الفاو في سورية

منظمة الفاو تدعم مشروع محمد لتطوير الأعلاف وتساهم بتغيير أنماط العمل لدى المربين

FAO/Andrea Theador
16/01/2023

تمكن محمد الخلف، من مواليد أبو جورين في ريف حلب، من البدء بتنفيذ  مشروعه الخاص في إنتاج الأعلاف، متغلباً على كل التحديات الصعبة التي أخرت تحقيق حلمه سبع سنوات، ومشجعاُ مربي الماشية في منطقته لاستبدال استخدام العلف التقليدي بكبسولات علفية مغذية والتي بدورها ستعزز إنتاج الماشية للحليب أو اللحوم.

أدرك محمد   أن التغيرات الطارئة على ظروف العمل في سوريا، بسبب الأزمة التي استمرت لأحد عشر عاماً، أدت إلى الحاجة لتغيير الطرق التقليدية للإنتاج والإدارة والتي لا تتناسب مع الواقع الجديد الذي يواجهه المزارعون، وذلك من خلال اكتساب معرفة معرفة أفضل بإدارة الأعمال والترويج لها. فانضم محمد لبرنامج  "نبتة"، التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمتخصص في ريادة الأعمال الزراعية (يتم تنفيذه ضمن برنامج دعم أصحاب الحيازات الصغيرة الممول من الاتحاد الأوروبي).

يقدم برنامج "نبتة" للمشاركين من الشباب سلسلة جلسات تدريبية لتطوير قدراتهم بإيجاد حلول تساهم في تحسين إنتاج الغذاء، كما ويشمل  البرنامج  مواضيع إدارية  كتطوير فكرة مشروع  وكتابة مقترح مشروع وإعداد خطط الترويج . وعليه، فقد أجرى محمد دراسات  على نطاق واسع في مجال إنتاج الأعلاف (بما في ذلك تجريب الخلطات العلفية الجديدة) وفرص السوق المتوفره في المنطقة التي كان يحاول استهدافها: "أنا على دراية تامة بالرغبة الملحة لدى مربوا الثروة الحيوانية في تحسين إنتاج الألبان واللحوم لزيادة أرباحهم. ويمكن تحقيق ذلك   عبر توفير خليط علفي متوازن، و هو ما حققته في مشروعي."

يعتبر  العلف المصنوع من القش والشعير شائع الاستخدام في أبوجورين في السابق بالرغم افتقاره  للعناصر الغذائية الضرورية للحيوانات، فضلاً عن أن القرية كانت تستقدمه  من مناطق أخرى في ريف حلب  بسبب عدم توفر المساحات الكافية  لزراعة أي محصول  آخر غير الحبوب والخضار.

واختارت اللجنة  الفنية  المشروع الذي طرحه محمد  لتلقي منحة  من قبل منظمة الفاو  لشراء الأدوات الأساسية والمدخلات الأولية لإنتاج عينات من مزيج الأعلاف. يقول محمد: " ساعدني خبراء في المنظمة  بالتوجيه والإرشاد أثناء مرحلة تأسيس المشروع، وساهموا في اختيار الآلات المناسبة وتحديد النسب المتكافئة لمكونات العلف،" ويضيف  "لقد وسّعت قائمة الخلطات الخالية من المواد الكيميائية بنسبة 100 في المائة لتناسب متطلبات مربوا الماشية، إما باستخدام مكونات أقل تكلفة أو عن طريق تركيب خلطات قد تزيد من معدلات إنتاج الحليب."، كما وتمكن محمد من إنشاء خدمة بيع وتوصيل ممتازة بمساعدة الأهل والأصدقاء الذين ساعدوا بترويج مشروعه في المنطقة.

قد تبدو الأعلاف التي ينتجها محمد باهظة الثمن، لكنها أكثر فاعلية من العلف العادي، الأمر الذي ساهم في بناء سمعة طيبة له في السوق. ولاحظ المزارعون في أبو جورين تحسن إيجابي في صحة وإنتاجية ماشيتهم وطيورهم بفضل الخصائص الغذائية لكبسولات العلف المكثفة.

يقول محمد: "أخبرني أحد المزارعين بتحسن إنتاج الحليب من 10 لترات إلى 16 لترًا في اليوم الواحد بسبب تقديمهم الكبسولات العلفية لأبقارهم."

تمكن محمد اليوم من زيادة دخله وتوفير علف عالي الجودة بسعر مقبول يعد اابتكار مشروعه  لتلبية الاحتياجات مع الإدارة الفعالة  للمدخلات والتقنيات والتي هي منالأسباب الرئيسية لريادة الأعمال الناجحة في الزراعة.