الفاو في سورية

منظمة الفاو تشجع على الإبداع في سوريا من خلال تنفيذ تدريب متخصص حول الزراعة الرقمية

20/04/2022

"لاتقيد نفسك ضمن عمل واحد، فالفرص متاحة في كل مكان" كانت هذه كلمات إسراء جدا، إحدى المهندسات الزراعيات الشابات في حمص والتي تحتفل مع فريقها بحصولهم على الجائزة الأولى لمشروعهم المسمى بـ "الراعي". إسراء هي واحدة من ستين مستفيداً شاركوا في جلسات التوعية والتدريب المكثف الذي نفذته منظمة الفاو في مجال الزراعة الرقمية.

وبالرغم من أن مفهوم الزراعة الرقمية جديد بالنسبة لها، إلا أن إسراء كانت مصرة على الفوز بتلك الجائزة، وكان كل ما تحتاجه هو الانفتاح على الأفكار الجديدة والرغبة الشديدة بالتعلم، “لم أكن أتوقع  أن مجرد الضغط على رابط واحد للتسجيل بتدريب تنفذه منظمة الفاو سوف يقودني إلى رحلة تعلم حول الزراعة الرقمية والفوز بالمرتبة الأولى".

عملت إسراء مع فريقها على تطوير مقترح مشروع فريد من نوعه يستخدم النظم الذكية في أتمتة عملية تقديم الأعلاف ومراقبة الخراف والإنتاج. حيث يستخدم المشروع الحساسات الإلكترونية للتعرف على الأغنام المريضة من خلال قياس درجة حرارتها، وكذلك التعرف على الأغنام التي أصبحت جاهزة للذبح من خلال قياس الوزن المكتسب. ويأمل المشروع من خلال هذه التقنية أن يخفض من تكاليف الإنتاج عبر اختصار سلسلة قيمة الإنتاج الحيواني، وبالتالي تخفيض أسعار اللحم للمستهلك.

تعتبر الزراعة حاضناً رئيسياً للإبداع والابتكار، حيث تشكل الزراعة بحد ذاتها حدثاً إبداعياً ونقطة تحول في تاريخ البشرية. ويتمتع جيل الشباب بالقدرة على تغيير النظرة إلى الزراعة من خلال الإبداع والابتكار. ويعمل برنامج نبتة، الذي يتم تنفيذه ضمن إطار مشروع دعم صغار الحائزين، على دعم رواد الأعمال الشباب في إطلاق مشاريعهم الزراعية على المستوى المحلي، مما سيدعم الاقتصاد المحلي ويساهم في خلق فرص عمل جديدة.

ويولي تدخل "الزراعة الرقمية" الأولوية للمشاريع الزراعية الجديدة التي تتمتع بالقدرة على زيادة كفاءة العمل الزراعي. ويعرف مفهوم الزراعة الرقمية باستخدام الحوسبة والاستشعار عن بعد وتكنولوجيا الهاتف المحمول لتسهيل عمليات الزراعة وتربية الحيوانات بقدر عالٍ من الكفاءة. وقد أدخلت الفاو هذا المفهوم إلى سوريا بهدف دعم الشباب على تغيير طريقة تفكيرهم تجاه إطلاق مشاريعهم الزراعية الجديدة وبهدف تحسين واقعهم الغذائي.

واستهدف التدخل الشباب والشابات ممن يتمتعون بالمعرفة بالزراعة وتقنيات المعلومات، وتم عرض اثنا عشر مشروعاً تم دمج تقنيات المعلومات مع الزراعة فيها وتم تقييمها من قبل لجنة من الخبراء، حيث قدم المشاركون أفكاراً إبداعية تراوحت بين التطبيقات على الهواتف المحمولة والتسويق الإلكتروني واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والتقنيات الحاسوبية المؤتمتة.

ومن بين المشاريع المقترحة كان مشروع "مزرعتي"، وهو منصة نقالة مخصصة لتسويق المنتجات الزراعية، ومشروع "المزارع الذكية" الذي يستخدم المزارع العمودية ضمن بيئة مراقبة لتسريع إنتاج القمح والتخلص من المحددات الموسمية التي تفرضها الزراعة التقليدية. وبالرغم من بساطة هذه المشاريع، إلا أنها تشكل تطبيقات ذكية تخدم الهدف النهائي للزراعة، إنتاج الغذاء للجميع وتوفير فرص سبل العيش للمزارعين.

تعمل الفاو على المساهمة في تحسين قطاع الزراعة وتحفيز الأجيال القادمة على تشجيع الحلول الذكية من خلال العمل مع الشباب في سوريا. ومع تزايد التواصل على مستوى العالم، فإن الشباب السوريين يتمتعون بفرصة استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات لخدمة مجتمعاتهم، مما سيؤدي إلى المزيد من الانفتاح والابتكار والمساعدة على إنتاج الغذاء بكفاءة أعلى.