الفاو في سورية

"يبدو أننا ان نتمكن أبداً من الاستقرار في بيوتنا"

07/03/2023

الأضرار التي أصابت العائلات الريفية في ريف حماة إثر الزلزال الذي ضرب سوريا

لم تلبث براءة العلي وعائلتها أن عادوا من النزوح بسبب النزاع المسلح، ليضطروا للنزوح مجدداً إثر الزلزال الذي أصاب منطقتهم. أُجبرت براءة ذات الـ44 عاماً وأولادها الستة للانتقال من بيتهم إلى مركز للإيواء مع 40 عائلة ريفية أخرى من منطقة الغاب في ريف حماة، وذلك بعد أن وجدت لجان الكشف المحلية أن الأضرار والتشققات التي تسبب بها الزلزال جعلت بيوتهم غير آمنة للسكن، حيث قالت براءة: "يبدو أننا ان نتمكن أبداً من الاستقرار في بيوتنا".

كانت حياة براءة صعبة بما فيه الكفاية بعد أن توفي زوجها منذ أربع سنوات خلال الأزمة، واعتمدت في إطعام أولادها على خرافها الأربعة التي كانت تنتج لهم الحليب والجبن، إلا أنها فقدت مصدر عيشها الوحيد بعد أن انهار سقف حظيرة الخراف بسبب الزلزال. يسيطر الآن الخوف من المجهول على حياة براءة، التي لا تملك سوى الأمل بأن تبقي أولادها بأمان، حيث تقول: "كلّ ما أريده هو أن نعيش حياة آمنة. لم نعرف سوى النزوح والقلق منذ سنوات، إلا أنني كنت على يقين بأنني سأعود إلى بيتي لأرعى خرافي وأطعم أطفالي. فقدت كلّ شيء بعد هذا الزلزال. بقاء أطفالي على قيد الحياة نعمة، لكنّني لا أعرف كيف سأطعمهم".

أودى الزلزال بحياة أكثر من 6 آلاف شخص في سوريا في محافظات حماة وحلب وإدلب واللاذقية. تشتهر منطقة الغاب في ريف حماة بكونها منطقة زراعية، ويعتمد جميع سكانها على الزراعة لتأمين معيشتهم، إلا أن المنطقة شهدت نزاعاً عنيفاً استمرّ لسنوات وأجبر العائلات على الاختيار ما بين الانتقال بعيداً للحفاظ على أرواحهم أو المخاطرة بحياتهم والبقاء. على الرغم من أن المنطقة شهدت حركة عودة للنازحين في بعض أنحائها، إلا أن المزارعين هنا تعرّضوا لفيضانات وأحوال جوية غير مألوفة وصعوبة في تأمين المواد الزراعية والأسمدة وفي الوصول إلى الأسواق، فضلاً عن الغلاء الشديد في الأسعار.

امتدّت أضرار الزلزال لتؤثر أيضاً على المزارعين الذين خسروا مواشيهم، أو أجهضت أبقارهم حمولها أو نقص إنتاجها من الحليب بسبب الصدمة. اضطرّ الكثير من المزارعين لترك أراضيهم الزراعية التي تعتبر مصدر دخلهم الوحيد، وانصرفوا لإصلاح بيوتهم المتضررة من الزلزال، وتقديم المساعدة الطارئة لأصدقائهم وأقاربهم.

انعكس ترك المزارعين لبيوتهم وأراضيهم سلباً على أمنهم الغذائي، وجعلهم في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية على هيئة برامج دعم متكاملة تستهدف النشاط الزراعي. لذا تدعو منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من خلال النداء العاجل للأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية إلى تأمين 10 ملايين دولار أمريكي من شأنها توفير احتياجات 300 ألف شخص في الأرياف خلال الأشهر الثلاثة القادمة على هيئة مساعدات مالية، ومساعدات على صعيد تربية المواشي والدعم الضروري للنشاط الزراعي سعياً لتأمين سلامة محاصيل الصيف القادم.