الفاو في سورية

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تساعد ماهر في تنمية مشروعه

07/07/2022

"أطمح بأن أطوّر مشروعي الخاص بصناعة خلايا النحل، وأن أحسّن من مهاراتي التقنية كذلك، ولديّ الدافع لإنتاج الخلايا والعسل بجودة عالية لتكوين سمعة طيبة تجذب المزيد من الزبائن." هكذا لخّص ماهر دلله، رائد الأعمال ذو الـ 33 عاماً من الرستن في محافظة حمص السورية، رؤيته المستقبلية لمشروعه. والتي قيّمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – الفاو- مقترح مشروعه إلى جانب 33 مستفيد آخرين في الرستن، لتلقّي الدعم عبر تقديم التدريب والمساعدة المادية والإرشاد نحو تأسيس مشروعهم الصغير.

وتم تقديم هذا الدعم من خلال برنامج نبتة، برنامج ريادة الأعمال الزراعية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والمُنفّذ ضمن برنامج دعم أصحاب الحيازات الصغيرة المُموّل من الاتحاد الأوروبي، حيث يضع البرنامج دعم رواد الأعمال الشباب في قمّة أولوياته لتنفيذ المبادرات القيّمة ضمن مجتمعاتهم المحليّة بهدف تحسين واقع الإنتاج الزراعي في البلاد. 

ودرّب البرنامج المتخصّص في البداية 500 شخصٍ من فئة الشباب السوريين في مدينة الرستن عام 2021، ليختار منهم أفضل 150 مرشحاً ممّن يطمحون لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية، مستفيدين من مواضيع التدريب المتطوّرة والمقدّمة من خلال "نبتة". 

قدّم ماهر مقترح مشروعه لصناعة وبيع خلايا النحل وصيانتها أمام لجنة خبراء منظمة الأغذية والزراعة، حيث قال: "لطالماً كنت شغوفاً بتربية النحل، ولذلك كان المقترح الذي قدّمته في نبتة حول صناعة خلايا النحل، حيث أردت أن أتابع ما تعلّمته صغيراً وأن أحافظ على هذه الحرفة في العائلة."

تلقّى ماهر الموافقة والدعم المادي والفنّي لبدء مشروعه، وتمكّن خلال أقل من عام أن يرفع القدرة الإنتاجية لورشته خمسة أضعاف، كما وصلت الخلايا التي يصنعها إلى زبائن جدد في محافظتي حماه وحمص، الأمر الذي كان له فائدةً مباشرةً وفوريةً على الوضع المعيشيّ لعائلته.

كما وأثر التدريب على طريقة تفكير ماهر ورؤيته والتي حولت ورشته البسيطة إلى مشروع نحل ناجح يشمل صناعة خلايا النحل، كما وتطوّر المشروع ليضمّ إنتاج العسل، حيث يقول ماهر أن ذلك حدث عندما اقترح أحد الزبائن فكرةً رائعة: "أحد الزبائن كان تاجر نحل، واقترح أن يعطيني نحلاً مقابل الخلايا التي صنعتها له، وتمكّنت بذلك من تربية النحل إلى جانب الورشة. هنالك طلب أقل على خلايا النحل في فصل الصيف، ويتيح لي إنتاج العسل الآن فرصة الحفاظ على دخلٍ ماديّ ثابت على مدار العام."

تمكّن ماهر على إثر نموّ دخله الماديّ من تأمين حياة أفضل لأولاده الذين يبدو أنهم يشاركون والدهم شغفه حيال النحل، حيث يقول: "أصبح أولادي الأربعة مفعمين بالحماس تجاه تربية النحل. يبدي ابني الأصغر فضولاً حيال النحل، ويحبّ مساعدتي في تربيته، والأهم أن الدّخل الإضافي الذي سأجنيه من العسل سيساعد في تغطية التكاليف الدراسية للأولاد."

يعدّ الاستثمار في الشباب أمراً أساسياً لضمان مستقبل قطاع الزراعة في سوريا، ولتأمين سبل العيش للشباب السوريّ لتحقيق الأمن الغذائيّ في مجتمعاتهم. وفي هذا الصدد، استطاعت المنظمة من خلال "نبتة" أن تصل إلى حوالي 2000 مستفيد في أربع محافظات (حمص، حلب، دير الزور، الحسكة)، ومساعدة الشباب في تأسيس العديد من المشاريع المميزة في المناطق الريفية.