Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الدودة الحلزونية تهدّد الحيوانات والبشر في السنغال


تطبيق نهج الصحة الواحدة للوقاية من الآفات

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تضع ذبابة الدودة الحلزونية للعالم الجديد وذبابة الدودة الحلزونية للعالم القديم البيوض في الجروح فتسبّب بذلك داء النغف الذي يودي بحياة الكائن العائل أو يشل حركته في حال عدم تلقي العلاج. وقد تأثرت آلاف الحيوانات في السنغال بالدودة الحلزونية للعالم القديم خلال موسم الأمطار الممتد من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول 2023. ‎©FAO

01/08/2024

لم يسبق للمزارعين والأطباء البيطريين في السنغال أن شهدوا مثل هذا الأمر من ذي قبل. فقد تفشت الحشرة في مختلف أنحاء البلاد وتسببت بداء النغف، وهو غزو طفيلي للجروح عن طريق اليرقات. ويمكن أن تقع جميع الثدييات ضحية هذه الديدان، بما في ذلك البشر. ولذلك، فإنه ليس من المستغرب أن يدق التفشي المفاجئ والشديد للدودة الحلزونية ناقوس الخطر.

ويقول كبير الأطباء البيطريين في المنظمة السيد Frederic Poudevigne، الذي كان أحد أفراد فريق البعثة التابع لمركز إدارة حالات الطوارئ "إنّ حداثة الحالات وحدّتها كانا الدافع" وراء طلب البلاد إيفاد بعثة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة).

وتضع ذبابة الدودة الحلزونية بيضها في الجروح الموجودة مسبقًا لدى الحيوانات الحيّة أو البشر. وفي السنغال، تأثرت آلاف الحيوانات بالدودة الحلزونية للعالم القديم خلال موسم الأمطار الذي يمتد من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول 2023. ورغم علاج بعضها بمبيدات اليرقات أو بعلاجات منزلية أخرى، أصيبت حيوانات أخرى بحالات شديدة لدرجة أنها نفقت. ويُضاف إلى الآثار الحاصلة على سُبل عيش المزارعين الوقت الذي يقضيه المزارعون في فحص حيواناتهم وكلفة الاستشارات البيطرية والمنتجات.

وقامت المنظمة والمركز المشترك بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والسلطات السنغالية، في إطار بعثة مشتركة، بزيارة سبع من أصل 14 مقاطعة في البلاد، جمعت خلالها ما يقارب 000 2 إفادة عن حالات من المزارعين والأطباء البيطريين. ولم تكن هناك سوى 16 حالة معروفة بالفعل لدى السلطات المعنية بصحة الحيوان. ومع أن الدودة الحلزونية يمكن أن تصيب البشر أيضًا، لم يتمّ العثور على أي حالات مؤكدة في السنغال.

وتمثلت إحدى المهام الرئيسية للخبراء، إضافة إلى دعم البلاد في التخطيط لاستجابتها، في تحديد نوع الدودة الحلزونية التي كانت وراء حدوث حالة التفشي هذه - وهو سؤال ستكون له انعكاسات هامة على الاستجابة وعلى حالات التفشي في المستقبل. 

في البداية، كان يُعتقد أن حالة التفشي كانت نتيجة دخول نوع جديد من الدودة الحلزونية الغازية للعالم الجديد. ولكن اختبارات الحمض النووي أظهرت أن السبب كان الدودة الحلزونية للعالم القديم، والتي كانت بالفعل متوطنة في القارة الأفريقية. ‎©FAO/Sergio Pierbattista

وأشار التشخيص الأولي لعيّنتين أُرسلتا إلى المختبر البيطري الوطني في داكار إلى أن الدودة الحلزونية للعالم الجديد (Cochlyomyia hominivorax) هي السبب. وكان هذا سيعني أوّل ظهور لنوع أمريكي عدواني وغازٍ إلى حد كبير في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وفي مطلع تسعينيات القرن العشرين، نجحت ليبيا في وقف تفشي الدودة الحلزونية للعالم الجديد في أقل من ثلاث سنوات بفضل برنامج طوارئ قادته المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وركّزت الاستجابة على تقنية الحشرات العقيمة الفعّالة. وتتمّ، بموجب تقنية الحشرات العقيمة، تربية الحشرات في مواقع الاستزراع وتُعرّض في طور الخادرات لإشعاعات غاما من أجل تعقيمها. ثم يُفرّق الذباب العقيم ولا ينتج عن تزاوجه مع الذباب البري الخصيب أي تكاثر، ممّا يساعد في الحد من هذه المجموعة الطفيلية والقضاء عليها في نهاية المطاف.

وتأكيدًا لاختبارات الحمض النووي التي استبعدت الدودة الحلزونية للعالم الجديد، قامت بعثة السنغال بالتعاون مع خبير رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحليل العينات المتاحة وتأكيد تورط الدودة الحلزونية للعالم القديم (Chrysomya bezziana) بدلًا من ذلك.

ونوع الدودة الحلزونية للعالم القديم متوطن في جزء كبير من القارة الأفريقية، ما يعني أن الأثر البيئي أقل بكثير من تأثير الأنواع الغازية. لكن لسوء الحظ، لا يمكن استخدام تقنية الحشرات العقيمة لدودة العالم القديم، ولذلك يتعين على السلطات الاعتماد بدلًا من ذلك على التدابير الوقائية بما في ذلك مبيدات الحشرات ومبيدات اليرقات.

ويبقى الظهور المفاجئ للدودة الحلزونية في السنغال لغزًا بسبب عدم وجود تقارير عن وجودها في البلاد منذ أكثر من 60 عامًا. وعلاوة على ذلك، وبقدر ما بدا الأمر غامضًا، انخفضت موجة تفشي داء النغف نتيجة الدودة الحلزونية في السنغال في يناير/كانون الثاني 2024، مع نهاية موسم الأمطار. ولكن لا يمكن استبعاد احتمال ارتفاع عدد الحالات مع بدء موسم الأمطار التالي؛ فقد تسبّبت الرطوبة في عودة الذباب إلى الظهور من التربة، بعد أن أكمل دورة حياته وظل خاملًا على شكل خادرات.

وفي ظل هذه المخاوف والافتقار إلى الأدلة التي تثبت كيفية تطور حالة التفشي، أجرى فريق الصحة الواحدة التابع للمنظمة مقابلات مكثفة مع المزارعين والأطباء البيطريين والعاملين في المستشفيات. واستنادًا إلى هذه التقييمات الميدانية، إلى جانب التحليلات المخبرية وجمع البيانات، توصّل الخبراء إلى سلسلة من التوصيات للتخفيف من أثر تكرار الإصابة المحتمل.

وتشمل هذه التوصيات اتخاذ تدابير على المستوى الوطني لتكثيف مراقبة واردات الماشية من البلدان التي تنتشر فيها الدودة الحلزونية، وتوفير أفضل علاج للجميع وتكوين مخزون إذا لزم الأمر، وضمان وعي السكان، بما في ذلك المزارعون والأطباء البيطريون والعاملون في مجال الصحة العامة، بتشخيص الدودة الحلزونية وعلاجها بشكل منهجي لدى كل من الحيوانات والبشر.

ولحسن الحظ، يتمتّع الممارسون الميدانيون والأطباء البيطريون والمزارعون بشبكة رسائل وطنية راسخة توفر إمكانات قوية للمراقبة والإبلاغ، ممّا يسمح بالإنذار المبكر في حال تفشي إصابات جديدة. كما تعمل منصة الصحة الواحدة الرسمية في السنغال، تحت إشراف رئاسي، على إبقاء الجهات الفاعلة المختلفة على اتصال مع بعضها البعض، مع تنسيق الرسائل التي تتقاطع مع قطاعات صحة الحيوان والصحة العامة.

تأثرت آلاف الحيوانات بحالة التفشي في السنغال، ممّا أدى إلى نفوق العديد منها أو توقفها عن الإنتاج وأثر بشكل خطير على سُبل عيش المزارعين. ‎© Benedicte Kurzen/NOOR for FAO

والسنغال هي أيضًا أحد البلدان التي يعمل فيها مركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود منذ فترة طويلة لدعم إدارة حالات الطوارئ المتعلقة بصحة الحيوان، وستكون قادرة على دعم إدارة العينات من الحيوانات المصابة، إذا لزم الأمر.

ويلخص السيد Poudevigne الوضع بالقول "إنها ليست مأساوية بقدر الأمراض المعدية، ولكن في غياب تقنية الحشرات العقيمة، فإن الأمر كله يتمحور حول الوقاية والتواصل".

وأكّدت البعثة المشتركة بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية على الأهمية الحاسمة لاتخاذ إجراءات مبكرة وضمان إحضار العينات على الفور إلى المختبرات من أجل تحليلها. وستساعد هذه التدابير في ضمان أن تكون السنغال في وضع أفضل لمواجهة أي حالة تفشٍ للدودة الحلزونية في المستقبل، وأن تكون قادرة حتمًا على تشاطر الدروس المستفادة مع البلدان الأخرى التي قد يظهر فيها تهديد مماثل. 

روابط تتعلق بالموضوع

للاطلاع على المزيد

الموقع الإلكتروني: صحة الحيوان: مركز إدارة حالات الطوارئ

الموقع الإلكتروني: صحة الحيوان: مركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية للمنظمة: السنغال

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة و"صحة واحدة"