الفاو في سورية

منظمة الأغذية والزراعة - برنامج نبتة - تلهم أمينة لتعيل أسرتها وتعتمد على نفسها

FAO/Mazen Haffar
07/06/2023

شكلت المرونة والاتساق والمعرفة حجر الأساس لنجاح أمينة. فبعد النجاح والازدهار الذي حققته وهي تسعى لتوفير حياة أفضل لعائلتها، تمكنت أمينة السلامة من دير الزور من ان تصبح مثالاً حقيقياً تقتدي به النساء الأخريات في قريتها في دير الزور، بالرغم من كونها المعيلة الوحيدة للعائلة بعد وفاة زوجها، تقول أمينة السلامة: "لطالما آمنت بقدراتي، إلى جانب استفادتي من برنامج (نبتة) التابع لمنظمة الأغذية والزراعة بالمهارات اللازمة بعد أن أيقظ الأمكانات الكامنة في داخلي، كما وساعدني البرنامج في التأسيس لعملي وزودني بلوحة شمسية وثلاجة".

لم يشكل واقع أمينة كونها أماً عزباء لستة أطفال عقبة أمام سعيها في تحسين حياتها. فكانت تحاول تحسين ظروف حياتها من خلال مشروعها الصغير الذي كانت تلبي فيه طلبات زبائنها في محافظات أخرى في سوريا، تلخص أمينة حياتها سابقاً قائلة:  "كان مشروع إنتاج الألبان الذي أسسته يغطي نفقات عائلتي. كذلك كنت أعتمد على حليب بقرتي والخياطة، إلى جانب المساعدات الإنسانية. لم أرغب أبدًا أن أستمر في الاعتماد على المساعدات، لذلك قررت إحداث تغيير في حياتي ".

تمتلك أمينه المهارات اللازمة لإنتاج الجبن والسمن والزبادي وكانت دائمة التطلع للانطلاق بمشروعها الخاص في هذا المجال، وبامتلاكها فرازة الحليب فقط، فهي بحاجة لثلاجة ولوحة شمسية لتضمن استدامة عمل المعدات بطريقة فعالة وبتكلفة مقبولة. حتى تعرفت على برنامج (نبتة) - البرنامج التدريبي الرائد في مجال ريادة الأعمال الزراعية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، تصف أمينة تجربتها في برنامج نبتة قائلة: "على الرغم من أنني كنت أهدف إلى إيجاد التمويل لشراء المعدات اللازمة، فقد زودني برنامج (نبتة) بالمهارات الأساسية لإدارة مشروعي، حيث تعلمت كيفية حساب المدخلات والأسعار والترويج للمنتجات، كان هذا التدريب بمثابة تغيير حقيقي في حياتي!". 

تلهم أمينة اليوم النساء الأخريات بمهاراتها التفاوضية المرنة التي مهدت طريقها لعقد صفقات مع أقاربها وجيرانها لشراء ما بين 20 إلى 30 لترًا من الحليب يوميًا، من أجل إنتاج الللبن والجبن والسمن. علاوة على ذلك، تروج أمينه، بمساعدة أطفالها، بالترويج للمنتجات باستخدام Facebook و .WhatsApp 

يمكن برنامج نبتة المتخصص في ريادة الأعمال الزراعية النساء والشباب في المناطق الريفية من تأسيس وريادة أعمالهم الزراعية ليصبحوا أكثر مرونة وقادرين على التفكير الإبداعي وإيجاد الحلول لمواجهة كل التحديات.

ضمن برنامج الأمم المتحدة المشترك، الممول من الاتحاد الأوروبي والنرويج وإيطاليا، قدمت منظمة الأغذية والزراعة الدعم لـ 478 مستفيد في محافظتي دير الزور ودرعا في مجال مهارات العمل، بينما تم اختيار 46 شخصًا لتلقي منح تمكنهم من تأسيس أعمالهم الزراعية الخاصة، حيث تم اختيارهم بناءً على معايير دقيقة، بما في ذلك: وجود تقييم وخطة للسوق وخبرة المستفيد والحلول الإبداعية المقترحة واستمرارية خطتهم.

يعتمد برنامج الأمم المتحدة المشترك للتكيف الريفيي والمدني على مشاركة ست وكالات الأمم المتحدة - منظمة الفاو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان والأمم المتحدة للمستوطنات البشرية واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي – بتوجيه من المنسق المقيم للأمم المتحدة لتوفير استجابات متكاملة لمواجهة تحديات التكيف في سوريا.