الفاو في سورية

إنتاج القمح يساهم بتحسين حياة أسرة ناديا

26/06/2022

يعتبر القمح عنصراً هاماً للأمن الغذائي كونه مادة غذائية أساسية للسوريين، الأمر الذي يجعلهم شاكرين لآلاف المزارعين من ذوي الحيازات الصغيرة لجهودهم بإنتاج القمح، حيث أن البعض منهم قد تلقى الدعم من منظمة الفاو.

تتمتع محرده في محافظة حماه خلال شهر حزيران 2022 بطبيعة خلابة بسبب محاصيل القمح الذهبية. فبالرغم من تعرضها لموجات برد متأخرة، تمكن المزارعون من التحضير استعداداً لحصاد محصول جيد بعد استلامهم لبذار قمح جيدة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – الفاو، إلى جانب تمكنهم من الوصول الى المياه للري.

فساهمت بذلك منظمة الفاو، بدعم من ألمانيا من خلال الصندوق الخاص لأنشطة الطوارئ وإعادة التأهيل، بتحسين الأمن الغذائي والتغذوي لمزارعي القمح من ذوي الحيازات الصغيرة من خلال توزيع أكثر من 513 طن من بذار القمح لـ 2,565  مزارع في محافظات حماه ودير الزور والرقه، حيث استلم كل مزارع 200 كيلوغرام من البذار والتي تكفي لزراعة أرض مساحتها هكتار واحد.

وتعتبر هذه السنة من السنوات الصعبة جداً على منتجي القمح في مناطق أخرى من سوريا، حيث خسر المزارعون في المناطق التي تعتمد على الزراعة البعلية (الأمطار) محاصيلهم للعام الثاني على التوالي، بينما يواجه أكثر من 80,000 أسرة صعوبات حقيقية وعدم يقين بما سيمرون به خلال السنوات المقبلة.

محافظة حماه هي واحدة من المحافظات التي تساهم بإنتاج القمح للبلاد، والتي شهدت أحداث قاسية خلال سنوات الأزمة في سوريا فرضت على آلاف المزاعين الهجرة إلى مناطق أكثر أمناً. وعودة المزارعون إلى أراضيهم لم تكن سهلة عليهم لعدم قدرتهم على الحصول على المدخلات الزراعية ذات الجودة العالية، كالبذار والأسمدة، بسبب نقصها في الأسواق المحلية. إضافة  لتدمر بيوت العديد من المزارعين واضطرارهم للقيادة لمسافات طويلة على دراجاتهم النارية للوصول إلى حقولهم.

 أجبرت ناديا درويش، 34 عام وأم لثلاثة أطفال، على هجرة أرضها إلى مكان أكثر أماناً بعيداً عن النزاع المسلح. فخسرت زوجها بسبب الحرب وأصبحت المعيلة الوحيدة لأطفالها لتعمل ضمن مزارع الآخرين لادخار الأجرة اليومية. استوعبت ناديا عند عودتها إلى ديارها عام 2021 بصعوبة الوضع، لتقول: "لم أمتلك شيئأ عند عودتي إلى أرضي، لا المال لشراء البذار، ولا حتى أدوات الري والأسمدة."

أعطت منظمة الفاو الأولوية لدعم الاحتياجات الخاصة للأسر النازحة، كأسرة ناديا، إلة جانب المتابعة المستمرة من قبل الخبراء التقنيين، باستخدام تطبيق Whats App، بإعطاءهم ارشادات حول الممارسات الزراعية الجيدة والري الفعال وإدارة الموارد المائية والزراعة الذكية مناخيًا وغيرها من المواضيع التي ساهمت في تحسين إنتاج المحاصيل للمزارعين من حيث الجودة والكمية.

كما وحرص الخبراء على متابعة الإنتاج لدى المزارعين وزيادة وعيهم بأهمية البذور الجيدة ومعدل البذور وزراعة النبات والتصفيف وطريقة البذر وإدارة المياه أثناء المراحل الحرجة وإدارة مخلفات الحصاد وتحديد الآفات والاستخدام الوقائي لمنتجات حماية المحاصيل.

"لقد زودتني منظمة الفاو بالبذار في الوقت المناسب وتابعوا معنا عن كثب من بداية الزراعة حتى يوم الحصاد."عبرت ناديا بسعادة لتمكنها من تلبية الاحتياجات الأساسية لأطفالها الثلاثة، وتابعت بأن المحاصيل المنتجة ستكون كافية لاستهلاك عائلتها خلال هذا العام، وستوفر البذار لاستخدامها في العام المقبل.