الفاو في سورية

علي يقدم حلاً غذائياً بديلا للأسر المستضعفة في ريف حلب

FAO/Mazen Haffar
11/01/2023

إن ما يميز رواد الأعمال عن غيرهم هو مهمتهم في الحياة والتي تتجلى في إيجاد حلول تلبي احتياجات الناس والمجتمع، بالإضافة  إلى تطويع هذه الحلول كمصدر للدخل. في بلد عانى من أزمة دامت لأكثر من 10 سنوات، صممت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) برنامجً "نبتة" الشامل، والذي يمهد للشباب والنساء في المناطق الريفية الخطوات الأولى في قطاع ريادة الأعمال.

من بين هؤلاء الرواد علي حمود والذي نزح هو وعائلته من مسقط رأسه في الرقة ليستقر في السفيرة - ريف حلب. علي اليوم هو صاحب مشروع صغير يروج للحوم الأرانب كمصدر بديل للحوم الأخرى وبأسعار مقبولة لغذاء صحي للأسر المستضعفة: "بدأت اهتماماتي بتربية الأرانب عندما كان عمري 16 عامًا، حيث كانت مصدر غذاء لعائلتي في الرقة".

ويقول علي:" بعد نزوحنا أنا وعائلتي إلى حلب، ترددت في الاستمرار بتربية الأرانب كمصدر دخل، فالنزوح يولّد لدينا شعوراً بعدم اليقين يمنعنا من الاستقرار والعيش حياة عادية! لكنني لم أرغب في أن أعيش هكذا، لذا كان علي أن أحسم أمري."

لم تكن لحوم الأرانب النوع المفضل لدى السوريين قبل الأزمة لتفضيلهم  استهلاك لحوم الأغنام والأبقار والدواجن. وامتهن آنذاك عدد قليل من المزارعين تربية الأرانب كعمل تجاري ذو عائد مادي، ومع ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية أجبرت الكثيرين على التعامل مع الوضع المالي المحدود لمحاولة إيجاد مصادر غذائية بديلة بسعر أرخص.

تعدّ تربية الأرانب كحيوانات داجنة عملاً مربحاً من حيث فترات الإنتاج والفائدة وهوامش الربح. إذ يحتوي لحم الأرنب على أعلى كمية من البروتين القابل للهضم وعلى نسبة دهون وسعرات حرارية وصوديوم أقل مقارنة بأنواع اللحوم الأخرى.

عندما قرر علي، البالغ من العمر 34 عامًا، الاستقرار في السفيرة في عام 2014، حاول تربية الأرانب على نطاق تجاري يعود عليه بالأرباح، فكانت محاولته الأولى غير ناجحة بسبب سوء التخطيط الذي كلفه نفوق ثلث الأرانب، وذلك بسبب افتقاره لبعض المهارات المتعلقة بالتجارة وإدارة الأعمال الضرورية: "أدى التوقيت الخاطئ  وظروف النقل  إلى نفوق معظم  الأرانب، فأدركت عندها حاجتي  لتحسين أساليب عملي وتطويرها  لتجنب الخسائر. فتعرفت على مهارات إدارة المخاطر وأداة التحليل الرباعي SWOT أثناء حضوري في  برنامج "نبتة" التابع لمنظمة الفاو، والذي وسّع من فهمي للمخاطر المحتملة."

انضم علي إلى برنامج "نبتة" لريادة الأعمال الزراعية، والمنفذ بتمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن إطار برنامج دعم أصحاب الحيازات الصغيرة، التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، حيث يشجع هذا البرنامج على تعلم مبادئ الأعمال والإنتاج والترويج، إلى جانب  مبادئ توليد أفكار الأعمال وكتابة مقترحات المشاريع وتحليل SWOT  والعلامات التجارية والتسويق وغيرها من المواضيع، إلى جانب الحصول على دعم وثيق من خبراء منظمة الفاو حول  الممارسات الزراعية الجيدة.

تمكن علي من رؤية الفرص والتعرف أكثر على الممارسات الزراعية الجيدة والحصول على الدعم اللازم من قبل الخبراء  أثناء مرحلة تأسيس مشروعه  من حيث التخطيط والتنفيذ واكتشاف الفرص المتاحة في السوق بالنسبة للحوم الأرانب  واختيار سلالة الأرانب المناسبة  ووضع الخطة الترويجية.،.

بدأ علي بتربية عشر  أرانب بالغةليتمكن من إنتاج أكثر من ستين  أرنباً في أقل من شهر واحد (حيث  تلد أنثى الأرانب الواحدة ما يصل إلى 40 أرنباً في عام واحد) ليقوم ببيع  الأرانب لمربين محليين قاموا في المقابل بتسمين الأرانب لبيعها كلحوم.

يباع الكيلوغرام الواحد من لحم الأرانب بـ 4500 ليرة سورية (أقل من دولار أمريكي واحد) عند باعة اللحوم، مقارنة بسعر كيلوغرام واحد من لحم الدجاج البالغ 15000 ليرة سورية (ما يعادل ثلاثة دولارات أمريكية)  يقول علي: "كالكثير من أهالي السفيرة، أنا أعيل  عائلة كبيرة، لذلك أفضل  شراء ثلاثة كيلوغرامات من لحوم الأرانب والاستفادة من قيمتها الغذائية العالية ومذاقها اللذيذ أيضًا لاطعام أسرتي بسعر كيلوغرام واحد من لحم الدجاج."

يحقق علي حالياً باستثمار 180.000 ليرة سورية شهريًا (60 دولارًا أمريكيًا) حوالي 400.000 ليرة سورية شهريًا (133 دولارًا أمريكيًا)، مع صافي ربح يبلغ حوالي 220.000 ليرة سورية شهريًا (73 دولارًا أمريكيًا). وبفضل تجربته في برنامج "نبتة"، يخطط علي تخصيص المزيد من الأراضي لتخزين مجموعة واسعة من سلالات الأرانب لتلبية الطلب المحتمل في السوق وتوفير حياة أفضل لعائلته.