الفاو في سورية

مدارس المزارعين الحقلية للفاو تساهم بتغيير ممارسات فاطمة الزراعية لتربية الأبقار نحو الاستدامة

زودت مدرسة الزراعة الحقلية مربيات الابقار بتقنية التشخيص المبكر للعدوى والمسببة بإنتاج حليب غير صالح للاستهلاك البشري.
13/01/2022

تمكنت مدرسة المزراعين الحقلية لمنظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من خلال تقديم تقنيات  ومعلومات قابلة للتبني وسهلة الاستخدام في تربية الأبقار  من جعل فاطمة اليوسف مربية أبقار ماهرة  وقادرة على مواجهة مختلف التحديات في تربية المواشي.  وتخطط فاطمة اليوم، هي وزوجها، للتوجه إلى ما هو أبعد من مزرعتهم عبر الوصول إلى السوق المحلية بعد أن ساعدتها معرفتها المكتسبة حديثاً حول إنتاج الأعلاف الصحية للحيوانات وتقنيات التخزين على إنتاج المزيد من الحليب العالي الجودة. حيث مكنتها جلسات التدريب التي تلقتها من المنافسة في  إنتاج الحليب والألبان، الأمر الذي سيوفر لها و لعائلتها دخل إضافي ومستقل.

تخبرنا ابتسامة فاطمة، وهي مربية أبقار شابة وأم لطفلين، الكثير عن تجربتها في المدرسة، حيث تم تسجيلها إلى جانب خمس عشرة مربية في إحدى مدارس المزارعين الحقلية التابعة لمنظمة الفاو  في أبو جرين - ريف حلب.

عانى المربّون من عدم توفر إمدادات العلف ومن جودته السيئة في حال توفره. تعلمت فاطمة في المدرسة كيفية تحضير الخلطات العلفية بمفردها مع تحديد النسب وحساب الكميات الصحية التي تحتاجها البقرة. تقول فاطمة أن الخلطات العلفية هذه ذات جودة أفضل  مقارنة بالأعلاف العادية الموجودة في السوق. "تنتج بقرتي حالياً حليباً أفضل والتي من السهل تمييز الفرق من مذاق الحليب والجبن الذي أصنعه لعائلتي،" عبرت فاطمة عن ذلك بفرح.

ساهمت مدارس المزارعين الحقلية في تحسين أساليب تقديم العلف لتخفيف الهدر واستنفاذ المخزون الاحتياطي للمربين. تقول فاطمه: "كان من الصعب على بقرتي الحصول على العلف في حظيرتي إذ كنت أقدمه لها على مستوى منخفض لا تستطيع الوصول إليه، مما تسبب بهدر الكثير من الأعلاف. بعد تطبيقي لنصائح التربية المفيدة والتي تعلمتها في مدرسة الزراعة الحقلية، أصبح من السهل على بقرتي الوصول إلى غذائها بعد أن قمت برفع حوض العلف لمستوى أعلى يسهل عليها الوصول إليه،".

كما وزودت مدرسة الزراعة الحقلية فاطمة وزميلاتها المربيات بتقنية التشخيص المبكر للعدوى والمسببة بإنتاج حليب غير صالح للاستهلاك البشري. سهلت هذه التقنية البسيطة على المربيات بالكشف المبكر عن أي إصابة ومساعدة أبقارهن في التعافي خلال مدة قصيرة.

كما وأغنت النقاشات الجماعية و تبادل الخبرات في مدارس المزارعين الحقلية بتعزيز علاقة فاطمة مع وسطها المحيط من خلال نشرها للأفكار التي تعلمتها في مدارس المزارعين الحقلية بين جاراتها المربيات. وأشارت فاطمة إلى فائدة هذه النقاشات قائلة: "أستمتع بالمناقشة مع جاراتي أثناء جلسات المدرسة ، فهي تطلعني على أفكار مفيدة. أذكر في إحدى الجلسات اقتراح زميلتي حسامة بحلب البقرة باستخدام أرباع مختلفة في كل مرة، وهذه نصيحة عظيمة استخدمناها جميعًا في حظائرنا،".

انتشرت هذه المهارات المكتسبة في مدارس المزارعين الحقلية بشكل واسع، وكانت فاطمة و غيرها من المربيات سعيدات بتطبيق  التقنيات المختلفة والتي من شأنها تطوير مهاراتهن.

نشرت مدرسة المزارعين الحقلية لمنظمة الفاو، من خلال برنامج دعم ذوي الحيازات الصغيرة، أساليب أفضل في مجالي الزراعة وتربية الماشية بين المزارعين المستضعفين في محافظات حلب والحسكة ودير الزور، مع إمكانية التوسع إلى مناطق أخرى في المستقبل. حيث تم اعتماد تقنيات تشاركية قابلة للتبني لمساعدة مربي الثروة الحيوانية على تعزيز واستدامة إنتاجهم من الأعلاف والأغذية وليصبحوا مكتفين ذاتياً.  أنشأت منظمة الفاو في العام 2021 أكثر من خمسين مدرسة ضمن  المحافظات المستهدفة لتصل  إلى أكثر من 400 أسرة، الأمر الذي جعل من البرنامج نموذجاً يستحق الاعتماد في مناطق أوسع.