شكّل النزوح خلال الأزمة في سوريا تجربة مؤلمة لآلاف الأشخاص في سوريا. ولكن زين العابدين جنيد، ريادي من حلب يبلغ من العمر 19 عامًا، تمكن من تحويل معاناة النزوح إلى فرصة من خلال إنشاء مشروع صغير مع والده في السفيرة.

في عام 2017 ، اضطر زين وعائلته للنزوح إلى اللاذقية بحثاً عن الأمن واتلاستقرار، وهناك شجعه والده على العمل في مزرعة للتفريخ والتعرف قطاع إنتاج الدواجن. وبعد عودتهم إلى حلب في عام 2019، قرر زين ووالده العمل على ترميم مزرعة دواجن بمساحة 60 مترًا مربعًا من خلال زيادة الإنتاج باستخدام آلة تفريخ يدوية بسيطة، يقول زين: "أنا أؤمن بأن البدء بالعمل على نطاق صغير سيؤدي إلى إنجاز أكبر على المدى الطويل. فبدأنا بإنتاج حوالي الـ 20 إلى 30 صوصاً كل 21 يومًا لتلبية حاجة عائلتنا. لدي رؤية واضحة لمشروع تفقيس البيوض هذا، لكنني كنت بحاجة إلى مزيد من المعرفة للتوسع.".

يقدم آلاف من الشباب في المناطق الريفية في سوريا أفكاراً تساهم في تحسين إنتاج الغذاء. ومع ذلك ، مازالوا بحاجة إلى المعرفة والأدوات الضرورية التي تمكنهم من تحويل أفكارهم إلى واقع. في إطار ذلك قدمت منظمة الفاو برنامج (نبتة) المتخصص بريادة الأعمال الزراعية، والذي يتم نمفيذه ضمن برنامج دعم أصحاب الحيازات الصغيرة والممول من قبل الاتحاد الأوروبي، ووصل برنامج (نبتة) إلى 500 شاب وشابة في محافظة حلب للتعرف على الأعمال - تطوير الأفكار وتأسيس وإدارة المشاريع الصغيرة ومهارات الإدارة والتسويق وغيرها.

تم تزويد ثلاثين مستفيدًا ضمن هذه المجموعة بالدعم والمساعدة لتأسيس المشروع: "لقد ساعدني برنامج نبتة بزيادة الفرص المتاحة لي بمجرد أن بدأت في الترويج لمنتجاتي في الأسواق الأخرى. أنشأتُ صفحة على منصة الفايسبوك لنشر الصور مع شرح عن منتجاتي. لقد نجح الأمر بشكل مذهل وسرعان ما تلقيت طلبات شراء في مدينة حلب" يقول زين موضحاً.

تم استخدام خطة عمل زين للحصول على منحة من منظمة الأغذية والزراعة لشراء نظام شمسي مزود ببطاريات قابلة لإعادة الشحن للحفاظ على استمرارية تشغيل آلة التفريخ الجديدة ذات قدرة على تفريخ أكثر من 1000 بيضة كل 21 يومًا. كما ووسّع أعماله لتشمل تربية السمان كبديل للدجاج خلال موسم تبديل الريش: "الدجاج لا يضع البيض أثناء موسم تبديل الريش، لذلك قررت تربية السمان خلال هذه الفترة للحفاظ على مستوى الإنتاج." ويوضح زين: "حتى الآن، أنا المورد الوحيد في المنطقة للسمان لإنتاجي حوالي الـ 2500 سمان كل 21 يومًا، الناس هنا يقدرون مذاق اللحم هذا الطير حقًا!".

مكّن برنامج (نبتة) لمنظمة الفاو زين من تحقيق تحول جذري في حياته، حيث قام بتوسيع أعمال عائلته وتقديم منتج غذائي بديل في السوق المحلية، إلى جانب دعم أسرته وتوفير حياة أفضل لهم من خلال الدخل الذي حققه.