الفاو في سورية

منظمة الأغذية والزراعة تعيد تأهيل شبكات الري في حماة لدعم عشرة آلاف مزارع

FAO/Bayan Ksiebi
06/06/2024

استكملت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إعادة تأهيل ثمانية وثمانين كيلومتراً من شبكات الري وسبعين كيلومتراً من شبكات الصرف في جنوب حماة في الجمهورية العربية السورية، الأمر الذي من شأنه تأمين تدفّقٍ مستدامٍ لمياه الري لدى أكثر من 10 آلاف مزارع. وكانت هذه الشبكات قد تعرّضت لأضرار جسيمة إثر الأزمة في سورية والزلزال الذي ضرب حماة في السادس من شباط من عام 2023، ما تسبب في خسارة فادحة في توفير مياه الري للمزارعين.

وأعادت المنظمة تأهيل هذه الشبكات في إطار مشروع بناء الصمود المحلي في سورية المُموَّل من المملكة المتحدة، وذلك بهدف إيصال مياه الري إلى 7500 هكتار من الأراضي في ستة عشر قرية، بما يسمح بتحقيق إنتاج أفضل وأكثر استدامة للمحاصيل الموسمية المتنوعة في المنطقة، وخاصة القمح والبقوليات والخضار والمحاصيل العلفية. فضلاً عن ذلك، ستساهم أعمال إعادة التأهيل في حماية المياه الجوفية من الاستهلاك المفرط وستحافظ عليها لاستخدامات المجتمعات المحلية في احتياجاتها المنزلية اليومية وتوفير مياه الشرب لمواشيها.

يقول هشام جمال، أحد المزارعين من كفر بهم في ريف حماة: "الماء هو الحياة. قبل إعادة تأهيل هذه القنوات، كان اعتمادنا إما على الآبار الارتوازية أو على أمل هطول كميات كافية من الأمطار،" تسبب هذا الاعتماد على الآبار الارتوازية بفرض أعباء على المزارعين في تأمين الوقود النادر والباهظ الثمن لتشغيل المضخات. أما الآن وبعد إعادة تأهيل شبكات الري، أصبح بإمكان المزارعين الحصول على إنتاج مستقرّ، كما يقول هشام: "يمكننا الآن أن ننتج المحاصيل طوال العام ونؤمّن الطعام الصحي والمغذي لعائلاتنا ومجتمعاتنا."

كما عملت المنظمة إلى جانب إعادة تأهيل شبكات الري والصرف على إصلاح البنى التحتية الرئيسية على مستوى الحقل، كالبوابات المعدنية وأجهزة السحب والمجاري المائية ولوحات قياس الأعماق الرئيسية والجسور الصغيرة على قنوات الري الحقلية، فضلاً عن الأعمال المدنية لترميم شبكات الري الحقلية وخمسة مراكز لإدارة الري.

يتولى أفراد المجتمع المحلي إدارة الفروع الحقلية لشبكات الري بعد ترميمها، وذلك من خلال تشكيل جمعيات مستخدمي المياه التي من شأنها ضمان التوزيع العادل والمنصف للمياه على أساس مساحات الأراضي واحتياجات المحاصيل. ونظراً لضرورة تعاون الرجال والنساء من أجل إنتاج أفضل، تعتبر المنظمة وجود السيدات في جمعيات مستخدمي المياه أولوية أساسيةً لتمكين المزارعات من الحفاظ على أنشطتهن الإنتاجية. تؤكد أم رشاد، وهي مزارعة وعضوة في جمعية مستخدمي المياه في كفر بهم، هذه الأولويات قائلةً: "المرأة لديها كل القدرة على القيام بمهام الزراعة، ويتمثّل دوري في جمعية مستخدمي المياه بتمثيل جميع المزارعات في قريتي ودعمهنّ لضمان المساواة والإنصاف في وصول المياه إلى أراضيهنّ، والمساواة في الوصول إلى فرص الإنتاج أيضاً".

يؤدي توفّر مياه الريّ إلى سلسلة من الفوائد للمجتمعات الزراعية، كما يوضح وائل سيف، مسؤول فريق المياه في منظمة الأغذية والزراعة: "مع تصاعد وتيرة تغيّر المناخ، تمثل إعادة توفير مياه الري فرصةً لضمان استدامة سبل العيش، وتعزيز الاستقرار، وزيادة فرص العمل وتحقيق الدخل للأسر الريفية". عملاً بهذه المنهجية، تؤكد منظمة الأغذية والزراعة على أهمية إعادة إمكانية الوصول لمياه الريّ كعنصر رئيسي في الجهود الساعية لبناء القدرة على الصمود في المجتمعات الريفية وتحسين الأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين.