FAO/Mazen Haffar

تسبب التغير المناخي في السنوات الأخيرة بعواقب وخيمة على القطاع الزراعي في الجمهورية العربية السورية، حيث يواجه المزارعون تحديات كبيرة، خاصة من ذوي الحيازات الصغيرة والذين يعانون بالفعل من تراكمات تأثير الأزمة التي استمرت لأكثر من اثني عشر عاماً، كارتفاع أسعار المدخلات الزراعية ومحدودية توفرها وندرة المياه وتدمير البنية التحتية  الزراعية وغيرها.

ويواجه المزارعون ظروفا جوية غير مألوفة وانخفاض الهطولات المطرية والتي تساهم بتغيير خصائص التربة مؤثرة على خصوبتها وهو ما انعكس على جودة وكمية الإنتاج النباتي.

وعليه، تستجيب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالتعاون مع برنامج الموئل الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبدعم من صندوق التكيف المناخي، لآثار التغير المناخي عبر الوصول إلى 200 مزارع من ذوي الحيازات الصغيرة في الغوطة الشرقية لريف دمشق، وتعزيز قدرتهم على التكيف مع تغير المناخ  من خلال تطبيق بعض الممارسات لتحسين الإنتاج الزراعي واستدامة مصادر سبل العيش والدخل كتصنيع السماد العضوي الفيرمي كمبوست (السماد الدودي).

ممارسات التكيف مع التغير المناخي

يمكن للمزارعين إنتاج سماد الفيرمي كمبوست محلياُ بسبب توفر المواد الأولية لإنتاجه في السوق، حيث يتم تصنيعه بشكل أساسي باستخدام أنواع محددة من ديدان الأرض وبقايا المحاصيل والمخلفات الحيوانية ليصبح سماداً عضويا غنياً بمغذيات التربة. حيث يحتوي السماد الدودي على المغذيات الرئيسية الكبرى والصغرى بشكل يسهل على النباتات والتربة امتصاصه، كما يقوم بإغناء التربة بالكائنات الحية الدقيقة وتحسين احتفاظها بالماء لأنه يساعد على إنشاء شبكة من الجيوب الهوائية التي تساهم بتخزين الرطوبة.

ويذكر إيهاب الدبيات، مدير المشروع لدى المنظمة، بأن منظمة الفاو تشجع المزارعين على استخدام سماد الفيرمي كمبوست كإحدى الممارسات الزراعية الذكية مناخياً للتكيف وذلك عبر تطوير أسمدة صديقة للبيئة. ويقول: "أصبحت ملامح التغير المناخي واضحة، وعليه، من المهم توعية المزارعين وخاصة من ذوي الحيازات الصغيرة بالتخفيف من استخدام الأسمدة الكيمائية والتي قد تضر بالتربة ويجعلها أكثر افتقاراً للعناصر المغذية وجفافاً على المدى الطويل."

ويضيف بأن المزارعين في الغوطة الشرقية اصبحوا أكثر وعياُ الآن حول أهمية وفعالية سماد الفيرمي كمبوست من حيث التكلفة وتحسين جودة وكمية الإنتاج النباتي دون الإضرار بالتربة.

التعاون بين منظمة الفاو وصندوق التكيف المناخي

تحرص منظمة الأغذية والزراعة على دعم المجتمعات الريفية لتحسين الممارسات الزراعية واستدامة أنشطة الإنتاج الزراعي وسبل العيش، وتعمل المنظمة ضمن إطار تعاونها مع صندوق التكيف المناخي على تحسين قدرات المزارعين للتكيف والصمود نحو مواجهة تغير المناخ.