الفاو في سورية

مدارس المزارعين الحقلية التابعة لمنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة تُمكّن كوكب من القيام بدور قيادي في مجتمعها

FAO/Mazen Haffar
10/01/2023

شكّلت المبادرة الريادية التي أطلقتها كوكب الياسين حبل نجاة لجيرانها، حيث تمكّنت كوكب، الأم لثلاثة أولاد من قرية الفرحانية في ريف حمص، من الاستفادة من معرفتها لإدارة مجموعة من السيدات لإنتاج ’المونة‘ –أي المأكولات المنزلية المحفوظة– ونجحت في تسخير هذه المبادرة لتشغيل 14 سيدة في قريتها.

اتّجهت كوكب مدفوعة بحماسها نحو تحسين حياتها بالانضمام إلى مدارس المزارعين الحقلية، التي نفذتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ضمن برنامج دعم صغار الحائزين – بتمويل من الإتحاد الأوروبي، وذلك بهدف تحويل مشروعها الصغير إلى مشروع ربحي حيث قالت: "أسستُ هذا المشروع الصغير لإنتاج المونة وتأمين مصدر دخل لنفسي وللسيدات في قريتي، فهُن المعيلات الوحيدات لعائلاتهن".

وأضافت كوكب أنها اكتسبت الكثير من المهارات الجديدة في مجال الإنتاج والتسويق: "لقد تعلّمت الكثير من هذه المدارس؛ إذ تعلّمت أهمية قياس والحساب مثل وزن الأبقار والأرباح والخسائر. شكّلت هذه المدارس فرصة لتبادل الأفكار مع غيري من السيدات ضمن المجموعة ومناقشة سبل تطوير مشروعي مع خبراء المنظمة، وأدركت أيضاً فائدة إنتاج مشتقّات الألبان والأجبان بنفسي وبيعها في السوق والاحتفاظ بالربح بدلاً من بيع الحليب إلى الوسيط. كما علّمتني المدرسة طريقة صنع الجبنة الشركسية والتي طرحتُها في السوق المحليّة ولاقت إعجاباً كبيراً".

تأثّرت العديد من السيدات بالعمل المجدّ الذي تقوم به كوكب، الأمر الذي شجّعهنّ لاتباع خطاها وطلب المشورة منها حول أفكارهنّ. واستمرّت كوكب بدورها في تقديم العون لمجتمعها ومساعدة السيدات على إتقان المهارات التي علّمتهنّ إيّاها، ومنهنّ أختها خديجة الياسين، الأم الأرملة لأربعة أولاد، حيث قالت خديجة: "وجدت العمل مع كوكب ملائماً جداً، فقد ساعدني المدخول على إعالة أطفالي ومتابعة تعليمهم. كما يمكنني البقاء في المنزل للعمل والاعتناء بأطفالي بعد عودتهم من المدرسة".

نظراً لصعوبة الأوضاع المعيشية لهؤلاء السيدات، تعدّ أي مساهمة في لتحسين سبل عيشهم أمراً مرحباً به، حيث قالت كوكب: "يسعدني أن أتمكّن من مساعدة الغير. يساهم عمل السيدات في تزويد أطفالهنّ بغذاء صحيّ وتعليم جيّد، ويحمي الأطفال من التعرض لأخطار الشوارع بسبب العوز".

تعمل مدارس المزارعين الحقلية بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على تشجيع المزارعين لاستخدام أساليب زراعية وإنتاجية وتسويقية جديدة من شأنها تغيير أنماط عملهم لتحقيق الأرباح. وقد نفّذت المنظمة 150 مدرسة في أربعة محافظات سوريّة (الحسكة، حلب، حمص، دير الزور)، تمكّنت من خلالها من الوصول إلى أكثر من 2600 مستفيد، 75 بالمئة منهم من السيدات. كما ونجحت المدارس في مساعدة المزارعين على تخفيض تكاليف الإنتاج بمعدّل 35 بالمئة وإحداث أثر ملحوظ في المردود المادي، حيث تمكّن هؤلاء المزارعون من تحويل خسائرهم إلى أرباح صافية، الأمر الذي كان له أثر مباشر على تحسين نوعية حياتهم وأحوال مجتمعاتهم.