الفاو في سورية

تعاون بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ومكتب الخارجية والكومنولث والتنمية لدعم حوالي 32,300 مستفيد عبر مشروع بناء الصمود المحلي في سورية

FAO/Mazen Haffar
19/12/2022

يشكل النهج المبتكر والمتكامل لبناء القدرة على الصمود أساس التعاون بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة  مع مكتب الخارجية والكومونولث والتنمية لتنفيذ مشروع تمتد مدته خمس سنوات لدعم ما يقارب ال 32,300 مستفيد، مع التركيز بشكل خاص على النساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمزارعين الشباب، بهدف الحفاظ على إنتاجهم الغذائي وتعزيزه واعتماد استراتيجيات الصمود الإيجابية والاعتماد على الذات. حيث يسعى المشروع إلى نشر مفهوم الممارسات الزراعية الجيدة والمساهمة في تغيير أنماط التفكير التقليدية في الأعمال الزراعية لتكوين فكر عن الزراعة كمشروع ربحي، والتشجيع على  إنشاء مشاريع ووحدات لتصنيع أغذية ربحية ونشطة تلبي متطلبات السوق .

ورحب ممثل منظمة الفاو في الجمهورية العربية السورية، مايك روبسون، بالتعاون مع مكتب الخارجية والكومونولث والتنمية  بقوله: "من شأن هذه المساعدات السخية  والتي تبلغ 11 مليون جنيه إسترليني، والمقدمة من الحكومة البريطانية، أن تبشر بأمن غذائي متوسط إلى طويل الأجل للمجتمعات المحلية التي عانت من الأزمة في سورية. حيث سيعمل المشروع  على تعزيز القدرة على الصمود  أمام الصدمات الاقتصادية والزراعية والمناخية المحتملة  من خلال بناء وتنويع سبل العيش القائمة على الزراعة."

سيتناول المشروع بشكل أساسي قضية التنوع الاجتماعي على أمل تحقيق تغيير حقيقي وملموس من حيث النتائج الاجتماعية الإيجابية للمرأة، سواء المباشرة منها وغير المباشرة، عبر الحد من ضغوط الأسرة الناجمة عن انعدام الأمن الغذائي. كما وصرح ممثل منظمة الأغذية والزراعة: "ستشارك النساء في تصميم وتخطيط وتنفيذ أنشطة المشروع  بما يتناسب مع احتياجاتهن.".

كما وأجرت المنظمة مجموعة من التقييمات الأولية الأساسية إلى جانب إجراء مشاورات مع المجتمع المحلي  للتحضير للمشروع ولفهم حالة توفر الموارد الطبيعية في المواقع المستهدفة وظروف السوق وإمكانياته، فضلاً عن مناقشة الأفكار والفرص مع المحتمع  لتعزيز إنتاج الغذاء وأنشطة سلسلة القيمة الزراعية. 

يتألف المشروع من أربعة عناصر رئيسية - أولاً: تحسين توفير المدخلات والخدمات والمعلومات الزراعية عالية الجودة للمزارعين المتأثرين بالأزمة ودعمهم لإنتاج مدخلاتهم الخاصة.

بينما سيعمل  المكون الثاني للمشروع على تمكين المزارعين لاتباع منهج الزراعة والممارسات الزراعية الذكية مناخيًا  ضمن مدارس المزارعين الحقلية والتي هي بيئة تعليمية عملية تابعة لمنظمة الأغذية والزراعة تستهدف فيها  المزارعين ومربي الثروة الحيوانية لتعلم وتجريب تقنيات زراعية  حديثة، إضافة إلى تطوير حلول عملية للتحديات  التي تواجههم.

كما وسيتم  تدريب ميسري مدارس المزارعين الحقلية للتعرف على القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي ومعالجتها، بما في ذلك الاستبعاد الاقتصادي للمرأة، وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان. كما وستنفذ منظمة الفاو مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في حمص مشروعًا رائدًا يراعي الفروق بين الجنسين ويساهم في تحسين حالة النوع الاجتماعي لتعزيز المساواة بين الجنسين وتقليل العنف ضد النساء والفتيات ضمن سياق برنامج كبير لسبل العيش القائم على الزراعة.

وسيشمل المكون الثالث للمشروع إعادة تأهيل أنظمة الري لتعزيز توفر مياه الري لإنتاج الغذاء وتمكين الاستخدام المستدام للمياه. إذ ستولي المنظمة اهتمامًا وثيقًا لتوفير حلول ري فعالة ومستدامة في العديد من المناطق الفرعية المستهدفة والتي  تضررت نظم المياه فيها. كما ستعمل المنظمة على بناء قدرات جمعيات مستخدمي المياه لإدارة التوزيع العادل لمياه الري، وهنا يكمن جوهر تعزيز الملكية المحلية للأصول وتحسين التماسك الاجتماعي بين المزارعين، كما وستُبذل جهود حثيثة لضمان مشاركة المرأة في صنع القرار ضمن  هذه الجمعيات.

أخيرًا، سيدعم المشروع المستفيدين وخاصة النساء والشباب والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة،، لإنشاء مشاريع صغيرة تعتمد على الزراعة حيث طورت الفاو من خلال سلسلة من البرامج السابقة في سوريا مناهج لدعم المستفيدين في المناطق الريفية للتعرف على إدارة الأعمال وتقنيات التصنيع ومعايير سلامة الأغذية والتعامل مع ما بعد الحصاد والتخزين وغيرها من الموضوعات لتطوير سلاسل القيمة المتعلقة بالأغذية والحفاظ عليها. 

ستدرج منظمة الأغذية والزراعة مفهوم مدارس إدارة الأعمال للمزارعين في مدارس المزارعين الحقلية المخطط لها لتقديم فهم أفضل حول آليات للتسعير والتعبئة والتسويق. كما وستستهدف المنظمة الشباب ليصبحوا رواد أعمال عبر  برنامج (نبتة)– والتي تقدم المنح لتأسيس شركات ناشئة مع التركيز على تطوير أفكار الأعمال وتخطيطها، حيث  يتلقى البرنامج  ضمن أجواء تنافسية للمشاركين مقترحات الأعمال الأكثر جدوى للحصول على الدعم من حيث الإشراف الدقيق  من قبل خبراء المنظمة  خلال المراحل الأولى للمشاريع. كما وسيتم دعم صغار منتجي الأغذية ومصنعيها مالياً عبر تقديم  القسائم الشرائية لتمكين المستفيدين من شراء المعدات والأدوات اللازمة لتطوير أعمالهم  الصغيرة على نطاق الأسرة بنجاح.

ومن الجدير بالذكر أن التغير المناخي يشكل  تهديدًا للمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وأنظمة الري في سورية. وعليه، ستعمل منظمة الفاو بالتعاون مع  شركائها المحليين بجمع البيانات بشكل منتظم ونشر المؤشرات المناخية الزراعية ومعلومات السوق حول المخاطر المتعلقة بالزراعة (مثل هطول الأمطار ودرجة الحرارة وآفات المحاصيل وأمراض الماشية وما إلى ذلك) واتجاهات السوق، لتستهدف  ما لا يقل عن 40000 من صغار المزارعين و أقرانهم المقيمين في المواقع المستهدفة. كما وسترصد المنظمة  الأداء الموسمي للزراعة لتنشر التحديثات الزراعية الموسمية والمنتظمة  والتي ستسلط الضوء على كميات الأمطار وتوزيعها ودرجات الحرارة وتفشي أمراض المحاصيل والماشية وتوجهات الأمن الزراعي والغذائي ومراحل وحالة  المحاصيل الزراعية و الثروة الحيوانية، وتوفر المراعي وحالتها وإمدادات المياه من مختلف المصادر والأمن الغذائي ضمن  المحافظات التي يستهدفها المشروع .