الفاو في سورية

منظمة الفاو في سوريا تقدر جهود المزارعين في يوم الأغذية العالمي

13/10/2022

يرغب المزارعون في سوريا بشدة لتحويل أراضيهم التي اضطروا لتركها بسبب الأزمة في سوريا إلى أراضي منتجة زراعياً كما كانت، فهم لديهم الشغف الكبير للزراعة إذ أنها تؤمن الغذاء وسبل العيش لهم ولأسرهم. وتعتبر عدة عوامل  كالأمن والسلامة في مناطقهم النائية وتوافر المدخلات بأسعار مقبولة والتقدير للجهود التي يبذلونها أساسية لتحفيز المزارعين لاستئناف الأنشطة الزراعية في البلاد.  

ويمهد الأمن كخطوة أولى وأساسية رحلة استعادة الإنتاج والإلهام للمزارعين. تصف أسماء قواس، أم لثلاثة أطفال ومربية أبقار مقيمة في الغوطة - ريف دمشق، عودتها إلى أرضها بالفرصة الجديدة لتغطية حاجاتها المعيشية: "استأنفنا إنتاج الخضروات على الفور عند عودتنا من النزوح، إلى جانب إنتاج منتجات الألبان من حليب الأبقار الستة التي نربيها. كان هدفنا تحقيق الاكتفاء الذاتي في أسرع وقت ممكن، سواء من حيث توفير الاغذية لنا، أو من حيث الحصول على دخل لتغطية نفقات الإنتاج والمعيشة ."

وتضيف أنه على الرغم من معاناتها من نفقات الإنتاج والتضخم وصعوبة العثور على مدخلات الإنتاج الأساسية، إلا أنها تستمتع بحلب أبقارها وصنع اللبنة والجبن، كما تحب مساعدة أبقارها على الإنجاب: "هذا أكثر ما أحبه في تربية الأبقار ويشجعني على الاستمرار في إنتاج الطعام ".

تحمل أسماء، وآلاف المزارعين في سوريا، شغفاً كبيراً تجاه الزراعة، فالعودة إلى الإنتاج الزراعي هي مصدر إلهام للآخرين، يقول عبد الناصر بويضاني، مزارع عائد إلى الغوطة - ريف دمشق: "بعد أن عدنا إلى أراضينا واستأنفنا الزراعة، تشجّع العديد من مزارعي الجوار على العودة بالرغم من اضطرارهم للبدء من الصفر. فزرعنا في البداية  مساحة صغيرة من أرضنا بحسب قدرتنا على تحمل  نفقات الإنتاج. ومن ثم تمكنا شيئاً فشيئاً من زراعة مساحة أكبر وبدأنا ببيع كميات من الخضار في الأسواق المجاورة ".

الأغذية المنتجة كما لو أنها محضّرة في المنزل

يحب الأشخاص في سوريا المذاق الأصيل للأطعمة والمكونات المحضّرة منزليًا، كالمخللات والمربى والجبن البلدي ومعجون الطماطم والتين أو المشمش المجفف والعصائر المنعشة المركزة كالليمون، فهذه الأطباق التقليدية والمأكولات الشهية تذكّر السوريين من كافة الأعمار بمذاق طعام لا يُنسى كانت تحضّره جداتهم لهم وبجودة مضمونة. لطالما لعبت النساء في المناطق الريفية في سوريا دورًا هاماً في الزراعة وإنتاج الغذاء، وخاصة في تصنيع الأغذية الأصيلة.

اكتمال محمد تبلغ من العمر 39 عامًا وتمتلك أكثر من 20 عامًا من الخبرة في مجال الزراعة و إنتاج منتجات الألبان. اكتمال مزارعة  معروفة في قريتها في ريف حمص، تقول: "أحب إنتاج الطعام، فهو مصدر عيشيستفيد منها أفراد اسرتي لعائلتي ولأهل القرية. أنا أستمتع بهذا العمل لأنه يجعلني أشعر بوجود هدف أسعى لتحقيقه، خاصة عندما يأتي زبائني ليشكروني على المنتجات عالية الجودة التي قدمتها لهم ".

كما وتقول إيمان المحمد، مزارعة ومصنعة طعام من حماه تعمل في إنتاج البرغل والمكدوس (الباذنجان المحشي) والمخللات: “أشعر بالتقدير والسعادة عندما يحب زبائني الأغذية التي أحضرها، الأمر الذي يحفزني على الاستمرار وإنتاج المزيد من الأغذية ".

ساهمت تلك التركيبة التي جمعت بين الإخلاص والمثابرة في نجاح هؤلاء النساء، حيث ساهمت إنتاج الأغذية المصنعة بتحسين حياتهن بطريقة بدت غير ممكنة لهن في البداية. تقول فاطمة الدالي، عاملة في تصنيع الأغذية من ريف حماه قائلة: "نحن نصنع الأغذية الذي نعدها لزبائننا تماماّ كأننا نحضرها في منازلنا، هذه المنتجات هي  جزء من لا يتجزأ من عاداتنا الغذائية".

تقديراً لجهود أبطال الأغذية في سوريا

يعدّ المزارعون مصدر إنتاج  أساسي لدولة كسوريا، والتي تتعافى من 11 عامًا من الأزمة، حيث يساهم أكثر من 20 في المئة من السكان في إنتاج الغذاء، وتستحق جهودهم أن تكون موضع تقدير واحتفال. يصادف يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول يوم الأغذية العالمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة - يمكننا دعم أبطال الأغذية في كافة  أنحاء سوريا، عبر:

  • التعاون مع صانعي القرار المحليين لإيجاد حلول تدعم الفئات الأكثر تضرراً عبر تقديم تقنيات الزراعة القابلة للتكيف والمعلومات والبيانات الحديثة.
  • اجتماع المساهمين وأصحاب المصالح على المستوى المحلي لتسليط الضوء على ممارسات الإنتاج الغذائي المستدام  وتشجيع الإبتكار الزراعي وتسهيل وصول المنتجات إلى الأسواق.
  • دعم المنتجين أصحاب الحيازات الصغيرة عبر اختيار الأطعمة المحلية وتناول المنتجات الموسمية والتسوق من المزارعين مباشرة والبحث عن الملصقات التي تشير إلى دعم أصحاب الحيازات الصغيرة.

يقول محمد زهير خانجي، منتج خضار من الغوطة الشرقية في ريف دمشق: "عندما يكون المزارعون في وضع جيد، فإن المجتمع بأسره سيحقق أداءً جيدًا في المقابل.أشعر بالفخر عندما أرى  ثمار عملي الجاد، كما لو أنني لم أعد أشعر بالتعب قط".