Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

لم تعد هذه الأرض حقلًا للتعدين بعد الآن


استصلاح أراضٍ تضرّرت جراء تعدين الألماس لكي تتيح سُبل عيش جديدة في سيراليون

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يؤدي مشروع المنظمة "الوظائف الخضراء من أجل عمالة شباب الريف" إلى تغيير المناظر الطبيعية وعقليات الأشخاص في المناطق التي دمّرها تعدين الألماس في السابق. ‎©FAO/Daniele Epifanio

17/04/2024

في مقاطعة كونو الواقعة شرق سيراليون، تُعدّ التربة الصفراء قاحلة ومكشوفة، إذ حُفرت بسبب البحث الدؤوب عن الألماس. وقد تضرّرت مساحات واسعة من الأرض في هذه المنطقة واستُنزفت بسبب فقدان الطبقة السطحية للتربة وتآكلها وتلوثها. وقد عانى العديد من المجتمعات المحلية من تاريخ من النزاعات للاستيلاء على الأحجار الكريمة، تصاعدت لتتحول إلى حرب أهلية في التسعينيات من القرن الماضي.

وبعد مرور عقود على تلك الصدمة، حصل تغيير في المشهد الطبيعي وفي عقليات الناس أيضًا. ويقول السيد Success Stanley Lavalli، وهو مزارع يبلغ من العمر 27 عامًا وممثل للمزارعين الشباب: "هناك حياة ما بعد التعدين".

وعلى الرغم من اسمه الميمون، لم يكن مساره الوظيفي سهلًا. وإضافة إلى التعدين، عمل في العديد من الوظائف غير النظامية، مثل بيع بطاقات الهاتف في الشارع، قبل أن ينضم إلى مشروع الوظائف الخضراء من أجل عمالة شباب الريف الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة). وتهدف هذه المبادرة إلى تشجيع العمالة الخضراء في الزراعة لدى شباب الريف، وتوفّر لهم في مقاطعة كونو فرصة للمساهمة في استصلاح الأراضي الواقعة في المناطق المتأثرة بالتعدين.

وينطوي ذلك على الإتيان بتربة خصبة ومواد عضوية جديدة. وباستخدام الغطاء الأخضر والفرش والتقنيات الطبيعية لمكافحة الآفات، يجري استصلاح الأراضي للزراعة، ولا سيما من أجل البستنة العضوية وتربية النحل. وتساعد هذه الجهود، إلى جانب التدريب على المهارات الزراعية، على تهيئة فرص عمل للمشاركين في المشروع والتصدي للبطالة في صفوف الشباب والفقر في الريف. 

يكتشف الشباب والشابات، مثل السيد Stanley (الجهة اليمنى/إلى الأعلى) والسيدة Betty (الجهة اليسرى/إلى الأسفل)، سُبل عيش جديدة تحوّل الأراضي القاحلة إلى قطع أراضٍ خصبة لزراعة الخضروات. ‎©FAO/Daniele Epifanio

وفي سيراليون، يكافح الشباب من أجل الحصول على فرص عمل مجدية. ولا يعمل ما يقارب ثلثهم وليسوا ملتحقين لا بالمدارس ولا بالتدريب.

وقد انضم أكثر من 200 شاب إلى المشروع على المستوى الوطني. ومن بين المشاركين الخمسة عشر في مقاطعة كونو، كان معظمهم في السابق يعملون في مجال التعدين التجاري أو الحرفي.

وتوفر الزراعة الآن إمكانات جديدة. ويقول السيد Stanley "لقد نشأنا جميعًا بعقلية مفادها أن الألماس هو الحل الوحيد، ولكنّ المشاركة في الزراعة أحدثت وقعًا عليّ، وعلى مجتمعي، وحتى على مجتمعي المحلي ككلّ".

ويساهم المشروع أيضًا في تعزيز القدرة على التكيف مع تغيّر المناخ من خلال استعادة قدرة التربة على تخزين الكربون وتشجيع تكنولوجيا الري لجعل المحاصيل أقلّ عرضة للجفاف.

ويسير السيد Abdulai Bangura، المنسّق الوطني لمشروع المنظمة في سيراليون، وسط المناظر الطبيعية التي لا تزال تحمل علامات التعدين المكثف ويشير إلى دفيئة أُنشئت كجزء من المشروع. ويوضح قائلًا "سيدعمنا هذا في تحقيق إنتاج على مدار السنة. ونحن نعمل الآن أيضًا على إعداد أحواض البذور الخاصة بنا من أجل الإنتاج حيث سيبدأ موسم الأمطار في غضون أسبوعين تقريبًا".

وقد تمكّن الشباب المشاركون في المشروع، بالتعاون مع فريق من وزارة الزراعة والأمن الغذائي وشركاء آخرين، من تحويل قطعة من الأرض المستنزفة بشكل شديد إلى أرض زراعية قيّمة تنتج الآن منتجات مثل الطماطم والخيار والبطيخ الأحمر. وبفضل تحسن خصوبة التربة، يقومون أيضًا بزراعة المواد الغذائية المحلية مثل الذرة والفول السوداني والكسافا.

وهذا التحوّل للأرض هو عملية شاملة. ويقول السيد Stanley "نحن لا نتعلم ذلك فحسب، بل ننفذه أيضًا. لقد تعلّمت الآن أنني أستطيع أن أزرع بذرة، وأستطيع رعاية هذه البذرة. ويمكنني استخدام الأسمدة العضوية لرعاية هذه البذرة لأننا لا نستخدم المواد الكيميائية". 

"لقد حرّكت الزراعة شيئًا ما بداخلي لم يقوَ عليه ما كنت أفعله سابقًا." 

الدفيئة التي أُنشئت كجزء من مشروع المنظمة تدعم إنتاج الفاكهة والخضروات على مدار السنة. ويقوم المزارعون الشباب أيضًا بزراعة المواد الغذائية المحلية مثل الذرة والفول السوداني والكسافا. ‎©FAO/Daniele Epifanio

توفر تربية النحل وإنتاج العسل، كبديل للتعدين، "فرصة هائلة للشباب من حيث الأسواق المحلية وسوق التصدير أيضًا"، إذ يرى الشباب وأسرهم تحسنًا كبيرًا في سُبل عيشهم، على حدّ قول السيد Abdul Munu، رئيس جمعية مابوندوكا، وهي جمعية مجتمعية للمزارعين مشاركة في المشروع.

وتقول السيدة Betty Serai Sam، وهي ممثلة أخرى للمزارعين الشباب، إنه بالنسبة إلى النساء العاملات في المشروع - وبعضهن من عاملات المناجم أيضًا- أحدثت فرص العمل الجديدة كذلك تغييرات كبيرة في حياتهن. وقبل انضمامها إلى المشروع، زاولت مهنًا مختلفة بدءًا من التعدين وصولًا إلى التدريس في مدرسة ابتدائية.

وبفضل الدخل الذي تكسبه من الزراعة، تشعر السيدة Betty أنها قادرة على إعالة أسرتها وقت الحاجة. وتوضح قائلة "... أستطيع الآن أن أكسب القليل هنا لأوزعه على عائلتي، وأقوم بشؤون منزلي بنفسي. فأنا امرأة قوية".

ويعدّ تعزيز سُبل العيش وتمكين الشباب من الأهداف الرئيسية للمشروع. وبدعم من هذه المبادرة، يعتقد السيد Stanley أنه سيكون، في السنوات الخمس المقبلة، "سفيرًا زراعيًا" يقوم بتنفيذ الدروس التي تعلّمها من المشروع ويشجّع المزيد من الشباب على الانضمام إلى هذا المشروع الزراعي.

ومع وجود مؤيدين مثل السيد Stanley والسيدة Betty، أثبت مشروع المنظمة أنه لا توجد أرض سيئة لدرجة أن نتخلى عنها. وكلّ ما هو مطلوب هو المعارف والأدوات وتطلّعات الشباب الذين يحددون معالم مستقبلها.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

شريط الفيديو: الوظائف الخضراء من أجل عمالة شباب الريف في سيراليون

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والعمل الريفي اللائق

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: سيراليون