Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

كوكب واحد، صحة واحدة


منظمة الأغذية والزراعة تعالج العديد من المسائل من خلال نهج "صحة واحدة" وهذه خمس منها

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

إنّ نهج "صحة واحدة" هو نهج شامل وموحّد يقرّ بأنّ صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة البيئة المحيطة بهم هي أمور مترابطة على نحو وثيق وتعتمد على بعضها بعضًا. ©FAO/Eduardo Soteras

04/04/2024

ولا يمكن إنكار الترابط بين صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة البيئة.

ويقرّ نهج "صحة واحدة" بهذا التشابك المعقّد وقد جرى تصميم هذا النهج الشامل بغية إرساء توازن بين جميع مكونات نظامنا الإيكولوجي وتحسينها بصورة مستدامة، وهو يدعو مختلف القطاعات والاختصاصات والمجتمعات المحلية إلى العمل معًا من أجل تعزيز الرفاه ومواجهة التهديدات المحدقة بالصحة وبالنظم الإيكولوجية.

وتعمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان من أجل الترويج لنهج "صحة واحدة" بهدف الوقاية من انتشار العوامل الممرضة والأمراض بين الحيوانات والبشر والبيئة، والكشف عنها ومكافحتها. 

ويحفّز نهج "صحة واحدة" الذي تتبعه المنظمة تحويل النظم الزراعية والغذائية من خلال مواجهة التهديدات المتمثلة في الآفات والأمراض التي تصيب الحيوان والنبات والحيوانات المائية والغابات والتي تخفّض الإنتاجية وتعرّض التنوع البيولوجي للخطر وتهدد سبل العيش.  

وإليكم خمس مسائل فقط من المسائل العديدة التي تعالجها المنظمة من خلال اتباع نهج "صحة واحدة":

مقاومة مضادات الميكروبات

تُعرّف مقاومة مضادات الميكروبات بأنها قدرة الكائنات الحيّة الدقيقة على البقاء والنمو في ظلّ وجود عقاقير مصممة لتثبيطها أو قتلها، ما يجعل طرق العلاج تلك غير فعالة. وتتسارع وتيرة نشوئها وانتشارها بفعل النشاط البشري، وبصورة رئيسية بسبب سوء استخدام مضادات الميكروبات والإفراط في استخدامها لمعالجة الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوانات والنباتات، والوقاية منها ومكافحتها.

وعلى سبيل المثال، كانت إحدى الممارسات المعتادة، التي لا يوصى بها حاليًا، تقضي بإضافة مضادات الميكروبات إلى علف الحيوانات بغية تحفيز نموها وزيادة إنتاجها، غير أنّ نسبة تزيد عن 80 في المائة من مضادات الميكروبات تلك تنتقل عبر الفضلات إلى المياه والتربة. ومن ثمّ تكتسب الكائنات الحية الموجودة في البيئة القدرة على مقاومة مضادات الميكروبات تلك وتنقلها إلى أنواع أخرى من البكتريا والفطريات المسببة للأمراض.

وتعمل المنظمة بشكل فاعل على دعم الحكومات والمنتجين والتجار وأصحاب المصلحة الآخرين في رفع مستوى الوعي بشأن مضادات الميكروبات والحد من استخدامها ما لم تقتض الضرورة ذلك، من خلال مشروع خفض الحاجة إلى مضادات الميكروبات في النظم الزراعية والغذائية (RENOFARM) والمنصة الدولية لرصد مقاومة مضادات الميكروبات (InFARM) التابعة للمنظمة.

تقدم المنظمة الموارد والأدوات للمساعدة على تحسين إنتاج الأغذية والحد من استخدام مبيدات الآفات عن طريق دمج استراتيجيات الاستخدام المستدام للأراضي وإدارة التربة. الصورة إلى اليسار:©FAO/Luis Tato. الصورة إلى اليمين: ©FAO/Soliman Ahmed.

الإفراط في استخدام الأسمدة ومبيدات الآفات الصناعية

تحتوي النظم الإيكولوجية للتربة السليمة والمتنوعة بيولوجيًا على آلاف الكائنات الحيّة العالية القيمة التي تساهم في إنتاج نباتات سليمة. بيد أنّ الإفراط في استخدام المبيدات الصناعية قد يخفض عدد الحشرات المفيدة التي تعمل بصورة طبيعية على مكافحة الآفات وتلقيح النباتات. ويؤدي ذلك إلى اختلال التوازن الإيكولوجي ويهيئ الظروف المواتية لعودة الآفات ونشوء حشرات مقاومة لمبيدات الآفات.

وتقدم المنظمة الموارد والأدوات للحكومات والجهات الفاعلة في سلسلة الإمداد للمساعدة على تحسين إنتاج الأغذية والحد من استخدام مبيدات الآفات الصناعية والأسمدة عن طريق دمج استراتيجيات الاستخدام المستدام للأراضي وإدارة التربة.

ومن الأمثلة على ذلك دليل المزارعين لصنع السماد العضوي، وهو دليل تعليمي لكيفية ابتكار منتجات صحية وآمنة يمكن استخدامها من أجل زراعة نباتات صحية أكثر وأقل عرضة للإصابة بالآفات. ويُدرج الدليل عدة دراسات حالة أجريت في أمريكا اللاتينية، من قبيل إنتاج الأسمدة العضوية باستخدام فضلات الخنازير في كولومبيا؛ أو استخدام بقايا الفواكه والخضروات والأوراق الخضراء ورماد النباتات لإنتاج السماد العضوي في حاويات بلاستيكية في باراغواي.

ومثال آخر هو الخطوط التوجيهية الطوعية للإدارة المستدامة للتربة التي توفر معلومات عن ممارسات الإدارة والبدائل البيولوجية عن الأسمدة ومبيدات الآفات الصناعية.

تدهور التربة

إنّ نسبة 95 في المائة من أغذيتنا تنتج تحت التربة أو عليها. غير أنّ الممارسات الزراعية التقليدية، مثل الحراثة، قد تسبب تدهور خصائصها الفيزيائية والكيميائية والأحيائية. وقد يسبب حرث التربة تكدسها وخفض امتصاصها للمياه وتقلص المادة العضوية فيها. كما أنّ الاستخدام المفرط أو الخاطئ للأسمدة والآلات الثقيلة ومياه الري السيئة النوعية قد يؤدي إلى تدهور التربة.

ولدى المنظمة خارطة إمكانات الاحتجاز العضوي للتربة في العالم التي تتيح للخبراء تحديد المكان الذي ينبغي فيه اعتماد ممارسات الإدارة المستدامة للتربة من أجل زيادة مخزون الكربون في التربة. كما أنّ الخارطة مصممة من أجل إرشاد صانعي السياسات عند معالجة التكيف مع تغيّر المناخ.

الأمراض الحيوانية المصدر

يمكن للكثير من الأمراض التي تنشأ أولًا عند الحيوانات أن تنتقل إلى الإنسان من خلال الاتصال المباشر. وتسمى بالأمراض الحيوانية المصدر وقد تكون لها تبعات وخيمة على صحة الإنسان.

وعلى سبيل المثال، داء الكَلَب هو مرض فيروسي مميت ينتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق العضّ أو الخدوش في معظم الأحيان. ولا يوجد علاج له، لكن يمكن الوقاية منه عن طريق اللقاحات. وتدعم المنظمة البلدان في جهودها الرامية إلى الوقاية من داء الكَلَب ومكافحته، عن طريق مراقبة هذا المرض والاستجابة لحالات انتشاره، وبناء قدرات المختبرات، ورفع مستوى الوعي العام، وحملات التلقيح.

وفي بنغلاديش، قدّمت المنظمة دعمًا فنيًا للحكومة من أجل وضع استراتيجية وطنية بشأن التلقيح الجماعي للكلاب في سياق نهج "صحة واحدة". وباتت لدى بنغلاديش اليوم آلاف فرق التلقيح التي تعمل على القضاء على داء الكَلَب، وهو البلد الوحيد في آسيا الذي لديه برنامج وطني لتلقيح الكلاب ممول بالكامل من الموارد الحكومية.

أسفر النمو في السفر والتجارة على المستوى الدولي على مدى عقود من الزمن عن تسهيل انتشار الأمراض حول العالم. ولدى المنظمة صندوق خاص بالجوائح يقدم المنح للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لمساعدتها على التأهب بصورة أفضل للجوائح. ©FAO/Max Valencia

الجوائح

أصبح الرابط القائم بين سلامة البيئة وصحة النبات والحيوان والإنسان أكثر وضوحًا على مر السنين مع امتداد التوسع السكاني إلى مناطق جديدة والتغيرات الملحوظة في المناخ واستخدام الأراضي. وقد أسفر النمو في السفر والتجارة على المستوى الدولي على مدى عقود من الزمن عن طمس الحدود، ما سهّل انتشار الأمراض حول العالم، وتُذكّرنا الأوبئة والجوائح التي انتشرت مؤخرًا، مثل جائحة كوفيد-19، بمدى الترابط بين صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة البيئة.

ولهذا السبب طرحت المنظمة واحدة من المبادرات الرئيسية التابعة لنهج "صحة واحدة" وهي الصندوق الخاص بالجوائح المخصص لتقديم المنح للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لمساعدتها على التأهب بشكل أفضل لمواجهة الجوائح من خلال تعزيز قدرات نظم الصحة البشرية والحيوانية في مجالات المراقبة والتشخيص المخبري وتطوير مهارات القوى العاملة.

وهذه ليست سوى بعض المسائل التي يتناولها نهج "صحة واحدة". كما أنه أساسي لقطاعات مثل الغابات والمياه ويؤدي دورًا أساسيًا في الدستور الغذائي، وهو عبارة عن مجموعة من المعايير الدولية والخطوط التوجيهية ومدونات الممارسات المصممة لضمان سلامة الأغذية وإمكانية تداولها.

لدينا كوكب واحد فحسب. وهذا النهج ما هو إلا تذكير بأنّ لدينا "صحة واحدة" أيضًا.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة و"صحة واحدة"

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومقاومة مضادات الميكروبات