Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تولي زمام أمور الكلأ بأنفسهم


شباب شعب الماساي الأصلي في كينيا يزرعون كلأهم بأنفسهم لضمان أمن حيواناتهم وسبل عيشهم

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

شعب الماساي الأصلي هو شعب من الرعاة الذين جرت العادة على أن يعتمدوا على الكلأ الطبيعي، لكن الجفاف الذي طال أمده ورداءة جودة ما يشترون من علف دفع الرعاة إلى تبني نُهج جديدة من قبيل زراعة الكلأ بأنفسهم. ©FAO

16/08/2024

يقف السيد Jeremiah Muya Sailoji وسط الطبيعة القاحلة في قرية أولتياني (Olteyani) الواقعة في مقاطعة كاجيادو (Kajiado) جنوب العاصمة الكينية نيروبي. ويروي السيد Jeremiah، والحزن لا يفارق عينيه، فيقول:

"بيعت لنا حمولات من التبن والأعلاف هنا في سوق كيسيريان (Kiserian). ولكنّ الأبقار التي تناولتها نفقت بعد بضعة أيام. لقد رأينا بأم أعيننا نفوق حيواناتنا، ليس بسبب المرض، بل بسبب الجوع والأعلاف السامة. لقد كانت تلك لحظات مؤلمة، فاتفقنا على بدء إنتاج أعلافنا في مزارعنا".

والسيد Jeremiah هو شاب ينحدر من شعب الماساي الأصلي. ويُقدَّر عدد أفراد شعب الماساي، الذين يمارسون الرعي في كينيا وتنزانيا، بنحو 1.5 مليون شخص.

وحالما يبلغ فتيان الماساي سن الرشد، يجري تعليمهم كيفية العناية بالحيوانات، وينتقلون من مكان إلى آخر بحثًا عن مراعٍ جيدة. وهذا يعني أن رعاة الماساي لطالما اعتمدوا على الكلأ الطبيعي الذي يعتبرونه هبة ربانية ينمو مع هطول الأمطار.

ولكن الجفاف الذي طال أمده أدى إلى خسائر فادحة في الماشية وأجبرهم على تبني نُهج جديدة. واليوم، بعد أن أصبح الرعاة يخشون شراء أعلاف رديئة الجودة، باتوا يطمحون إلى تحقيق اكتفائهم الذاتي منها.

ويشارك السيد Jeremiah، إلى جانب اثني عشر شابًا آخر من شعب الماساي، في مبادرة رائدة في مجتمعهم المحلي: الإنتاج المتعمَّد للكلأ. والسيد Daniel Memusi Moiko هو واحد من هؤلاء الشباب، وقد أصبح منزله في قرية أولتياني مركزًا للابتكار الرعوي. وتبنت المجموعة، المعروفة رسميًا باسم "مجموعة شباب أولتياني للمساعدة الذاتية"، مشروع "تسويق الأعلاف الحيوانية" الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة).

ويهدف هذا المشروع، الذي أُطلق بالشراكة مع مؤسسة ماستر كارد، إلى ضمان توافر الأعلاف الحيوانية الجيدة والميسورة الكلفة على مدار العام، بغضّ النظر عن التغيرات الموسمية.

وزوّدت المنظمة هؤلاء الشباب بالبذور لزراعة الأعشاب المحلية ككلأ. وبالإضافة إلى هذه البذور، قدّمت المنظمة معدات للحصاد وما بعد الحصاد، وأطلعت الرعاة على التكنولوجيات والممارسات الخضراء لتلبية الطلب المتزايد في ظلّ تغير المناخ.

وبالتعاون مع حكومة مقاطعة كاجيادو، زوّدت المنظمة المجموعة أيضًا بالتدريب على إنتاج الكلأ وحصاده وحفظه.

ويوضّح السيد Jeremiah قائلًا "لقد أتاحت لنا المنظمة التدريب وزوّدتنا بالآلات لمساعدتنا على حصاد الكلأ وحزمه. وقدمت لنا آلة لقطع الأعشاب وآلة لحزم القش، مما ساعدنا في عملية الحصاد". 

من خلال مشروع "تسويق الأعلاف الحيوانية"، زوّدت المنظمة شباب وأفراد الشعب الأصلي ببذور الكلأ، ومعدّات للحصاد وما بعد الحصاد، والتدريب على ممارسات القدرة على الصمود من أجل تلبية الطلب المتنامي على الأعلاف. ©FAO

وقد حقّق جميع أعضاء المجموعة نجاحًا كبيرًا. فقد حصدوا أكثر من ألف حزمة قش من أرضٍ مساحتها هكتاران فقط، وهم يفكرون في إنشاء أول جمعية تعاونية للأعلاف في المنطقة.

وينبغي على كل عضو المساهمة بمائتي حزمة قش لتعزيز الاحتياطي الجماعي للمجموعة، كإجراء احترازي لمواجهة حالات الجفاف في المستقبل.

ومع أن خيار بيع التبن متاح أمامهم، فقد قررّوا بشكل جماعي ألّا يقوموا بذلك في الوقت الراهن. ويشرح السيد Jeremiah وهو يشير إلى حظيرته الموجودة في مزرعته التي تبلغ مساحتها فدانين، فيقول "لقد قطعنا وعدًا بألّا نرى نفوق قطعاننا بسبب نقص الأعلاف. ورغم أن حظائرنا ممتلئة، فإننا لن نبيع التبن لأننا متخوفون من أن حصادنا الأول، وأن كان جيدًا، فإنه قد لا يكفينا في حال حدوث جفاف مرة أخرى".

ويحلم أعضاء هذه المجموعة بإنجازات كبيرة واتخذوا خطوات ملموسة نحو تحقيقها، مثل تخصيص أراضٍ أخرى لإنتاج الكلأ ووضع خطط للحصول على عجول جيدة ليتعاونوا على تربيتها. ويسعون إلى توسيع إنتاجهم من الكلأ إلى أكثر من 200 فدان.

وأدى إنتاج الكلأ أيضًا إلى خلق فرص عمل تتجاوز المجموعة لتشمل المجتمع الأوسع. ويشارك الشباب من شعب الماساي الأصلي في أنشطة مختلفة، بما في ذلك تسييج المزارع وغرس البذور والحصاد وحزم الكلأ وتشغيل الجرارات. وتؤهل هذه الخبرات شعب الماساي لتقديم خدمات إلى مجتمعات الرعاة والشعوب الأصلية الأخرى التي ترغب في بدء إنتاج الكلأ.

أدى إنتاج الكلأ إلى خلق فرص عمل للمجتمع الأوسع. وإن نجاحات هذه المبادرة القائمة على مستوى المجتمع المحلي تُرسي سابقة يمكن للمجتمعات الأخرى الاقتداء بها. ©FAO

يهدف مشروع المنظمة "تسويق الأعلاف الحيوانية"، الذي يُنفّذ في كينيا وإثيوبيا، إلى تعزيز التنمية المستدامة في القطاع الفرعي للأعلاف. وهو يركز على زيادة الإنتاجية وإضافة القيمة والوصول إلى الأسواق، والاستخدام، والدخل من خلال تطوير نماذج أعمال تجارية قابلة للتطبيق والترويج لها. وصُمِّمت التدخلات بهدف تعزيز التكيف والقدرة على الصمود، وتدعمها سياسات تقلِّل من حواجز دخول الأسواق وتُحفِّز الاستثمارات من القطاعين العام والخاص.

ويعمل المشروع في جميع المقاطعات الفرعية الخمس لمقاطعة كاجيادو. ويتعاون مع مجموعات الشباب ومجموعات النساء والشعوب الأصلية والتعاونيات وفرادى أصحاب المشاريع لبناء قدراتهم في مجالي إنتاج الكلأ وتسويقه.

وبدعم من المنظمة ومؤسسة ماستركارد، أصبح السيد Jeremiah والسيد Daniel وأقرانهما من شعب الماساي روّادًا في إنتاج الكلأ. وبينما يدأب هؤلاء الشباب على توسيع جهودهم، فإنهم يرسون سابقة يمكن للآخرين الاقتداء بها. وإن  الاستثمار في الإنتاج المستدام للعلف من خلال المساندة والدعم الفنيين يمكِّن مجتمعات الشعوب الأصلية من الازدهار، مما يُمهّد الطريق لمستقبل يتسم بقدرة أكبر على الصمود وينعم بقدر أكبر من الأمن الغذائي.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: كينيا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في كينيا

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والشعوب الأصلية

الموقع الإلكتروني: مركز منظمة الأغذية والزراعة لمعارف الرعويين