الفاو في سورية

إعادة تشغيل شبكات الري المرتبطة بسد تشرين بعد تضرره بالزلزال

FAO/Mazen Haffar
25/06/2024

يعتبر المزارعون دائماً بأن استعادة المياه لأغراض الري هي أخبار رائعة بالنسبة لهم! فمن البديهي أن الحصول على مياه الري في التوقيت المناسب أمر بالغ الأهمية لإنتاجية النظم الزراعية، وذلك لأنه يضمن إمدادات غذائية مستدامة، ويمكّن المزارعين من زراعة محاصيل متنوعة وتحسين جودة منتجاتهم، ويخفض من نسب الفقر ويحسن سبل عيش صغار المزارعين، كما ويعزز قدرة البيئة على التكيف مع تغير المناخ بشكل ملحوظ.

وعليه، تعطي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الأولوية لدعم المزارعين المستضعفين لضمان الوصول المستدام والعادل إلى المياه لإنتاج منتجات جيدة وتحسين سبل العيش. وذلك إيماناً منها بحق المجتمعات الزراعية في سورية من الحصول على فوائد الري.

تشتهر المنطقة الساحلية في سورية بإنتاج أشجار الفاكهة، خاصة الزيتون والحمضيات والخضار الموسمية والإنتاج الحيواني. ومع ذلك، إلى جانب أكثر من أربعة عشر عامًا من الصراع في البلاد والظروف الجوية غير المألوفة، فقد تأثر الإنتاج الزراعي بسبب تعرض شبكات الري لأضرار جسيمة بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا (7.8 درجة)، مما ترك المزارعين في وضع هش لفقدهم مصدر الدخل الوحيد وسبل عيشهم، الأمر الذي شكل تهديدًا خطيرًا لقدرتهم على إعالة أسرهم.

استجابة لهذا الوضع الصعب، قامت منظمة الفاو ، بدعم من الصندوق الإنساني لسورية، أعمال إعادة التأهيل على أربع محطات ضخ مرتبطة بشبكات ري سد تشرين والبنى التحتية المتصلة بها كقناة الري الرئيسية وجسور المياه، الأمر الذي سيحقق تدفق المياه إلى أكثر من 6600 هكتار من الأراضي التي تزرعها 19800 عائلة زراعية في 25 قرية في محافظة اللاذقية.

يقول وائل سيف، الخبير في مجال المياه لدى مكتب منظمة الفاو في الجمهورية العربية السورية: "تضمنت استجابة الفاو الفورية إجراء تقييمات ووضع خطط إعادة التأهيل لاستعادة البنية التحتية للري المتضررة من الزلزال. وقد دعم هذا التدخل الوصول إلى مياه الري لتمكين المزارعين من استئناف سبل عيشهم،".

كما وتشدد المنظمة على أهمية ممارسات الإدارة المستدامة للمياه من قبل المزارعين لضمان التوزيع العادل للمياه. فقد دعمت الفاو إنشاء أربع مجموعات لمستخدمي المياه وقدمت التدريب لتمكين هذه المجموعات من إدارة الري والزراعة الذكية مناخيًا والمعرفة الفنية ذات الصلة بتشغيل وصيانة البنية التحتية للري ضمن المناطق المستهدفة.

ويعد هذا التدخل جزءًا من الجهود الأوسع التي تبذلها منظمة الأغذية والزراعة لبناء القدرة على الصمود ودعم سبل عيش السكان المتضررين في الجمهورية العربية السورية، و الذي يتماشى مع أهداف المنظمة المتمثلة في تعزيز الإدارة المستدامة للموارد المائية وتعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين سبل العيش في المناطق الريفية.