الفاو في سورية

مدرسة المزارعين الحقلية تحول الإعاقة الجسدية لرياض إلى "ريادة زراعية"

27/06/2022

"لطالما كان الاستقلال المادي حلماً بالنسبة لي. لقد مهدت مدرسة المزارعين الحقلية لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الطريق لأصبح مزارعًا منتجًا، وأتمكن من إعالة أسرتي."- رياض غازي، مزارع شاب من قرية يادودا، محافظة درعا.

أنشأت منظمة الفاو في سوريا 150 مدرسة مزارعين حقلية متخصصة في إنتاج الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية، وذلك منذ بداية العام 2020، حيث استطاعت المنظمة من خلال المدارس مساعدة أكثر من 2340 مزارعًا في محافظات حمص والسويداء ودرعا وحلب ودير الزور والحسكة. يندرج هذا التدخل ضمن أنشطة برنامج دعم أصحاب الحيازات  الصغيرة لمنظمة الفاو، والذي يهدف إلى دعم المجتمعات المتضررة من النزاعات، وتحسين الإنتاجية لتحقيق الأمن الغذائي، والمساهمة في الحد من الفقر في الأرياف، واستعادة الإنتاج الزراعي للمزارعين.

ويواجه المزارعون في محافظة درعا العديد من التحديات التي نتجت بسبب الأزمة في سوريا، وكان على رياض مواجهة صعوباته الخاصة به إلى جانب تلك التحديات، حيث فقد ساقه بسبب قذيفة هاون قضى على إثرها ستة أسابيع في المستشفى للتعافي، وهو ما زال  يعاني من الألم ومشاكل في الحركة.

لم يكن اعتماد رياض الكلي على والده بالأمر السهل، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يصبح مزارعًا محترفاً، فالتحق بمدرسة المزارعين الحقلية  لتحسين تقنياته الزراعية. فأصبح بمقدور رياض العمل مع والده ضمن مزرعتهم الصغيرة، مستعينين بالممارسات الزراعية المحسنة التي تعلمها رياض أثناء حضوره المحاضرات التدريبية في المدرسة، بما في ذلك إنتاج شتلات الخضار باستخدام تقنية الأنفاق المنخفضة، وتصنيع السماد (الكومبوست) في الفناء الخلفي الخاص به.

"تتطلب الأعمال المتعلقة بالنفق المنخفض جهدًا ووقتًا أقل ليتم تركيبها في الفناء الخلفي، وهو مناسب لحالتي الجسدية، فأنا أفضل هذه الطريقة على الأساليب الزراعية التقليدية التي كان تنفيذها يرهقني". 

تعد مدرسة المزارعين الحقلية في اليادودا واحدة من خمس مدارس في محافظة درعا التي أتاحت للمستفيدين فرصة تلقي التدريب العملي لتصنيع السماد (الكومبوست)  باستخدام البقايا النباتية المتاحة، وطحنها بآلة الطحن التي قدمتها منظمة الفاو لكل قرية ليتم تشغيلها من قبل المجتمع المحلي.

يقول رياض مبتسماً: "أفرحني جداً تعلم تصنيع السماد العضوي لمساهمته في تقليل تكاليف إنتاج الشتول واستخدام الأسمدة الكيميائية، وهو ما أعتبره إنجازاً ثورياً بالنسبة لي! أعتقد أنه سيحسن القيمة الغذائية للخضار التي أنتجها". 

استطاع رياض من زراعة  الملفوف والقرنبيط في أرضه وتحت إشراف الخبراء الزراعيين للمنظمة، وهو ما مكنه من  إنتاج ما يكفي من الشتول لتوريد المزارعين الآخرين، إلى جانب تزويد أسرته بالخضراوات الطازجة، فضلاً عن بيع الفائض إلى الأسواق المجاورة بأسعار مناسبة. كما ويطمح رياض لإنتاج مجموعات متنوعة من المنتجات الغذائية بزراعة أنواع أخرى من الشتول والغراس، كالزيتون، لزيادة  إنتاجه خلال السنوات القادمة.

تمنح مدارس المزارعين الحقلية منصة تعلم مرنة وعملية لتلبية احتياجات المزارعين، وتعد هذه المدارس ضرورية لنشر المعرفة حول الإنتاجية وريادة الأعمال ومهارات التسويق كونها ركيزة أساسية يقوم عليها الإنتاج الزراعي في البلاد.