الفاو في سورية

منظمة الفاو تعمل مع المجتمعات المحلية في درعا ودير الزور نحو التعافي المبكر

FAO/AbdulRahman Al-Kor
01/06/2023

يعد إشراك المجتمع المحلي لقيادة عملية تحديد الاحتياجات و الأولويات لأجل تحسين ظروفهم المعيشية وسبل عيشهم، وخاصة الزراعية، أمر أساسي لضمان استدامة الموارد وقدرة الناس على الصمود. فبمجرد أن تحويل النمط الفكري للمجتمع من الاعتماد على المساعدات إلى عقلية تعتمد على الذات وتدفعها التنمية، فسوف يتولى الناس مسؤولية حياتهم بتصميم.

وعليه، بهدف تعزيز تخطيط العمل المجتمعي، نظمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، من خلال برنامج الأمم المتحدة المشترك الممول من الاتحاد الأوروبي والنرويج وإيطاليا، عدة دورات تدريبية في محافظتي دير الزور ودرعا والتي ركزت على دعم أفراد المجتمع وفئاته المجتمعية ليكونوا قادة يتمتعون بالمهارات اللازمة لتحليل الموارد والمشاكل والاحتياجات، ثم تحديد أولويات الاحتياجات والدعوة إليها في شكل مشاريع صغيرة لأصحاب المصلحة من أجل تنفيذ هذه الاقتراحات، إلى جانب تعزيز مكانتهم كممثلين ونقاط دخول لمجتمعاتهم.

وتشرح هزار أنور، عضو اللجنة في قرية عتمان بمحافظة درعا، عن كيفية تشكيل مجموعات من ممثلي أحياء القرية قائلة: “اجتمع أبناء قريتنا بعد هذا التدريب لتحديد ممثلي الأحياء بناءً على سمعتهم ومصداقيتهم، وإرادتهم في التطوع، ليقوموا بدورهم بالاجتماع مع الناس لفهم الاحتياجات والمشاكل ووضع الخطة وتحديد الأولويات ثم التواصل مع أصحاب المصلحة".

ومن ناحية أخرى، مكنت هذه الدورات التدريبية المتدربين من اكتساب المعرفة اللازمة حول تحليل المشكلة والأسباب، والخطط الأولية للمشاريع الصغيرة، وتخطيط العمل المنهجي والمشاريع التنموية. ومن ثم، ستقوم هذه اللجان بتصميم مشاريع التعافي مع الأخذ في الاعتبار المخرجات المستدامة التي من شأنها مساعدة المجتمعات المحلية على تجاوز نتائج الأزمات بالاعتماد على مواردها المحلية.

وحول هذا تقول كنانة أحمد، من قرية حطلة في محافظة دير الزور: "بوصفنا عضواً في لجنة محلية، قمنا بشكل مشترك باقتراح مشاريع بناءً على الاحتياجات التي لاحظناها من أرض الواقع. فعلى سبيل المثال، اقترحت مشاريع إنتاج الألبان وتفريخ  البيض بناءً على احتياجات بعض الأشخاص في المنطقة للوصول إلى مصدر مستدام لبعض الأغذية وسبل العيش أيضًا".

يعد وضع اللجان المحلية وممثلي المجتمع الآخرين في أساساً جوهرياً لجهود التعافي والقدرة على الصمودن وبأنها مرحلة أساسية تمكنهم من مناقشة الاحتياجات والحلول بشكل صحيح إلى المساهمين و المنظمات لتلقي الدعم اللازم نحو تنفيذ هذه الحلول والوصول إلى الهدف المنشود. كما أنه يلهم وينشط دور المجتمع المحلي لتعزيز حلول أكثر استدامة للتحديات الحالية المتعلقة بالفقر وانعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ وتدهور الموارد الطبيعية.

يذكر أن برنامج الأمم المتحدة المشترك يعتمد على الميزة النسبية لوكالات الأمم المتحدة الست المشاركة - منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي بقيادة المنسق المقيم للأمم المتحدة لتوفير استجابات متكاملة لتحديات للتحديات العديدة التي تمر بها البلاد.