الفاو في سورية

التكامل بين تدخلات دعم الثروة الحيوانية يساعد المزارعين من ذوي الحيازات الصغيرة بالمحافظة على سبل عيشهم

FAO/The Syrian Arab Republic
30/11/2023

شعرت خديجة بالقدرة على إنتاج منتجات الألبان بكمية ونوعية أفضل لتزويد أسرتها بالطعام والدخل عند حصولها على 500 كيلوغرام من العلف لإطعام 15 رأساً من الأغنام، إلى جانب علاجها من الأمراض.

تقول خديجة: "أنا أحب رعي أغنامي كثيراً وأعتبره أكثر من مجرد مصدر للدخل لي، أريد زيادة عدد الرؤوس الأغنام التي أملكها وإنتاج المزيد من الحليب والجبن وتحقيق المزيد من الربح والدخل لعائلتي".

فقدت خديجة الأحمد زوجها منذ 13 عامًا لتجد نفسها بلا مساعدة ومسؤولة عن تأمين نفقات معيشة أسرتها بالكامل. وتصف حالتها المعيشية بالبائسة، إذ تعيش في غرفة خرسانية صغيرة وباردة في السلمية - محافظة حماة - مع والديها المسنين وابنتيها، إحداهن مصابة بقصور عمل الكلى وتحتاج إلى علاج طوبل. فأجبر خديجة على العمل في رعي الأغنام وتكسير اللوز للحصول على الدخل. ورغم شغفها بالرعي، إلا أنها واجهت تحديات مناخية واقتصادية منعتها من زيادة أصولها.

يبحث المزارعون من ذوو الحيازات الصغيرة، كخديجة، عن طرق للحفاظ على مصدر دخلهم الوحيد عبر محاولات لشراء الأعلاف لحيواناتهملتحسين الإنتاج الحيواني، والبحث عن خدمات الصحة الحيوانية للتخفيف من أي تأثير للأمراض الفيروسية وغيرها من الأمراض والطفيليات عليهم. ومع ذلك، وبسبب العديد من العقبات والتحديات الناجمة عن أكثر من اثني عشر عامًا من الأزمة في الجمهورية العربية السورية، فضلاً عن التغيرات المناخية والظروف الشبيهة بالجفاف التي تحد من الوصول إلى المراعي لإطعام الأغنام والماعز، مما يزيد الأعباء على صغار مربي الماشية والمزارعين، تعبر خديجة عن ذلك بقولها: "لم أتمكن من شراء العلف لأغنامي، فهو باهظ الثمن! اضطررت لبيع بعض الأغنام لشراء الطعام والدواء لعائلتي،".

قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، بدعم من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من خلال الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ (CERF)، بإجراء دعم متكامل للمواشي والثروة الحيوانية لمساعدة المزارعين على تجاوز التحديات وتسهيل الوصول إلى المدخلات الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي والتغذوي والحفاظ على سبل عيشهم. حيث زودت المنظمة 4000 مزارع من ذوي الحيازات الصغيرة (يستفيد منهم 24000 من أسرهم الممتدة) بـ 2000 طن من العلف (حصل كل راع على 500 كيلوغرام)، ونفذت حملتها الوطنية للصحة الحيوانية، لأكثر من 21000 مربي ماشية،  لمعالجة الطفيليات الداخلية والخارجية، فضلاً عن التطعيم ضد طاعون المجترات الصغيرة، ومرض الجلد العقدي وإسهال العجول، بالإضافة إلى بناء القدرات بشأن ممارسات الإنتاج الحيواني الجيدة، كل ذلك ضمن محافظات حلب والرقة ودير الزور وإدلب وحماة وحمص وريف دمشق.

تقول خديجة: "يمكنني اليوم إطعام أغنامي لبضعة أشهر بفضل الدعم الذي وصلني من منظمة الفاو. لاحظت الازدياد في وزنهم وإنتاجهم للمزيد من الحليب كل يوم،  تمكنت من شراء المزيد من العلف للأغنام وتأمين مصاريف الدواء لابنتي وتغطية احتياجاتنا الأساسية بسبب ازدياد مدخولي،".