الفاو في سورية

تعرفوا على صالح المقداد - مسؤول التكيف في منظمة الفاو والذي لا يترك أحداً خلف الركب

17/08/2022

"تتلخص مسؤولية موظف الشأن الإنساني في صون كرامة الناس بعد كل ما مروا به من صعاب" - صالح المقداد - مسؤول التكيف في منظمة الأغذية والزراعة - محافظة درعا - الجمهورية العربية السورية.

يعتبر كل يوم جديد بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني هو فرصة لدعم الناس وإلهامهم في سعيهم نحو حياة أفضل. لعلّ هذا الأمر سهل التحقيق في الظروف العادية، ولكن الوضع مختلف واستثنائي في بلد عانى من أزمة طويلة الأمد كسوريا، فكل يوم هو أمل بفرصة جديدة بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا كل شيء بسبب أزمة لا علاقة لهم بها.

فاقت التحديات الأمنية التي واجهها معظم الأسر الريفية في محافظة درعا كل التصورات، ففضلاً عن محدودية توفر المدخلات الزراعية الأساسية، والنقص الحاد في الوقود والكهرباء، تقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على دعم هؤلاء المزارعين بتدخلات متكاملة لتحسين وضع الإنتاج الغذائي، وذلك بفضل فريق عمل متخصص، منهم صالح المقداد.

عمل صالح - مسؤول التكيف لدى المنظمة في محافظة درعا - سابقًا كمهندس زراعي في مديرية الزراعة لمدة أربعة وعشرين عامًا. وتتضمن مسؤوليات عمله اليوم ضمن المنظمة حول اليوم تسهيل ومتابعة تنفيذ المشاريع ضمن المحافظة، ودعم المزارعين الأكثر هشاشة عبر الدعم بالإرشاد الفني، وتقديم التقارير إلى منظمة الفاو حول تطورات الوضع في المنطقة، والاحتياجات الناشئة ونتائج هذه التدخلات. 

يقول صالح: “لا يمكن وصف بيئة العمل في محافظة درعا بالطبيعية! تقف الكلمات عاجزة عن مواساة الناس بعدما فقدوا كل شيء. وبالرغم من كل  ذلك، يمنحك العمل في المجال الإنساني شعوراً رائعاً لما يساهم في تحسين حياة المزارعين اليومية بعد كل ما عانوه،".

 

تحول روتين العمل اليومي إلى إلهام

يبدأ صالح بالتنقل بين القرى في درعا للقاء المزارعين وتوجيههم فور بدء المشروع من أجل ضمان أفضل النتائج، الأمر الذي يشجعه على متابعة تقدم كل مستفيد على حدى ومشاركته آماله. أحدهم رياض غازي، أحد المستفيدين من بلدة يادودا - محافظة درعا، والذي أبهر صالح: "فقد رياض إحدى ساقيه بقذيفة هاون، وبالرغم من ذلك فقد اتخذ قراراً بأن يعيش حياة كريمة".

"أنا فخور بأن أكون جزءًا من التقدم الذي أحرزه رياض في عملية إنتاجه للغذاء. كنت مسؤولاً عن تقديم المنح والمدخلات الزراعية، ضمن مدرسة المزارعين الحقلية التابعة لمنظمة الفاو، لإنشاء نفق منخفض في الفناء الخلفي لمنزله، وأعطيته التوجيهات اللازمة بالممارسات الفنية الصحيحة والمعتمدة من قبل المنظمة. فذهلت بالنتائج التي حققها رياض عبر تأسيسه لمشروعه الخاص في إنتاج شتول الخضار!" 

لطالما آمن صالح بقدرات وامكانات الناس، لكن بالنسبة له، رياض هو حالة استثنائية وملهمة، إذ أمضى ساعات في الاستماع إلى تشجيع صالح من أجل النجاح في تأسيس مشروعه الخاص: "رياض هو شخص ريادي بامتياز، رفض الاعتماد على مساعدة الآخرين، حتى من عائلته".

 

نصائح للشباب العاملين في الشأن الإنساني

يتطلب العمل في المجال الإنساني التواصل مع الناس بتعاطف وقلب منفتح. ومع وجود فرص التوظيف والتطوع لجيل الشباب، يرى صالح أن مهمة موظف الشأن الإنساني هي مهّمة نبيلة تتطلب من حاملها شخصية قوية والكثير من المهارات.

يقول صالح: "البعض يرغب للانضمام إلى العمل الأنساني بسبب الدخل الجيد، ولكن هذا ليس سبباً كافيا لدفعنا نحو النجاح في مجال العمل الإنساني. فالعمل لأجل من فقدوا كل شيء، أحبائهم ومنازلهم ومدخراتهم ليست بالمهمة سهلة، فما يجعل منك عاملاً حقيقياَ في الشأن الإنساني هو التعاطف والصدق والنزاهة والولاء لحماية كرامة الإنسان وعدم ترك أي شخص خلف الركب. هذه هي نصيحتي لجيل الشباب."