الفاو في سورية

"تمكنت من بيع أول دفعة من منتجاتي بسرعة ومن منزلي في درعا بسبب جودتها العالية"

FAO/AbdulRahman Al Kor
01/02/2023

نجود تصبح رائدة أعمال  بصناعة المونة المنزلية في درعا

"تمكنت من تطوير مشروعي الخاص بفضل المعلومات القيمة التي تلقيتها في برنامج (نبتة) التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فضلا عن المنحة المادية والمعدّات المقدمة لي، حيث تلاقي منتجاتي التي أعرضها اهتماماً كبيراً من قبل الزبائن لكونها منتجات عالية الجودة تتبع معايير النظافة ولا تحتوي على أي مواد حافظة مضافة." – نجود محاميد، 42 عاماً في محافظة درعا.

تدهورت الأحوال المعيشية لنجود بشكل مفاجئ عندما أُجبرت على مغادرة قريتها (عتمان) في بداية الأزمة في سوريا، لتترك على مضض مهتنها بالتمريض. وعند عودتها هي وأسرتها إلى (عتمان) في عام 2018، وجدت نجود قريتها فارغة ومنزلها منهوباً، فكان عليها إعادة بناء حياتها من جديد وأن تعيل أسرتها من خلال تصنيع المونة (طعام مصنع منزلياً للاستهلاك المنزلي)، وحينها فكرت لاحقًا لتحويل هذه المهارة إلى مشروع ربحي.

تعلم التجارة

تقول نجود:"تجتمع النساء في مناطقنا لمساعدة بعضهن البعض في صنع الأغذية المنزلية كتقليد ريفي. فكانت هذه التجمعات المكان الذي تعلمت منه أساليب تحضير أنواع المونة المختلفة واختيار طريقة التحضير الأنسب لكل نوع".

حققت نجود في البداية من خلال الطلبات الصغيرة التي تتلقاها من الزبائن على بعض منتجاتها مردود مالي قليل، فكان عليها إيجاد طريقة أخرى لزيادة هذا المردود بعد إدراكها لأهمية إعداد الميزانية ومهارات إدارة المشاريع الصغيرة، لذلك قررت الانضمام  إلى برنامج منظمة الفاو (نبتة) والمتخصص في ريادة الأعمال الزراعية، والذي تم تنفيذه ضمن إطار برنامج الأمم المتحدة المشترك لتحسين التكيف في المناطق الريفية والمدنية - بتمويل من الاتحاد الأوروبي والنرويج. تعرفت نجود و 85 مستفيدًا آخرين خلال البرنامج على إدارة الأعمال والتسويق وتطوير العلامات التجارية وغيرها من المواضيع في مجال الإدارة، كما وتلقت منحة إلى جانب تسعة مستفيدين آخرين تضمنت تزويد مشروعها بموقد غاز وخلاط وميزان وأواني.

فنالت منتجاتها شهرة واسعة خلال وقت قصير ضمن قريتها:"يعود الفضل إلى جودة منتجاتي المميزة والمهارات الإدارية التي تعلمتها في برنامج (نبتة)، تمكنت من بيع الدفعة الأولى من المنتجات بسرعة ومن منزلي في عتمان، لاستثمر الأرباح في استئجار متجر صغير وتقديم منتجاتي كعلامة تجارية محلية معروفة".

كل هذا الانجاز لم يكن وليد الصدفة بالنسبة لنجود، فهي تنسب الفضل في تطوير نمط العمل لديها ووضع خطتها لتقديم المشروع للبرنامج:"لقد غيرت أسلوب عملي من أسلوب عمل نفعي إلى أسلوب عمل مالك مشروع ربحي منظم أراقب فيه الميزانية وأروج للمنتجات والأهم من ذلك معرفة كيفية تقييم جدوى كل منتج".

متجر يضج بالحياة

أصبح متجر نجود مركزاً مزدحمًا لتجمع العائلات والجيران الذين يأتون لتقديم المساعدة وشرب فنجان القهوة سوية، مما يساهم في التماسك الاجتماعي في المنطقة وتعزيز الروابط بين الناس.

تمكنت نجود من جعل متجرها اسماً  مألوفاً في القرية حتى وصل إلى حدود نصيب بين سوريا والأردن، تمتلئ رفوف متجرها بالملوخية المجففة والمكدوس والزيتون والفلفل ومعجون الطماطم والخضروات المجففة والبرغل. وإيماناً منها بأن السوق لا يزال مليئًا بالفرص، فهي تحاول إعداد وصفات ونكهات جديدة لتوسيع نطاق عملها:"أشعر بالسعادة عندما يزور متجري زبائن جدد بناءً على توصية من زبائن آخرين. كما ويساعدني أبنائي بالترويج لمنتجاتي من خلال عرضها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك أعرف أن هناك طلبًا عالياً ومنافسة محدودة. أحتاج إلى شراء معدات أفضل والقيام ببعض التصليحات للمتجر والحصول على مجفف يعمل بالطاقة الشمسية ومعصرة زيتون وغيرها من المعدات  لأتمكن من تلبية كل هذه الطلبات".

تتجاوز نجود الجانب التجاري للمشروع في كونه فرصة لمنح أسرتها حياة أفضل:"لقد عانينا الكثير، ولهذا أريد لهذا المشروع أن يزدهر حتى يصبح وحدة تصنيع للأغذية لأتمكن من الحصول على دخل ثابت لدفع تكاليف تعليم أبنائي ومساعتهم ببناء منازلهم للاستقرار وتكوين أسرهم في المستقبل".

يعتمد برنامج الأمم المتحدة المشترك للتكيف الريفيي والمدني على مشاركة ست وكالات متخصصة للأمم المتحدة - منظمة الفاو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان والأمم المتحدة للمستوطنات البشرية واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي – بتوجيه من المنسق المقيم للأمم المتحدة لتوفير استجابات متكاملة لمواجهة تحديات التكيف في سوريا.