تحسين جودة زيت الزيتون من الحقل إلى الرف
يتطلب النجاح في الوصول إلى أسواق زيت الزيتون العالمية المزدحمة تحسين معايير الجودة والإنتاجية - من الحقل إلى الرف - وتحسين التسويق. وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، قدمت منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الدعم لصناعات زيت الزيتون في الأردن والمغرب وتونس والضفة الغربية وقطاع غزة للنجاح في ذلك. كما مول الاتحاد الأوروبي المبادرات المماثلة في كلٍ من الأردن والمغرب وتونس.
تُساعد بعض الأنشطة البلدان على تحسين كفاءة القطاع والسمات المميزة لزيوت الزيتون في الداخل والخارج، ومن أمثلة تلك الأنشطة التدريب على استخدام أفضل الممارسات الزراعية وتحليل السوق وتطوير الصادرات وإقامة حوار السياسات والجولات الدراسية الدولية وتذوق زيت الزيتون. ومن المقرر الدفع بهذه الجهود بفضل إبرام اتفاقية جديدة بين منظمة الأغذية والزراعة والمجلس الدولي للزيتون في عام 2021، وأضفت هذه الاتفاقية الطابع الرسمي على التعاون بينهما.
في المغرب، نظرًا لجودة ظروف الزراعة وتعدد أصناف الزيتون المحلية مثل البيكولين المغربي، تحول الاهتمام إلى تحسين الجودة وأنظمة التوسيم والتتبع. ودعمت منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الاتحاد المغربي المهني للزيتون في إقامة حوارات السياسات، بالإضافة إلى التدريب على تقنيات تقليم الزيتون والممارسات الزراعية لزيادة الإنتاجية وزراعة أشجار سليمة. كما تُبذل الجهود لزيادة وعي المستهلك عند شراء زيت زيتون مغربي عالي الجودة بعد تعبئته وختمه وتوسيمه.
في تونس، دعمت منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أصحاب المصلحة في صناعة زيت الزيتون لرسم رؤية واستراتيجية وخطة عمل مشتركة، نظرًا لأهميتها لخلق التوافق بين القطاعين العام والخاص على كل شيء بدايةً من رفع معايير الجودة إلى الوصول إلى أسواق جديدة. تمتلك تونس إمكانيات جيدة للوصول إلى أسواق زيت الزيتون العالمية بزيت الزيتون البكر المعبأ العضوي ذي القيمة المضافة. وتعد تونس بالفعل واحدة من أكبر الدول المصدرة لزيت الزيتون على مستوى العالم، لكنها تبيع معظم الكميات التي تنتجها بالجملة. ولأول مرة في تونس، تحظى الشركات الصغيرة والمتوسطة المصدرة بالدعم اللازم للحصول على أعلى مستوى من شهادات سلامة الأغذية، باستخدام معايير جودة الأغذية وسلامتها لتعزيز الصادرات ذات القيمة المضافة العالية وفتح أسواق جديدة.
أجرت منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير مراجعات شاملة لقطاعات زيت الزيتون في الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة من أجل الوقوف على القيود والفرص. ويحدد التحليل الفجوات في المعرفة والتمويل والآثار البيئية لإنتاج زيت الزيتون، حيث يساعد ذلك في توجيه هذا النوع من الاستثمارات العامة والخاصة وتوفير التدريب اللازم لتحسين أداء القطاع واستدامته.