تنشيط وتسويق المنتجات الزراعية
يعيش حوالي 80 في المائة من سكان جزر سليمان في المناطق الريفية، ويعتمد معظمهم على الزراعة ومصايد الأسماك لتأمين طعامهم وأموالهم. لكن قطاع الزراعة في البلاد يتعرض لمخاطر المناخ بشكلٍ متزايد، وكان أداؤه سيئًا على مدى العقدين الماضيين بسبب عدة عوامل من بينها نقص التمويل المزمن، وتراجع الإنتاج والإنتاجية، والافتقار إلى البنية التحتية والخدمات.
من خلال العمل عن كثب مع كل من وزارة الزراعة والثروة الحيوانية في البلاد والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمات المزارعين والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين وشركاء التنمية، قاد المركز تصميم خطة تنمية قطاع الزراعة في البلاد والاستثمار فيه، وأُطلقت رسميًا من قبل رئيس الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول 2021. وتوضح هذه الخطة العشرية هدف الحكومة المتمثل في تنشيط وتحديث قطاع الزراعة وتسويق المنتجات الزراعية في البلاد للمساهمة في تحقيق الازدهار والأمن الغذائي والتغذوي والرفاه لجميع سكان جزر سليمان.
تماشيًا مع استراتيجية التنمية الوطنية للدولة، تتمحور الخطة حول أربعة برامج رئيسية مصممة لتوجيه العمل والاستثمار العام والخاص في السنوات القادمة. ويسعى البرنامج الأول إلى تحسين خدمات وزارة الزراعة والثروة الحيوانية وإضفاء الطابع المهني عليها لخلق بيئة مواتية للابتكار والبحث ونمو قطاع الزراعة المستدام، وسيركز كذلك على زيادة وصول المزارعين إلى المعلومات والمعرفة والتكنولوجيا من خلال خدمات الإرشاد اللامركزية وزيادة مشاركة القطاع الخاص، من بين أنشطة أخرى.
مثل العديد من بُلدان جزر المحيط الهادئ، تبذل جزر سليمان جهودًا مضنية للتعامل مع العبء الثلاثي المتمثل في سوء التغذية وارتفاع معدلات السمنة ونقص المغذيات الدقيقة والتقزم والهزال بين الأطفال. وقد أدى الاعتماد المتزايد على الأطعمة المستوردة، وخاصةً الأطعمة شديدة المعالجة، إلى زيادة الأمراض غير المعدية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. واستجابةً لذلك، سيعمل البرنامج الثاني الذي شملته الخطة على تعزيز التقنيات المبتكرة وأنظمة الإنتاج المرنة لضمان إتاحة أغذية متنوعة ومغذية وبأسعار معقولة، وتوسيع نطاق الوصول إليها.
أما البرنامج الثالث فيهدف إلى تعزيز إنتاجية الثروة الحيوانية بتوفير السلالات المحسّنة والخدمات الاستشارية البيطرية والفنية بالإضافة إلى أنظمة الزراعة المستدامة بيئيًا لإفادة أصحاب الحيازات الصغيرة وتنمية الثروة الحيوانية التجارية. بالنسبة للبرنامج الرابع، فإنه سيركز على زيادة إنتاجية وجودة محاصيل التصدير التقليدية مثل جوز الهند والكاكاو، مع الترويج كذلك للمحاصيل الجديدة المربحة مثل البن والكافا والفانيليا والهيل والزنجبيل لأغراض تصديرها وبيعها في الأسواق المحلية.