الفاو في سورية

منظمة الفاو، ضمن البرنامج المشترك للأمم المتحدة، تحسن الإنتاج لدى صغار مربي الأغنام من خلال تقنيات متخصصة عن طريق مدارس المزارعين الحقلية في محافظة دير الزور

26/05/2022

"أنا سعيد بالمشاركة في جلسات مدارس المزارعين الحقلية التي تنفذها الفاو، كنت أعتقد أنني خبير في تربية المواشي، ولكني اكتشفت أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه وتطبيقه لأحصل على إنتاج أفضل  في مجال تربية الأغنام." فؤاد أحمد، مربي أغنام يبلغ من العمر أربعين عاماً - محافظة دير الزور.

تعرف محافظة دير الزور الواقعة في المنطقة الشرقية من سورية بإنتاج الأغنام عالية الجودة بسبب الظروف البيئية التي تتمتع بها، منها توفر المراعي الطبيعية وجودتها ووقوعها على ضفاف نهر الفرات وبالقرب من منطقة البادية. ويوجد في المحافظة على حوالي 1,900,000 رأس من الغنم، ولكن يواجه المربون، وحتى الخبراء منهم، تحديات كبيرة تتمثل في الجفاف وندرة المياه، مما يعيق نمو المراعي الخضراء لرعي الأغنام. وإضافة إلى ذلك، فإن صعوبات الوصول إلى منطقة البادية نظراً للوضع الأمني في المنطقة وارتفاع التكاليف المتزايد ومحدودية الحصول على الخدمات البيطرية، كل ذلك يجعل من تطوير القدرات واكتساب المهارات الجديدة أمراً ضرورياً.

وتشكل تربية الأغنام، بالنسبة للكثير من سكان المحافظة، المصدر الرئيسي للغذاء والدخل وإنتاج الحليب واللحم عالي الجودة. ويتمثل التحدي الرئيسي في تحسين ممارسات إنتاج الثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف المغذية للأغنام، وهو السبيل الوحيد لتمكين مربي المواشي من الحصول على سبل عيش مستدامة.

بدأت منظمة الفاو، من خلال برنامج التعاون المشترك بين وكالات الأمم المتحدة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي والنرويج، في المساهمة بمعالجة تلك التحديات عبر إنشاء مدارس المزارعين الحقلية/مدارس أعمال المزارعين. حيث تم افتتاح عشرة مدارس بمشاركة 200 مستفيد من دير الزور لمنحهم فرصة التعلم عبر التدريب العملي وتبادل الأفكار مع الميسرين والمربين الآخرين، الأمر الذي سيشجعهم على تطبيق الممارسات الجديدة على المواشي التي يربونها. وقد ركزت المدارس على المواضيع المرتبطة بإنتاج الأعلاف وإدارة القطيع ومهارات الأعمال وحفظ السجلات والصحة الحيوانية وتشخيص الأمراض وحظائر الحيوانات. والتي بالإمكان تبني هذه الممارسات الجديدة وتبنيها من قبل جيرانهم عبر مشاركة الإرشادات والنصائح لهم، الأمر الذي جعلهم يبدون اهتماماً بالمشاركة في الجلسات القادمة للمدارس.

يقول فؤاد أحمد: "من بين الدروس الأكثر فائدة التي تعلمتها في المدارس كان عملية استنبات الشعير، والفطام المبكر للأغنام لزيادة معدل الولادات. وقد لاحظت أن تطبيق تلك الدروس قد أعطى نتائج كبيرة على صحة أغنامي، كما ساعدتني هذه المهارات المكتسبة على إنتاج ألبان بجودة أفضل لاستهلاك الأسرة ولتحسين سبل عيشنا، حيث أصبح بإمكاننا تحسين صحة قطيعنا ومضاعفة عدده من خلال تقديم الأعلاف للأغنام بالطريقة الصحيحة".

يشير التحسن العام الذي طرأ على صحة قطيع الأغنام في المحافظة إلى أن المربين يتبعون النصائح المتخصصة حول ممارسات التربية الجيدة. إلا أن البعض منهم بحاجة للمعدات والتجهيزات اللازمة لتحسين ظروف تربية الأغنام حسب توصيات وتعليمات منظمة الفاو. وعليه، سوف يقوم برنامج الغذاء العالمي، عبر البرنامج المشترك للأمم المتحدة، برفد نشاطات المشروع من خلال تزويد مئة مربي من المربين الأكثر فقراً بالحظائر المتنقلة لتحسين ظروف تربية الأغنام.

حيث يشكل التعاون المتكامل بين منظمة الفاو وبرنامج الغذاء العالمي لدعم الأشخاص الذين هم بحاجة للدعم في سورية، أحد العناصر الأساسية في البرنامج المشترك للأمم المتحدة والذي يهدف إلى تعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال  فكرة العمل المشترك في العديد من القطاعات وفي نفس المنطقة إلى تطبيق عملي لتحقيق المزيد من الأثر والكفاءة على الأرض.

ويعمل البرنامج المشترك للأمم المتحدة على الاستفادة من ميزات وكالات الأمم المتحدة الست: FAO, UNDP, UNFPA, UN HABITAT, UNICEF, WFP بإدارة وريادة مكتب المنسق المقيم بهدف تقديم المساعدة المتكاملة لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه عملية التكيف في البلاد.