Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الاستثمار في أراضينا


حلول واقعية لمشاكل التصحر وتغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تقوم المجتمعات المحلية قرب جبل كينيا بحفر أنصاف الدوائر لحفظ مياه الأمطار وإيقاف انجراف التربة ومنع التصحر، وذلك عبر مبادرة الإصلاح. ومن خلال أساليب مماثلة، سيتحسن أكثر من 152 000 هكتار من الأراضي وستصبح المجتمعات المحلية أكثر قدرة على الصمود أمام تغيرّ المناخ. ©FAO/Edwin Mwai

14/06/2024

تحمل الأرض سرّ ماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها، فكل شيء، بدءًا من الأغذية المغذية إلى النظم الإيكولوجية المزدهرة والتراث الزراعي وسبل العيش، يعتمد على الأراضي السليمة والمنتجة. لكن رغم ذلك، يتدهور 100 مليون هكتار من الأراضي في المتوسط كل عام من خلال الزراعة غير المستدامة والتوسع الحضري وموجات الجفاق الطويلة الأمد والأكثر تواترًا. وتغطي الأراضي الجافة أكثر من 40 في المائة من العالم. إنمّا يؤدي تدهور الأراضي وتغيّر المناخ إلى ارتفاع خطر التصحر وفقدان التنوّع البيولوجي في هذه النظم الإيكولوجية الفريدة.

وتستثمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، من خلال شراكتها مع مرفق البيئة العالمية، في إرث أراضينا عبر مساعدة البلدان والمجتمعات المحلية على توسيع نطاق حلول النظم الزراعية والغذائية المستدامة للحد من تدهور الأراضي وعكس مساره وبناء القدرة على الصمود أمام تغيّر المناخ للأجيال القادمة.

ويشكّل كل هذا العمل جزءًا من عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية الذي يهدف إلى منع تدهور النظم الإيكولوجية ووقفه وعكس مساره. فإصلاح أراضينا لدحر التصحر وزيادة القدرة على الصمود أمام الجفاف وتغيّر المناخ يحميان رفاهيتنا.

وفي ما يلي ثلاثة أمثلة فقط من المشاريع المشتركة بين المنظمة ومرفق البيئة العالمية التي تقوم بالاستثمار في أراضينا:

منع التصحر وإصلاح المراعي في الأراضي الجافة في كينيا

في الأراضي شبه القاحلة في ظل جبل كينيا، تتسبب الأمطار الموسمية بنبت العشب، الذي يغذي بدوره الأبقار والماعز والحمير والجمال التي يعتمد عليها شعب الماساي في مجتمع مايانات المحلي.

ويقول السيد Iratino Macharia Shuel، وهو قائد منظمة إدارة الأراضي في مجتمع مايانات المحلي: "نحن لا نزرع ولا نشترك في أي أعمال أخرى، واعتمادنا الكلّي هو على ثروتنا الحيوانية. والحمير هي مركباتنا، والأبقار والماعز ركائزنا للغذاء والدخل."

ومع تغيّر المناخ، أصبح من غير الممكن التنبؤ بالأمطار الموسمية وباتت الأراضي الجافة التي تعاني من الجفاف تواجه فجأة الفيضانات أيضًا. وجرفت المياه التربة المنتجة في الأخاديد، وأصبح إطعام الثروة الحيوانية أمر أكثر صعوبة. " في كثير من الأحيان، لا يكون لدينا ما يكفي من العشب، فأرضنا صغيرة مقارنة بعدد السكان وبالثروة الحيوانية. وفي مايانات، توجد بالكاد مساحات خضراء وبعضها عبارة عن أراضٍ قاحلة ليس فيها أي شيء."

ومن خلال مبادرة الإصلاح التي يموّلها مرفق البيئة العالمية، وهي برنامج مشترك بين المنظمة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدأت المجتمعات المحلية في تنفيذ أساليب بسيطة ولكن فعالة لإعادة إحياء المناطق الخضراء الأصلية ومنع التصحر. على سبيل المثال، حفر أعضاء المجتمع المحلي أنصاف الدوائر، التي تُعرف بحواجز المياه، في التلال المتدهورة من أجل حفظ مياه الأمطار ومنع تآكل التربة وإعادة تأهيل المناظر الطبيعية. وباستخدام هذه الأساليب، سيتحسن أكثر من 152 000 هكتار من الأرضي، ما يمهد الطريق أمام مراعٍ أكثر اخضرارًا وقدرةً على الصمود.

ويفيد السيد Raison Letutan، وهو أحد القادة الشباب في منظمة مجتمع مايانات المحلي: "رأينا نمو العشب حيث لم يكن هناك أي شيء من ذي قبل. وجلّ ما نتمناه هو رؤية العشب في كل مكان؛ فهذا منتهى سعادتنا."

أصبحت التربة في منغوليا سليمة أكثر عند زراعة البازلاء والخردل معًا. فالبازلاء تُثبت النيتروجين في التربة وتحفز الفطريات السليمة فيها، بينما ينمو الخردل ويحمي محاصيل البازلاء والتربة من التآكل بفعل الرياح. © FAO and WWF-Mongolia

الزراعة التجديدية من أجل الأرض والتنوع البيولوجي والمناخ في منغوليا

تمتد السهب المنغولية الشرقية على أكثر من 27 مليون هكتار وهي من أكبر النظم الإيكولوجية للمراعي في العالم، إلا أن نسبة 57 في المائة من هذه المراعي متدهورة. والسهب موطن لتنوّع بيولوجي فريد من نوعه، وتحتبس التربة فيها ملايين الأطنان من الكربون. ومن خلال الممارسات الزراعية المستدامة، يمكن للمراعي المتدهورة أن تتعافى لإدامة التنوّع البيولوجي والتخفيف من آثار تغير المناخ.

ويقوم السيد Batnaran Batdeleg، وهو مزارع في السهب الشرقية، باستخدام تقنيات الزراعة التجديدية منذ عام 2014. وكان مشروع المناظر الطبيعية المستدامة للأراضي الجافة المموّل من مرفق البيئة العالمية والمشترك بين المنظمة والصندوق العالمي للطبيعة-منغوليا، قد ساهم في توسيع نطاق ممارساته الزراعية البينية.

وكان سابقًا يزرع محاصيل كالخردل والبازلاء وبذور اللفت والبرسيم لتحسين التربة. أما الآن، فيعيد إحياء أرض هُجرت لأربعة عقود من خلال زراعة 12 نوعًا من المحاصيل البينية. وتفيد المحاصيل بعضها البعض عند زراعتها معًا، وإبقاء بعضها مزروعة في جميع المواسم يحفظ الرطوبة والمغذيات والتنوّع البيولوجي في التربة. وتحسنت غلّته سنة بعد سنة بفضل وجود تربة سليمة أكثر ويقوم بنقل هذه المعارف إلى المزارعين الشباب. ويعمل هؤلاء معًا على إعادة إحياء قرابة 700 3 هكتار من الأراضي الزراعية عبر هذه الممارسات الزراعية التجديدية.

وقامت منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لحفظ الطبيعية-مونغوليا بالإجمال بمساعدة المجتمعات المحلية على إعادة تأهيل أكثر من 200 292 هكتار من المراعي الطبيعية وأراضي الجنبات والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمقدار 8.8 ملايين طن متري.

يتعلم أكثر من 600 طالب في جمهوريّة مولدوفا أهمية التربة في إنتاج الأغذية. © FAO

نقل الدروس في جمهوريّة مولدوفا

تأثر الإنتاج الزراعي في جمهوريّة مولدوفا سلبًا بفعل تدهور الأراضي الذي تفاقم أكثر بسبب الجفاف والفيضانات، ممّا دفع المجتمعات المحلية الريفية إلى ما دون خط الفقر. ويتعلم الطلاب في مقاطعتي Orhei وRezina كيفية تغيير هذا الواقع بالعمل تدريجيًا من القاعدة صعودًا.

وقالت Gabriela، الطالبة في الصف السادس: " تلقينا اليوم درسًا خاصًا عن التربة. وتعلمنا أنّ التربة لا غنى عنها في حياتنا تمامًا مثل الهواء والمياه".

ويملك والدا Gabriela حديقة، كغيرهما الكثير من الأسر في قريتها. ومن خلال الدروس التي يقدمها مشروع مشترك بين المنظمة ومرفق البيئة العالمية في جمهوريّة مولدوفا، تتعلم مع زملائها في الدراسة كيفية العناية بالتربة في حدائقهم وخارجها. وهذه المبادرة هي جزء من مساعي المشروع لإدخال الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا والمبتكرة وإدارة الغابات والأراضي المستدامة في جمهوريّة مولدوفا.

وأفاد Sorin، زميل Gabriela في الدراسة: "ناقشنا كيف أن بعض الأشخاص يضرون بالتربة كثيرًا من خلال ممارساتهم، ثم يتوقعون أن تعمل التربة لخدمتهم ولتأمين الطعام لهم".

وعلّقت Gabriela بالقول: " سنُحرم يومًا ما من الطعام ما لم نعتن بالتربة".

وتعلّم أكثر من 600 طفل كيفية حماية التربة وإنتاجية الأرض. وقالت Adelina، زميلة أخرى في الدراسة: "فلنزرع الأشجار بقدر ما نستطيع. ولندفن أوراق الشجر في الأرض بدلًا من حرقها. ولنتوقف عن استخدام هذا الكم الكبير من المواد الكيميائية."

وعبر تمكين الشباب والمزارعين والرعاة بدراية كيفية حماية التربة وإعادة تأهيلها، تمنح المنظمة ومرفق البيئة العالمية "جيل الإصلاح" الأدوات اللازمة لتوسيع نطاق إرث الأرض.
روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في منغوليا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في كينيا

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية في منظمة الأغذية والزراعة:  جمهوريّة مولدوفا