الفاو في سورية

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تدعم مزارعي القمح في درعا لتجاوز الموسم الصعب

14/08/2022

أجدّ مزارعو القمح السوريين العمل خلال الفترة الماضية لحصاد محاصيلهم بعد أن حلّ عليهم موسمٌ زراعيٌّ صعب خلال العام الفائت. وللعام الثاني على التوالي، يعاني هؤلاء المزارعون من ظروف مناخية قريبة للجفاف، ومن صعوبة في الحصول على بذار عالية الجودة لزراعة أراضيهم وإنتاج الطعام لعائلاتهم ولمجتمعاتهم المحلية، ما جعلهم في أمسّ الحاجة للدعم كي لا يتكرّر حصادهم لمحصول ضعيف للموسم الزراعي 2022\2023.

يتكبّد ما يزيد عن 70 ألف مزارع في مختلف المناطق السورية الخسارة في محاصيلهم، الأمر الذي يتسبب في عيشعم بحالة من عدم اليقين ومواجهة المصاعب والتي من المرجح أن لسنوات عدة. حيث واجه المزارعون في محافظة درعا، إحدى أهم المحافظات المنتجة للقمح، سنواتٍ من النزاع المسلّح أجبرتهم على هجر أراضيهم بحثاً عن الأمان، فوجدوا أنفسهم عند عودتهم إلى أراضيهم أمام صعوبةٍ في الحصول على البذار والأسمدة وغيرها من اللوازم عالية الجودة نظراً لعدم توفّرها في الأسواق المحلية.

قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي (WFP) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبتمويل من الصندوق الإنساني السوري (SHF)، بدعم 1,690 مزارع في محافظة درعا في كانون الأول / ديسمبر 2021 من خلال تقديم بذارٍ عالية الجودة لزراعة أراضيهم. وعلى الرغم من الظروف المناخية القاسية والموارد المحدودة، فقد أمنت منحة البذار التي قدمتها المنظمة حبل نجاةٍ للعديد من الأسر الزراعية، كعائلة فيروز قنبر، الأم لثلاثة أولاد، حيث قالت: "يعمل زوجي حارساً لمدرسة لساعات طويلة، ونحن بحاجة لدخلٍ إضافيّ لأن ابنتي تعاني من شللٍ وتحتاج للعلاج الفيزيائي. آمل أن أتمكّن من بيع محصول هذا العام لتأمين تكاليف علاجها".

ساهمت المنحة في تخفيف تكاليف الإنتاج وتمكين المزارعين من بيع محاصيل القمح وتأمين الدخل المادي، إلى جانب بيع القشّ المتبقّي كعلفٍ للمواشي. ومع تزايد الصعوبات الاقتصادية في البلاد، يمكن لهذه المنح والدخل الناتج عنها أن تحدث فرقاً في حياتهم، كما في حالة أنور أبو نقطة، المزارع ذو الـ 60 عاماً من ريف درعا، الذي يصف وضعه قائلا: "أعمل في زراعة القمح منذ وقتٍ طويلٍ جداً، إلا أنني اضطررت في السنوات الماضية إلى اقتراض المال لأتمكّن من زراعة المحاصيل وحصادها. ساهم دعم منظمة الفاو في توفير تكاليف البذار هذا العام، وساعدنا في إنتاج محصولٍ عالي الجودة، حيث قمت ببيع هذا المحصول لسداد ديوني".

وتضمن هذا التدخل أيضاً التدريب لمجموعة من الخبراء الزراعيين ليقدموا الدعم التقني والإنذار المبكر للمزارعين حول الطقس والأمراض وغيرها من العوامل التي تهدّد الإنتاج، كما وقامت بإعانة المزارعين على تكاليف تجهيز الأرض وحصادها من خلال تقديمها للدعم المالي.

وفضلاً عن تقديم الدعم المالي والبذار، نتج عن هذا التدخل المشترك قيام برنامج الأغذية العالمي بإعادة تأهيل مخبزين في مدينتي نوى وبصرى الشام، في حين سيقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتوفير تجهيزات الإنارة الشمسية لهذين المخبزين، ما من شأنه أن يحسّن من توافر الخبز لسكّان المنطقة ويساهم في أمنهم الغذائي.

ساعد توفير البذار والدعم التقني للمزارعين على تأمين أحد أهم المواد الغذائية بعد موسمٍ صعب، ودعم إنتاج القمح على مستوى البلاد. وبالرغم من ذلك، يستمر التزايد في أعداد الأشخاص الذين عم بحاجة إلى الدعم للموسم الزراعي القادم 2022/23 ، فما يزيد عن 70 ألف مزارع يستحقون الحصول على المساعدة لتحضير وزراعة أراضيهم، وحصاد وبيع محاصيلهم، حصول المزارعين على مساعدات كهذه تسهم في تحسين وضعهم المعيشي وذلك لعدم تمكنهم من سداد ديونهم المتراكمة لموسم 2021/22، ومن توفير البذار الجيدة لزراعتها في الموسم القادم.

يقول مايك روبسون، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية: "لا يمكن للموسم الزراعي الانتظار! نحن ندعو جميع شركائنا للتحرك فوراً بتمويل مشاريع القمح لموسم 2022/23، فالمزارعون يحتاجون فوراً الدعم المالي ولوازم الإنتاج والتدريب لتجاوز هذه الظروف الصعبة التي ما زالوا يواجهنوها".