيادة إلى برنامج الممارسات الزراعية الجيدة الذي نفّذته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بفضل تمويل من صندوق الأمم المتحدة المعني بأهداف التنمية المستدامة في سري لانكا.
والسيدة Nirosha هي واحدة من مزارعي سري لانكا، البالغ عددهم 645 مزارعًا في ثلاث مناطق في سري لانكا، والذين تم تدريبهم في إطار البرنامج وحصلوا على معدّات وعلى مجموعة من التقنيات من أجل تحديث ممارساتهم الزراعية وزيادة محاصيلهم وأرباحهم.
من خلال مدرسة حقلية للمزارعين تولت المنظمة الإشراف عليها، تم تدريب المزارعين على مبادئ الممارسات الزراعية الجيدة، بما فيها الاستدامة البيئية، وسلامة الأغذية وجودتها، والاستمرارية الاقتصادية وإمكانية القبول الاجتماعي. ©FAO
لقد بدأ تنفيذ برنامج الممارسات الزراعية الجيدة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي الملحّة في خضمّ الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعصف بسري لانكا، من خلال مساعدة مزارعي الخضار على تسويق منتجاتهم.
وحصلت السيدة Nirosha وزملاؤها المزارعون على مجموعة من المعدات الزراعية الأساسية، مثل نظام الريّ بالتنقيط، والأغطية البلاستيكية الواقية، وشبكات الوقاية من الحشرات. وترمي هذه الأدوات إلى خفض التكاليف الزراعية وتعزيز الاستخدام الأكثر كفاءة للموارد الأساسية مثل الأسمدة ومبيدات الأعشاب الضارة ومبيدات الآفات والمياه.
وتم تدريب المزارعين أيضًا على مبادئ الممارسات الزراعية الجيدة، بما فيها الاستدامة البيئية، وسلامة الأغذية وجودتها، والاستمرارية الاقتصادية وإمكانية القبول الاجتماعي، وذلك من خلال مدرسة حقلية للمزارعين تولت المنظمة الإشراف عليها. ولم تزوّدهم هذه الدورة التدريبية الغنية بالمعارف اللازمة للحصول على شهادة وطنية في الممارسات الزراعية الجيدة وحسب، بل مكّنتهم أيضًا من اعتماد تقنيات زراعية حديثة على نحو فعّال، مثل نظام الريّ بالتنقيط، وشبكات الوقاية من الحشرات، والأغطية البلاستيكية الواقية.
وتضيف قائلةً "كان تسميد الأرض في السابق يستغرق يومًا كاملًا. أمّا اليوم فبات وعاءٌ واحدٌ من الأسمدة سعته 20 ليترًا يكفي لأكثر من 500 نبتة، وهو ما يوفّر الوقت والجهد والمال. وتحدُّ الأغطية الواقية من نمو الأعشاب الضارة، وتسهم بالتالي في التخفيف من عبء العمل."
وتقول السيدة Nirosha أيضًا أنه بينما كانت تكافح لسدّ نفقاتها المعيشية بين الموسمَين الزراعيين السنويين، أي بين نهاية شهر مايو/أيار وشهر أغسطس/آب، فإن التقنيات الحديثة التي تعلّمتها أتاحت لها زراعة أرضها طوال عام 2023 وجني أرباح خارج الموسم الزراعي أيضًا.
"وأصبح بإمكاننا الآن ريّ مساحات زراعية واسعة، مستخدمين أقل كمية ممكنة من المياه، ومحققين إنتاجية أفضل، حتى في ظلّ الظروف المناخية الصعبة."
منح برنامج الممارسات الزراعية الحديثة حتى الآن شهادات لأكثر من 115 مزارعًا ودرّب 95 موظّفَ إرشادٍ في المدارس الحقلية للمزارعين، وهو ما أدّى إلى تأسيس 28 مدرسة إضافية. ©FAO
في غضون الأشهر الأحد عشر التي تلت فترة التدريب على الممارسات الزراعية الجيدة، زرعت السيدة Nirosha الباذنجان والقليل من البامية والفاصوليا الخضراء. ومع اقتراب نهاية الدورة الزراعية السنوية، تستعد لحصاد آخر محصول من الباذنجان والشروع في مغامرة جديدة وهي زراعة البطيخ.
وتختم السيدة Nirosha حديثها وعلامات التفاؤل بادية على وجهها قائلة "أعتزم تنظيف الأرض والشروع في زراعة محصول مرحليّ من البطيخ، مستعينةً بالمعدات المتوافرة لديّ الآن. ومن شأن الدعم المتواصل الذي تُقدّمه لنا المنظمة أن يُسفر عن تحسين سُبل كسب عيش المزارعين أمثالي على نحو كبير."
وتم تدريب 95 موظّفَ إرشادٍ حتى الآن في المدارس الحقلية للمزارعين، في إطار برنامج الممارسات الزراعية الجيدة، وهو ما أدّى إلى تأسيس 28 مدرسة أخرى. وأسهمت تلك الممارسات الزراعية الجيدة أيضًا في زيادة مداخيل المزارعين على نحو لا يُستهان به. وفي نهاية المشروع، تمكّنت نسبة 32 في المائة من المزارعين من زيادة المدخول بمقدار حوالي 65 دولارًا أمريكيًا على الأقل (20 ألف روبية سريلانكية) لكل ربع فدّان من الأراضي الزراعية في الشهر الواحد. ومنح البرنامج أيضًا شهادات لأكثر من 115 مزارعًا.
وقد أتاح البرنامج للمزارعين، إضافة إلى الدروس والمعدّات الجديدة، تحقيق مكسب مهم للغاية وهو العلاقات التي أقاموها مع سلاسل المتاجر الكُبرى الرائدة، حيث يمكنهم بيع محاصيلهم الوفيرة بكمّيات كبيرة وجني أرباح أكثر. وعلاوةً على ذلك، تؤدي نُهُج الإرشاد المبتكرة التي تستخدم منصّات وسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن الزيارات التعريفية إلى المزارع التي تعتمد الممارسات الزراعية الجيدة، إلى تسهيل سُبُل تبادل المعارف وتنمية المهارات بين المزارعين.
وبفضل دعم المنظمة وتفاني موظّفي الإرشاد والزملاء المزارعين، لم تحقق السيدة Nirosha نجاحًا شخصيًا فحسب، بل تأمل في تحقيق استدامة الزراعة وازدهارها في سري لانكا.
روابط تتعلق بالموضوع
للاطلاع على المزيد
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: سري لانكا
الموقع الإلكتروني: GAP Initiative Boosts Modernization, Elevates Farmers' Livelihoods (مبادرة الممارسات الزراعية الجيّدة تُحفز التحديث وتحسِّن سُبُل عيش المزارعين)
شريط فيديو: Fortifying Livelihoods Through GAP (تعزيز سُبُل العيش بفضل الممارسات الزراعية الجيّدة)