الفاو في سورية

الاحتفال بمواليد الأبقار الناتجة عن حملة التلقيح الصناعي لمنظمة الفاو

يتوقع 14,000 من مربي المواشي ولادة أكثر من 16,000 عجل في الأشهر الستة القادمة، كما ويتطلعون إلى تغيير وضعهم وتحقيق تحسنٍ كبيرٍ في معيشتهم.
02/02/2022

احتفل حيدر الأحمد في ريف حلب مؤخراً بولادة عجلين بصحة جيدة، ذكر وأنثى، وهذا ما يجعله بكل فخرٍ مالكاً لأربعة رؤوس من  الأبقار. حيث استفاد مع غيره من مربي المواشي من النهج المتكامل لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الهادف لتحسين حالة الثروة الحيوانية في سورية، والذي تم تنفيذه ضمن برنامج دعم صغار الحائزين من المزارعين. يتوقع مربوا المواشي هؤلاء ولادة أكثر من 16,000 عجل في الأشهر الستة القادمة، كما ويتطلعون إلى تغيير وضعهم وتحقيق تحسنٍ كبيرٍ في معيشتهم ومصدر رزقهم الوحيد.

يقول حيدر: "حملت أبقاري من أول محاولة تلقيح ضمن حملة التلقيح الصناعي التي نفذتها منظمة  الفاو. وأملك الآن أربع حيوانات بعد أن ولدت الأبقار عجولاً بصحة جيدة. سيحسّن هذا من وضعي المعيشي حيث أخطط لبيع العجل الذكر وتحقيق الربح، بينما سابقي على الإناث لإنتاج مزيد من الحليب، ولتحسين سلالة القطيع في المستقبل."

تعد حملة التلقيح الصناعي التي قامت بها منظمة الفاو استجابةً للظروف الصعبة التي يواجهها مربوا الماشية من أصحاب الحيازات الصغيرة في سورية. حيث عانوا من تحديات كثيرة لزيادة الأصول التي يملكونها والحفاظ على مصدر دخلهم الوحيد بعد الخسائر التي تكبدوها في قطاع الثروة الحيوانية خلال سنوات الأزمة، والتي حدت من وصولهم إلى الخدمات البيطرية والحصول على نوعيات جيدة من قشات السائل المنوي. إضافة لذلك، وبسبب التضخم الحاد، أصبح العديد من المربين  غير قادرين على تحمل نفقات شراء الأعلاف، وهي عنصر أساسي في عملية تربية الأبقار للحفاظ على حد أدنى من  الإنتاج.

قامت المنظمة بتلقيح 22,000 بقرة بمعدل نجاح في الحمل بلغ 75 في المئة، ويتوقع مربوا الأبقار استقبال 16,000 عجل وعجلة بحلول حزيران 2022. كما وتم تقديم الخدمات البيطرية في المحافظات المستهدفة لضمان الصحة الإنجابية للأبقار خلال فترة الحمل.

ويقوم فنيون بكفاءة عالية بتلقيح البقرة ضمن الفترات المثلى بهدف رفع نسب النجاح للحمل، حيث  يتسبب التلقيح الاصناعي غير الناجح إلى خسائر للمربين الذين يتوجب عليهم إطعام الأبقار لفترة طويلة دون إنتاج حليب أو عائدات.

يقول حيدر: "كنا نقوم بتلقيح الأبقار من ثلاث إلى أربع محاولاتٍ، إما بالطريقة الطبيعية أو اصطناعياً، وتتوج معظمها بالفشل، مما تتسبب بزيادة تكاليف توفير الأعلاف للأبقار دون زيادة في إنتاج الحليب." كما ويضيف بأن معظم مربوا الأبقار يواجهون صعوبة في تلقيح أبقارهم بشكل مستمر. وبناءاً عليه، استوردت منظمة الفاو في أيلول عام 2020 حوالي 30.000 قشة سائل منوي ذات قيمة وراثية عالية لمساعدة 14.000 مربي في محافظات حلب والحسكة ودير الزور، بينهن  5.800 مربيات معيلات لأسرهن، وذلك للمساهمة بتحسين وزيادة الأصول الحيوانية لديهم.

تشكل حملة التلقيح الاصناعي جزءاً من نهج متكامل صممته منظمة الفاو، ضمن برنامج دعم أصحاب الحيازات الصغيرة، للأسر السورية التي تعتمد في دخلها على الإنتاج الحيواني وبيع الحليب. تدعم الحملة بالتكامل مع مجموعة من التدخلات الخاصة بالأسر الريفية للحفاظ من خلال تقديم معلومات مفيدة لهم ضمن مدارس المزارعين الحقلية البالغ عددها خمسين مدرسة في المناطق الريفية لمحافظات حلب والحسكة ودير الزور. علاوة على ذلك، تعزز منظمة الفاو مفهوم الاعتماد الذاتي والاستدامة في مجال تربية الثروة الحيوانية وممارسات إنتاج الأعلاف، والتي ستحقق نقلةً نوعية لمفاهيم أصحاب الحيازات الصغيرة تجاه التفكير الربحي ضمن قطاع الإنتاج الحيواني.