بموازاة التفعيل التام للسنة الدولية للبقول، ما فتئت البلدان في جميع أنحاء العالم تُظهر دعمها بتعزيز البقول في أنظمتها الزراعية والغذائية. وقيرغيزستان أحد هذه البلدان حيث تعمل منظمة الأغذية والزراعة عن كثب مع وزارة الزراعة لتعزيز السنة الدولية للبقول من خلال التوعية بمحاصيلها الهامة.

وتزرع قيرغيزستان الفاصولياء في ثلاثة أقاليم هي: تالاس وباتكين وتشووي. ونظراً إلى ارتفاع تكلفة الأسمدة، يزرع المزارعون في قيرغيزستان الفاصولياء بطريقة عضوية نسبياً، دون استخدام المدخلات الكيميائية. وتجتذب هذه ’’النقاوة الإيكولوجية‘‘ التي تتسم بها الفاصولياء القيرغيزية المستهلكين والمشترين بالجملة على حد سواء، ولكن الطلب عليها داخل البلد قليل جداً. فوفقاً لوزارة الزراعة، تُوجَّه نسبة 80 في المائة تقريباً من فاصولياء قيرغيزستان نحو التصدير، ولا سيما إلى تركيا وبلغاريا ومقدونيا وجورجيا وإيران وأفغانستان.

ولا تشكل الفاصولياء والبقول جزءاً من النظام الغذائي التقليدي القيرغيزي الذي يركز تركيزاً شديداً على الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية مثل اللحوم ومنتجات الألبان والخبز والحلويات. أما استهلاك الخضر بانتظام فمنخفض، ولا يستهلك كثير من سكان قيرغيزستان كميات المعادن والمغذيات والدهون الصحية التي يُنصح بها لنظام غذائي متوازن.

ومع ذلك، بدأت أنماط النظام الغذائي تتغير ببطء، وتهدف المنظمة وحكومة قيرغيزستان إلى تعزيز هذا الاتجاه بتشجيع استهلاك البقول المزروعة محلياً. وسيعمل الكيانان معاً عن كثب، في إطار مشروع أُطلق حديثاً، للتوعية بفوائد البقول والمساعدة في الترويج لها في المدارس ولدى الأسر. وسيُبرز المشروع أيضاً ما تنطوي عليه زراعة البقول من إمكانات كبيرة لتحقيق فرص اقتصادية جديدة، لأنها تؤتي محاصيل عالية القيمة.

وستُستحدث عدة مخرجات وأنشطة وتُعتمد في الأشهر المقبلة، تشمل نشر مواد إعلامية وكتيّبات عن البقول باللغتين القيرغيزية والروسية. وستُعقد أيضاً سلسلة من اجتماعات المائدة المستديرة تركز على البقول وتغذية سكان قيرغيزستان. وسيطّلع الأطفال على معلومات عن البقول من خلال كتب ومجلات أُصدرت حديثاً ستُعرض أيضاً في المكتبات في جميع أنحاء البلد، وكذلك في المهرجان السنوي للتعليم.

وسيركز المشروع أيضاً على تعميم البقول على الطهاة في المنازل وفي المطاعم. وقد وقّع العديد من المطاعم ومركز تجاري كبير في العاصمة بيشكيك من أجل دعم حملة يوم البقول، وستُقدَّم دروس لإتقان الطبخ في أماكن مختارة. وستصدر مجموعة من الوصفات المنتقاة بعناية من جميع أنحاء العالم يمكن تكييفها بسهولة للمطابخ القيرغيزية، وستُنشر فيما بعد في شكل كتاب للطبخ.

وبالإضافة إلى ذلك، ستعمل حكومة قيرغيزستان والمنظمة مع وسائط الإعلام المحلية لإنتاج وبث إعلانات سمعية وبصرية قصيرة على شبكات التلفزيون والإذاعة الوطنية بهدف الوصول إلى جمهور أوسع.

وتعكف الحكومة حالياً على إعداد استراتيجية بشأن إنتاج الفاصولياء في البلد، تأتي في توقيت مناسب ذلك أن مشروع السنة الدولية للبقول يأمل أن يؤدي إلى زيادة الطلب على محاصيل البقول. وسيُنفَّذ المشروع على مدار العام، وسيختتم في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2016.