Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

إرواء الغليل إلى حليب الإبل


اعتماد الابتكار والتكنولوجيا في ممارسات تربية الإبل لتعزيز سُبل العيش في منغوليا

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

الجمال ذات السنامين مصدر للصوف والحليب والدخل وهي من العناصر الحيوية بالنسبة إلى الأسر المنغولية التي تعيش في صحراء غوبي القاسية. ‎©FAO

10/07/2024

في قلب صحراء غوبي في منغوليا، يعتني السيد Nergui Ochirbat بقطيعه المكوّن من 30 جملًا من الجمال ذات السنامين. وهو يقوم برعاية الجمال منذ أكثر من 30 عامًا بعد أن ورث القليل منها عن والديه.

ويشرح السيد Nergui قائلًا "إن الجمال كائنات قادرة على الصمود ومطيعة للغاية، ولا تتطلّب سوى القليل من الإشراف أو أيًا منه على الإطلاق. فهي تتحمّل الظروف القاسية وتحيا فيها، مّا يجعلها حيوانات مثالية للتربية في هذه المنطقة مقارنة بالمواشي الأخرى التي تتطلّب رعاية مستمرة".

وهذه المخلوقات ذات السنامين هي مصدر الرزق الرئيسي لعائلته، فهي توفر الصوف والحليب على مدار السنة. وتتمتع هذه الجمال بالقدرة على البقاء في أكثر البيئات صعوبة. وقد جعلتها قدرتها على التكيف واحدة من الحيوانات القليلة التي يمكنها تحمل الظروف القاسية في هذه المنطقة من منغوليا. فصحراء غوبي هي مكان يصيبه الجفاف وتهبّ فيه العواصف الرملية في فصل الصيف؛ بينما يأتي الشتاء برياح عاصفة ودرجات حرارة أدنى من الصفر. 

بسبب تقلص مساحة المراعي المتاحة بسبب تفاقم الجفاف في منطقة غوبي الجنوبية، أصبحت الإبل تنتج كميات أقل من الحليب، ممّا يسبب صعوبات لدى الرعاة الذين يعتمدون عليه لتأمين الدخل والتغذية. ‎©FAO

بيد أن منطقة غوبي الجنوبية تشهد موجات جفاف شديدة منذ عدة سنوات متتالية. ونتيجة لقلة هطول الأمطار أو انعدامها، تحوّلت التلال العشبية ذات يوم التي كان السيد Nergui يصطحب إليها جماله إلى اللون البني وفرغت من النباتات. ومع محدودية المراعي المتاحة لحيواناته، انخفض إنتاج الحليب إلى النصف، ممّا أدى إلى تقليص مصدر حيوي للتغذية والدخل لدى أسر الرعاة في المنطقة.

كما تجبر الظروف المناخية المتغيّرة المصحوبة بمحدودية توافر المراعي العديد من الرعاة مثل السيد Nergui على الهجرة إلى المناطق المجاورة بحثًا عن المراعي الأفضل والمياه. ولكنّ "الجمال مخلوقات تميل إلى ما اعتادت عليه، ولا تحب ترك موطنها، وغالبًا ما تحاول العودة إلى الأراضي المألوفة"، كما يوضح السيد Nergui الذي علمته تجربته الطويلة مع هذه الحيوانات فهم عادات الجمال.

ويقول السيد Nergui بقلق "نظرًا إلى أن الجمال لم تعد تنتج الحليب كما في الماضي، فإن الرعاة الآن يعيشون على بيع لحوم الإبل، وأولئك الذين لديهم عدد قليل من الجمال قد توقفوا عن رعاية جمالهم".

ورغم هذه التحديات، لا يزال السيد Nergui مترددًا في التخلي عن جماله. وقد شرع، متسلّحًا بهذا العزم، في استكشاف طُرق جديدة لتحسين جودة حليب الإبل وكميته.

ويعمل السيد Nergui الآن في مزرعة لإنتاج ألبان الإبل تم بناؤها مؤخرًا بدعم من مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي - "الميزانيات المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة لتحويل العمالة في منغوليا". ويهدف المشروع، الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، إلى تهيئة فرص عمل في هذه المنطقة القاحلة من خلال تعزيز سلسلة قيمة حليب الإبل.

وتمثل المزرعة نفسها مبادرة رائدة في البلاد، إذ يجلب الرعاة جمالهم ويعملون في المزرعة لمدة سنة كاملة. ويستفيدون من مرافق المزرعة القائمة بالفعل والمعدات الموفرة للعمل، والتي يشمل بعضها صالات حلب ثابتة وآلات حلب متنقلة، وغرف تخزين، وخلاطات للأعلاف. وبعد عام، يتم تزويد الرعاة بكل المعارف اللازمة لإدارة مزارعهم الخاصة. ثم تتاح لهم الفرصة لمواصلة العمل في مزرعة لإنتاج ألبان الإبل أو إنشاء مزارع خاصة بهم يمكنهم من خلالها توريد الحليب الذي ينتجونه مباشرة إلى مصنع التجهيز.

ولا تقوم مجتمعات الرعاة في منغوليا تقليديًا بإطعام جمالها أي علف إضافي وتعمل على حلبها يدويًا فقط من سبتمبر/أيلول إلى فبراير/شباط. ولكن الآن، بفضل المعرفة والموارد التي يوفرها المشروع، شهد رعاة الإبل مثل السيد Nergui، الذين كانوا يشككون سابقًا في تربية الإبل ضمن مزارع، زيادة في إنتاج الحليب بفضل إعطائها علفًا إضافيًا.

كما ساهمت معدات الحلب التي يوفرها المشروع في زيادة جودة إنتاج الحليب بالتوازي مع تقليل عملية الحلب اليدوية التي تتطلب عملًا كثيفًا.

توفر منظمة الأغذية والزراعة، من خلال مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، لرعاة الإبل مرافق المزرعة ومعدات موفرة للعمل من أجل تعزيز إنتاج حليب الإبل. ‎©FAO

نظرًا إلى اعتماد سُبل العيش في هذه المنطقة بشكل كبير على منتجات الإبل، يساعد المشروع في تعزيز إنتاج الحليب ودخل رعاة الإبل. ويحرص السيد Nergui على مشاركة ما تعلّمه مع زملائه الرعاة ويأمل في أن يرحّب الرعاة الآخرون باعتماد التكنولوجيا والممارسات الحديثة بأنفسهم لكي يحصدوا فوائدها، تمامًا كما فعل هو.

ويرى السيد Nergui، وهذه هي الرسالة التي يعتزم نقلها، أنه "في ظلّ انخفاض هطول الأمطار وزيادة تواتر العواصف الرملية والترابية، ينبغي لرعاة الإبل استكشاف أساليب وتكنولوجيات جديدة واعتمادها".

وحتى مع اجتياح تغيّر المناخ لصحراء غوبي، يتصوّر السيد Nergui مستقبلًا واعدًا يمكن فيه للابتكار أن يساعد في ازدهار رعاة الإبل خلال السنوات القادمة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: السنة الدولية للإبليات 2024

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: منغوليا