إن الشرق الأدنى ومنطقة الهلال الخصيب التاريخية هي مهد الزراعة. واليوم، يلعب قطاع الزراعة والغذاء في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا دوراً رئيسياً في بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات وحالات الطوارئ، ويساهم في سبل العيش الريفية وفرص العمل. ويعدُ التنوع الغني في المناطق الطبيعية والمنتجات والممارسات الزراعية في المنطقة بفرص جديدة غير مستغلة.

إلا أن نظم الأغذية الزراعية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تواجه العديد من التحديات لإطعام عدد متزايد من السكان بشكل مستدام. 

ونظراً إلى أن العديد من بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تقع في مناطق جافة، تعاني نظم الأغذية الزراعية فيها من الجفاف لفترات طويلة، كما أن هذه البلدان تواصل الإفراط في استخدام المياه العذب في الزراعة، وتتسبب في تدهور التربة وتقلص القدرة الإنتاجية للأراضي. ومثل مناطق أخرى في العالم، فعلى الرغم من التنوع البيولوجي الغني في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، فإن الإمدادات الغذائية فيها تعتمد بشكل متزايد على عدد قليل من المحاصيل والمنتجات الغذائية ومن بينها القمح والأرز والذرة.

وفي أغلب الأحيان يتسبب انخفاض الإنتاجية وقلة تنوع المحاصيل إضافة إلى عدم كفاءة سلاسل التوريد، في عرقلة حصول العديد من المجموعات الضعيفة في المناطق الريفية والحضرية على أنماط غذائية صحية ومعقولة التكلفة. 

ولكن يجب أن يشار إلى أنه في الوقت نفسه، فإن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هي واحدة من المراكز العالمية الرئيسية الأصلية للمحاصيل الزراعية. فهي المركز الأصلي لمجموعة واسعة من الحبوب، والأعشاب، والبقوليات والمحاصيل العلفية والنباتات المنتجة للزيوت والألياف والخضروات والأعشاب والتوابل وأشجار الفاكهة. 

يهدف المشروع إلى تطوير سلاسل قيمة خضراء ومستدامة لبرامج التكيف الهيكلي، ودعم صغار المزارعين والأسر لتحقيق الفوائد الكاملة للسوق العالمية، وفي نفس الوقت حماية البيئة والتنوع البيولوجي.

حقائق وارقام