Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الارتباط بالتنوع البيولوجي


تؤدي الممارسات الزراعية المستدامة إلى زيادة التنوع البيولوجي في الحقول، ممّا يعود بالنفع على البيئة وسبل العيش في أوغندا

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

إن التنوع البيولوجي، سواء أكان بواسطة البذور المحلية المتنوعة أم الملقحات الضرورية لمجموعة من المحاصيل والنباتات البرية، يكمن في صميم النظم الزراعية والغذائية. ©FAO/ Helen Lugada

24/02/2025

إنّ التنوع البيولوجي ليس مفهومًا مجردًا يتداوله العلماء والناشطون، سواء أكان الأمر يتعلّق باستخدام البذور الأصلية الأكثر قدرةً على الصمود أم الجمع بين محاصيل البن ونباتات الموز أم إعادة إحياء مجموعات الملقحات، بل إنه مجموعة كاملة من الممارسات الملموسة التي يطبّقها المزارعون في عملهم اليومي على نحو مهم للغاية بالنسبة إلى الأمن الغذائي والبيئة.

وتعتمد نظمنا الزراعية والغذائية على آلاف الأنواع من المحاصيل المستأنسة، والمواشي، والأسماك، والأصناف، والسلاسل التي تضمن تنوعها الوراثي. وعلاوةً على ذلك، يتم استخدام ما لا يقل عن 50 ألف نوع بري في العالم من أجل الأغذية والطاقة والأدوية والمواد ولأغراض أخرى. بيد أن التنوع البيولوجي يتراجع في مختلف أنحاء العالم، بفعل تبدّل استخدام الأراضي، وتغيّر المناخ، والاستغلال المفرط، ممّا يعرض مستقبل الأغذية للخطر.

وفي مقاطعة Luweero في أوغندا، تتولّى مُزارعة البن والموز، السيدة Jane Nakandi Sebyaala، أيضًا إدارة مصرف البذور المجتمعي Twezimbe Kassala. وتتمثّل مهمته في الحفاظ على البذور الأصلية، وهو عنصر أساسي للحفاظ على مجموعة المحاصيل المتنوعة بيولوجيًا في الحقول. وتشير السيدة Jane إلى أنه يمكن إعادة زرع البذور الأصلية حتى عشر مرات، بخلاف البذور المدعمة التي يجب استبدالها سنويًا، كما يمكنها أن تنمو من دون استعمال المبيدات أو كميات كبيرة من الأسمدة.

وتقول السيدة Jane إنه كان من الصعب في السابق إيجاد بذور أصلية في المتاجر والأسواق. ولكن بعد أن أجرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) دورة تدريبية للمزارعين بشأن منافع هذه البذور، "بدأنا التواصل مع كبار السن في القرى لجمع هذه البذور الأصلية وبدأنا نزرعها."

ومع مرور الوقت، أصبح بإمكان السيدة Jane وزملائها المزارعين إنتاج كميات لا يستهان بها من المحاصيل، عل غرار الأصناف الأصلية من الذرة والفاصولياء. وتوضِّح بالقول إنّ "ميزة هذه البذور الأصلية تكمن في قدرتها على الصمود، فهي قادرة على مقاومة الأمراض وأقل عرضة للآفات مقارنةً بالمحاصيل التجارية."

خلال الدورة التدريبية التي أجرتها المنظمة، تعلّم السيد John (الصورة إلى اليسار) تقنيات مكافحة الآفات المراعية للتنوع البيولوجي. ©FAO/ Helen Lugada

ولا تمثّل الآفات سوى واحدة من المشاكل التي يواجهها مزارع البن الأوغندي، السيد John Kagwa Tujjunge. فرشّ المبيدات ليس مكلفًا فحسب، بل يضرّ أيضًا بالتنوع البيولوجي، بما في ذلك مجموعات النحل وغيرها من الحشرات وديدان الأرض، ناهيك عن تأثيرها في ثمار البن الثمينة. ومن أجل التصدي للآفات، مثل حفّار أغصان البن الأسود، الذي يجفّف أغصان البن، "فقد حاولنا مكافحته بواسطة الفخاخ."

وتمكّن السيد John، بفضل الدورات التدريبية التي تلقاها من المنظمة، من التركيز أكثر على إزالة الأعشاب الضارة والأغصان غير المنتجة، التي توفّر مكانًا لتكاثر تلك الآفات. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يستخدم مواد متوافرة محليًا، مثل الصابون والمياه والإيثانول، لجذب الحشرات الضارة. ويقول السيد John "إنها وسيلة بسيطة للغاية، لكنها في غاية الفعالية."

ويعدُّ نقص المياه، الذي يعود إلى سنوات عديدة وتفاقم بفعل إزالة الغابات وتغيّر المناخ، مشكلة أخرى لا تقّل أهمية عن سواها. "إننا نعاني الأمرّين خلال فصل الجفاف، فأشجار البن تصبح جافة تقريبًا، لذا نقوم بحفر قنوات تصريف في الحديقة من أجل الحفاظ على المياه لأشجار البن خلال فترات الجفاف." وما برح يزرع الموز بين أشجار البن كجزءٍ من نظام الحراجة الزراعية لتحسين صحة محاصيله واستدامتها. 

وتحمي نباتات الموز هذه أشجار البن من أشعة الشمس المباشرة وتحافظ على رطوبة التربة، ممّا يشجّع الحشرات الصغيرة وديدان الأرض والكائنات الأخرى على تهوية الأرض من خلال حفر القنوات، وهو ما يتيح للمياه التسرّب بسهولة حتى أثناء هطول الأمطار الخفيفة. ويجذب المهاد أيضًا النمل الأبيض ويساعد في تحلّل التربة، ممّا يحسّن خصوبتها. وعلاوةً على ذلك، تجذب أزهار البن ملقحات طبيعية أخرى من بينها النحل والفراشات.

وساعدت كلّ هذه الممارسات في زيادة محصول السيد John من 90 كيلوغرامًا من البن تقريبًا إلى كمية تتراوح بين 480 و720 كيلوغرامًا من البن سنويًا في أرضه البالغة مساحتها 1.2 فدانًا. كما صار بإمكانه حصاد البن طوال السنة تقريبًا وليس على نحو موسمي فحسب.

ويمثّل التلقيح الشغل الشاغل بالنسبة إلى السيد Wilson Kabagambe الذي يقود مشروعًا لتربية النحل يحظى بدعم المنظمة، في مقاطعة Nakaseke في أوغندا. ويقول إنه قبل الدورات التدريبية التي نظّمتها المدرسة الحقلية للمزارعين التابعة للمنظمة، " كنت تجد مزارعًا يملك مساحة كبيرة مزروعة بالذرة، لكن الحقل بأكمل مغطى بعرانيس ملتوية، مما يدلّ على غياب التلقيح أو عدم كفايته."

وكسب قول السيد Wilson، كان الحال مماثلًا بالنسبة إلى البن، إذ "كان بإمكانك أن تجد ثمارًا خالية من البذور. وهو ما يدلّ على غياب التلقيح." وأدّى تدمير الموائل الطبيعية للنحل واستعمال المواد الكيميائية على نطاق واسع إلى انخفاض أعداد النحل وغيرها من الملقحات وكانت النتيجة واضحة. 

ومن أجل التصدّي لهذه المشكلة، عمل مشروع منظمة الأغذية والزراعة بعنوان "تعميم التنوع البيولوجي في القطاعات الزراعية لتنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي" على بناء خلايا للنحل، توفّر أعشاشًا اصطناعية لتربية النحل. ووفّر المشروع، حتى الآن، ما يزيد على 500 خلية نحل في منطقة Nakaseke.

وأسهم العمل على إعادة إدخال الملقحات في تعزيز إنتاج المحاصيل، في حين وفّر العسل ومنتجات النحل الأخرى مصدر دخل إضافي للمزارعين.

تعميم الممارسات الجيدة أساسيٌ لتعزيز التنوع البيولوجي والإقرار بأهميته في القطاع الزراعي والغذائي العالمي برمته. ©FAO/ Helen Lugada

وإن التنوع البيولوجي، سواء أكان بواسطة البذور المحلية المتنوعة أم الملقحات التي تساعد في نمو مجموعة من المحاصيل والنباتات البرية، يكمن في صميم النظم الزراعية والغذائية وفي صلب عمل المزارعين.

وتعمل المنظمة على تعميم التنوع البيولوجي في السياسات والممارسات الزراعية في بلدان مختلفة، بما فيها أوغندا، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، ومدغشقر.

وكجزءٍ من هذا المشروع بشأن التنوع البيولوجي، نظّمت المنظمة "جولة تعليمية" لمساعدة المزارعين والأخصائيين الزراعيين على تعلّم ممارسات التنوع البيولوجي من بعضهم البعض. ويعدُّ توحيد هذه الممارسات الجيدة أساسيًا لتعزيز التنوع البيولوجي والإقرار بأهميته في القطاع الزراعي والغذائي برمته على الصعيد العالمي. 

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والتنوع البيولوجي

الموقع الإلكتروني: تعميم التنوع البيولوجي في القطاعات الزراعية لتنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي

المطبوع:  تنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي من خلال النظم الزراعية والغذائية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ