الفاو في سورية

منظمة الفاو تطلق حملة التلقيح الصناعي والخدمات الطبية البيطرية لدعم مربي المواشي من صغار الحائزين

FAO/Ahmad Abdulmannan
05/02/2024

ينتظر العديد من مربي المواشي في سورية حلول شهر أيلول لعام 2024 لاستقبال مواليد جديدة لأبقارهم من شأنها أن تدعم استدامة إنتاجهم ودخلهم المادي، وذلك بعد أن أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ضمن إطار مشروع بناء الصمود المحلي في سورية، المُموَّل من المملكة المتحدة، حملةً لتقديم الخدمات الطبية البيطرية والتلقيح الصناعي في محافظات حلب ودير الزور وحماة وحمص وريف دمشق.

تستهدف الحملة 24 ألفاً من مربي المواشي بهدف تحسين الحالة الصحية والتغذوية لأبقارهم وأغنامهم، حيث بدأت أيضاً بتقديم خدمات التلقيح الصناعي مستخدمةً قشات سائل منوي ذات خواص وراثية ممتازة تضمن فرصاً أفضل لنجاح الحمل وتقلل المدّة ما بين الحمولات، الأمر الذي يؤثر جذرياً على إنتاجية الأبقار.

دعم شامل

تتكامل الأنشطة المختلفة للمنظمة بهدف تقديم الدعم الشامل لزيادة إنتاجية المواشي، وتخفيض تكاليف الإنتاج ومساعدة مربي المواشي من الفئات الهشة على تحسين صمودهم وبأن يكونوا قادرين على الانتاج، حيث تعمل المنظمة على تقديم خدمات التلقيح الصناعي والخدمات الطبية البيطرية للمشاركين في مدارس المزارعين الحقلية إلى جانب غيرهم من المستفيدين. كما تلقّى مشاركو المدارس الحقلية معلومات قيّمة حول الممارسات الزراعية الجيدة والزراعة الذكية مناخياً في مجال إنتاج الأعلاف والشروط الصحية للحظائر، فضلاً عن مهارات إنتاج مشتقات الألبان ومهارات التسويق.

تشمل الخدمات الطبية البيطرية تقديم الفحوصات والعلاج لالتهاب الضرع تحت السريري، وفحص صحة المبيضين، وتقديم العلاجات المضادة للطفيليات، والمطهرات الوقائية لالتهاب الضرع، إضافةً إلى فحص الحالة التغذوية للمواشي وتحديد درجة حالة الجسم، ثم تقديم الفيتامينات أو النصائح حول الخلطات العلفية وفقاً للنتيجة، الأمر الذي يعتبر في غاية الأهمية كونه يعوّض العناصر الغذائية المفقودة خلال فصل الشتاء.

توقيت حساس

يقول محسن الحسن، أحد مستفيدي الحملة من قرية حورات عمورين في ريف حماة: "يتوقف إنتاج البقرة ما لم تعطي مولوداً جديداً، إذ تستمر البقرة في الإنتاج لسبعة أو ثمانية أشهر، بعد ذلك يتوقف إنتاج الحليب في حين تستمرّ البقرة في استهلاك العلف المُكلف من دون أن تعطي أي إنتاج."

استفاد محسن أيضاً من نشاطات المدارس الحقلية للمنظمة، ويقول أن تحسّن إنتاج الحليب سيساعده في توفير منتجات الألبان والأجبان لعائلته، ودعم الدخل المادي والحالة الغذائية للعائلة: "يأتي كلّ يومٍ حاملاً تحديات مادية. يمكنني الآن أن أنتج مشتقات الحليب للاستهلاك المنزلي أو للبيع بدلاً من بيع الحليب مباشرةً للوسطاء مقابل عائد ماديّ أقل."

تقول ألماظة جنيد التي استفادت أيضاً من الحملة ومن مدارس المزارعين الحقلية في قرية عين الكروم في ريف حماة أنها سعيدةً بنجاح عملية التلقيح الصناعي لبقرتها من المحاولة الأولى، إذ سيأتي هذا الخبر بآثار إيجابية لعائلتها في المستقبل، وتضيف ألماظة: "عندما أصبحت بقرتي جاهزة للتلقيح، اتصلت بالطبيبة البيطرية التي أتت فوراً لتنفيذ عملية التلقيح الصناعي. لديّ خمسة أولاد وجميعهم يحبّون الحليب ومشتقاته، فالأولوية بالنسبة لي أن أغطّي احتياجات عائلتي للمواد الغذائية من الألبان والأجبان، ثمّ أبيع الفائض لدعم الدخل المادّي للأسرة."

فريق محليّ متمكّن

عملت الحملة على تدريب 64 طبيب بيطريّ معتمد في المجتمعات المحليّة  لتقديم الخدمات الطبية البيطرية وتنفيذ عمليات التلقيح الصناعي في مختلف محافظات المشروع. شمل هذا التدريب مواضيع نظرية وعملية حول التشريح والفيزيولوجيا للأبقار، فضلاً عن أحدث المعلومات حول إدارة دورة الشبق للأبقار، وحول تخزين ونقل وتحضير قشات السائل المنوي لضمان فعالية ونجاح عمليات التلقيح، الأمر الذي من شأنه مساعدة الأطباء البيطريين على تحقيق نسب نجاح أفضل، ما ينعكس بدوره إيجاباً على إنتاجية مربي المواشي وعلى دخلهم وقدرتهم على الصمود.

تأتي هذه الحملة لتتكامل مع مجموعة التدخلات المترابطة التي تنفّذها المنظمة في إطار مشروع بناء الصمود المحلي في سورية، وذلك بهدف ضمان الفائدة القصوى وتحقيق الاستفادة الأفضل من الموارد التي يخصّصها المشروع لكلّ عائلة. يستهدف المشروع إجمالاً أكثر من 54 ألف عائلة زراعية مع التركيز على دعم السيدات والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، ويهدف لدعم المجتمعات الزراعية الهشّة في سورية على زيادة مستوى إنتاجهم ليصبحوا أكثر مرونة في مواجهة الصدمات، إضافةً إلى تحسين أمنهم الغذائي واعتمادهم على ذاتهم، فضلاً عن الترويج للمساواة ومواجهة العنف الاقتصادي ضدّ السيدات والزواج المبكر للفتيات في المجتمعات الريفية المستهدفة.