الفاو في سورية

منظمة الفاو تقدّم تقنية زراعية ذكية مناخياً لمواجهة ندرة المياه في ريف حلب

FAO/Andrea Tedori
07/07/2024

تواجه الزراعة في الجمهورية العربية السورية تحديات متزايدة على صعيد تغير المناخ وندرة المياه، لذا تحظى الحلول المبتكرة للنظم الزراعية القابلة للتكيف والمرونة بالأهمية أكثر من أي وقت مضى، وذلك لما لها من دور أساسي في تحسين حالة الأمن الغذائي وقدرة المزارعين المتضررين على الصمود.

سعياً منها لمواجهة هذه التحديات، قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بتجريب تقنية جديدة واعدة للزراعة الذكية مناخياً تعرف باسم ’الزراعة على مصاطب‘، وتأتي هذه التجربة كنشاط تكميلي لأعمال إعادة التأهيل الجارية على شبكات الري السطحي والصرف في منطقة دير حافر بريف حلب، والتي تجري في إطار المرحلة الأولى من مشروع بناء الصمود المحلي في سورية بتمويل من المملكة المتحدة.

تهدف تقنية الزراعة على المصاطب إلى تحسين كفاءة الري الحقلي وإنتاجية المياه والمحاصيل، حيث تمّ تطبيق هذه التقنية على ثلاثة حقول تجريبية لزراعة القمح في دير حافر في محافظة حلب، حيث نظّمت الفاو يوماً حقلياً حضره ستون مزارعاً من المنطقة لاستعراض هذه الطريقة المبتكرة ونتائج التجربة.

توضح رهام زحلان، أخصائية الموارد الطبيعية لدى المنظمة، ميزات هذه التقنية وآلية عملها قائلةً: "تعتمد تقنية الزراعة على مصاطب على آلة متخصصة تقوم بفتح خطوط الري ورفع مصاطب الزراعة بينها وبذر التربة في هذه الأحواض في آن واحد، وخلال شوط واحد من حركة الآلية الزراعية، ما يضمن خفض دخول المكننة الزراعية إلى الحقل قدر الإمكان،".

فضلاً عن ذلك، تتسرب مياه الري أفقياً إلى منطقة الجذور نتيجة الإعداد السليم للأرض بدلاً من غمر سطح التربة، ما يزيد من كفاءة مدخلات الإنتاج كالمياه والبذار والأسمدة، ويحسن من تصريف المياه، ويخفف من مخاطر تَملّح التربة.

وأعرب توفيق الحمدو، وهو مزارع يمتلك أحد حقول القمح التي تم تجريب هذه التقنية فيها، عن حماسه لنتائجها الإيجابية، بقوله: "اختبرت الزراعة على مصاطب في حقل القمح الذي أملكه، والذي تبلغ مساحته 5.5 دونم، ووجدت فوائد كبيرة من حيث تقليل كمية مياه الري والبذار، بالإضافة إلى تسهيل الأعمال الزراعية وتقليل الوقت والجهد اللازمين للزراعة."

تسعى المنظمة على إثر هذه النتائج إلى توسيع مجال التجربة لتشمل أنواع محاصيل أكثر، إلى جانب تشجيع المزارعين لاعتمادها على نطاق أوسع. وتوضع أخصائية الشؤون الاجتماعية والاقتصادية الزراعية لمشاريع الري في منظمة الفاو، لبنى جريعة، هذه الخطط قائلةً: "بعد تجربة الزراعة على المصاطب بنجاحٍ في ثلاثة حقول لزراعة القمح، ستقوم المنظمة بتقييم فعاليتها على المحاصيل الصيفية كالذرة الصفراء وعلى المحاصيل ذات البذور الأصغر حجمًا مثل السمسم. فضلاً عن ذلك، فإن مقاييس الآلية المستخدمة في هذه التقنية قابلة للتعديل، ما يسمح بتحقيق الأبعاد الأمثل للأحواض من حيث الطول والعرض."

تتوقع المنظمة تحقيق المزيد من النتائج الواعدة لهذه التجربة، يلي ذلك تسليم ملكية وتشغيل الآلات اللازمة إلى المجتمع المحلي من خلال جمعيات مستخدمي المياه التي سيتم تشكيلها على طول قنوات الري الرئيسية التي ستعيد المنظمة تأهيلها، بما يضمن إنتاجاً زراعياً مستداماً وفعالاً، ومراعاة الأعمال الزراعية للظروف المناخية في دير حافر.